في ظل انتشار الأمراض والفيروسات التي تتسبب في الوفاة تقوم منظمة الصحة العالمية كل سنة بعمل تقرير برصد الأمراض والوفيات، وفي هذا السياق رصدت منظمة الصحة العالمية 10 أسباب للوفاة حول العالم، حيث تسببت الأسباب العشرة الرئيسية خلال عام 2019 في وفاة 55% من إجمالي عدد الوفيات حول العالم البالغ عددها 55.4 مليون وفاة في العالم.

 وفي التقرير التالي نستعرض أسباب الوفاة العشرة وهي:

(1) -داء القلب الإقفاري
هو الاضطراب الناجم عن نقص التدفق الدموي لعضلة القلب والمرتبط بالانسداد الجزئي أو الكلي للشرايين التاجية، مما يؤثر على تغذية القلب بالاكسجين ويتسبب في تلف العضلة وفقدان قدرتها على ضخ الدم لأجزاء الجسم المختلفة.

يعد هذا المرض أشد الأمراض فتكا في العالم، إذ يعد داء القلب الإقفاري مسؤولا عن 16 في المئة من إجمالي الوفيات بالعالم، ومنذ عام 2000، كانت أكبر زيادة في الوفيات هي تلك الناجمة عن هذا المرض، حيث ارتفع عدد الوفيات الناجمة عنه بمقدار مليوني وفاة ليصبح 8.9 ملايين وفاة في عام 2019.

(2)-السكتة الدماغية:
تحدث السكتة الدماغية عندما تنقطع إمدادات الدم إلى جزء من الدماغ أو تنخفض؛ مما يمنع أنسجة الدماغ من الحصول على الأكسجين والعناصر المغذية. تبدأ خلايا الدماغ بالموت خلال دقائق.

وهي السبب الرئيسي الثاني في وفاة حوالي 11% في العالم، والسكتة الدماغية غير شائعة لدى الأشخاص دون سن 40 سنة، وعندما تحدث فإن السبب الرئيسي هو ارتفاع ضغط الدم، ومع ذلك فإن السكتة تحدث أيضا عند حوالي 8 في المئة من الأطفال المصابين بداء الخلية المنجلية.

(3) -داء الانسداد الرئوي المزمن:

يسبب مرض الانسداد الرئوي المزمن أعراض تنفسية مستمرة تظهر تدريجيا، ومنها صعوبة التنفس والسعال وإفراز البلغم، وينتج عن التعرض لفترات طويلة للغازات والجسيمات الضارة إلى جانب عوامل فردية، ومنها الأحداث التي تؤثر على نمو الرئتين في مرحلة الطفولة والعوامل الوراثية.
وتعد هي ثالث سبب مؤد إلى الوفاة في العالم، حيث تسبب في 3.23 مليون حالة وفاة، ما نسبته 6 % من إجمالي عدد الوفيات.

(4)-أمراض القناة التنفسية السفلى
هي العدوى البكتيرية أو الفيروسية المؤثرة في أنسجة وخلايا الجهاز التنفسي. يمكن أن تؤثر على القصيبات الهوائية، أو القصبات الهوائية، أو الرئتين.
ظلت أمراض القناة التنفسية السفلى أشد الأمراض السارية فتكا في العالم، حيث احتلت المركز الرابع في قائمة الأسباب الرئيسية للوفاة، لكن في نفس الوقت، انخفض عدد الوفيات الناجمة عنها انخفاضا كبيرا، فقد حصدت في عام 2019 أرواح 2.6 مليون شخص، أي ما يقل بمقدار 460 ألف وفاة عن عام 2000.

(5)-الحالات المرضية في المواليد

 تأتي الوفيات الناجمة عن الحالات المرضية في المواليد بالمركز الخامس، لكنها أيضا تشهد تراجعا عالميا كبيرا في عدد الوفيات من حيث الإحصائيات خلال العقدين الماضيين، حيث أدت إلى وفاة مليوني مولود وطفل صغير في عام 2019، أي أقل من عام 2000 بمقدار 1.2 مليون طفل.

(6)-سرطان الرغامى والشُعب الهوائية والرئة
هو عبارة عن مصطلح عام يشير إلى حدوث سرطان في الأعضاء الموجودة في القصبة الهوائية كالبلعوم أو الحنجرة، وقد تظهر على المريض العديد من الأعراض عند الإصابة بهذا السرطان كحدوث بحة في الصوت أو السعال أو حدوث التهاب في الحلق.
كما ارتفعت نسبة وفيات الأمراض غير السارية، وجاءت في المركز السادس، إذ زادت معدلات الوفيات الناجمة عن سرطان الرغامى والشُعب الهوائية والرئة من 1.2 مليون إلى 1.8 مليون.

(7)-داء ألزهايمر وحالات الخرف الأخرى
داء الزهايمر هو اضطراب عصبي متفاقم يؤدي إلى تقلص الدماغ (ضموره) وموت خلاياه. داء الزهايمر هو السبب الأكثر شيوعًا للخَرَف؛ فهو حالة تتضمن انخفاضًا مستمرًّا في القدرة على التفكير وفي المهارات السلوكية والاجتماعية؛ ما يؤثر سلبًا في قدرة الشخص على العمل بشكل مستقل.
جاء داء ألزهايمر وغيره من أشكال الخرف المركز السابع في قائمة الأسباب الرئيسية للوفاة، وتتأثر النساء بذلك على نحو غير متناسب، حيث تشكّل النساء 65 في المئة من الوفيات الناجمة عن مرض ألزهايمر وغيره من أشكال الخرف على الصعيد العالمي.

(8)- أمراض الإسهال
تُعد أمراض الإسهال من الأمراض التي شهدت أكبر قدر من الانخفاض في عدد الوفيات الناجمة عنها، حيث تراجعت هذه الوفيات على صعيد العالم من 2.6 مليون وفاة في عام 2000 إلى 1.5 مليون وفاة في عام 2019.

(9)-داء السكري
انضم داء السكري مؤخرا إلى قائمة الأسباب العشرة الرئيسية للوفاة، بعدما شهدت حالات الوفاة بالمرض معدلات زيادة كبيرة بلغت نسبتها 70 في المئة منذ عام 2000.

(10)- أمراض الكلى
انتقلت أمراض الكلى من المركز الـ 13 في قائمة الأسباب العشرة للوفاة بالعالم إلى المركز العاشر، وارتفع معدل الوفيات الناجمة عنها من 813 ألف في عام 2000 إلى 1.3 مليون في عام 2019.

يشار إلى أن عدد من الأمراض خرجت من قائمة الأمراض العشرة المميتة، منها: الإيدز، فقد انخفض عدد الوفيات الناجمة عن الإيدز والعدوى بفيروسه بنسبة 51 في المئة خلال السنوات العشرين الماضية، ليتراجع من السبب الرئيسي الثامن للوفاة في العالم في عام 2000 إلى المركز التاسع عشر في عام 2019.