القوة تحمى السلام.. وتمنع الحرب والعدوان والأطماع.. ومن يملك جيشا وطنيا.. يملك أمنا واستقرارا.. فتزويد الجيوش بأحدث منظومات القتال والتسليح ليس رفاهية وليس أيضا شرطا لاعلان الحرب.. لكن الاستعداد للحرب يمنع وقوعها وفى ظل تمدد الأمن القومى واتساع دوائره وزيادة التهديدات فإن قوة وقدرة الجيش تمثل الخير الكثير للدول وامتلاكها لقوة الردع لمنع العدوان.. لذلك تنشط آلة الإعلام المعادى والعميل فى تشويه الجيوش واتباع الخيالات والأوهام المريضة فى القدرة على الاستفزاز أو الاستدراج أو دفع الدول لاتخاذ قرارات عنترية.. كل ذلك مجرد خزعبلات.. فهناك فارق بين إدارة دول.. وإدارة السوبر ماركت.
تمنع الحرب والعدوان.. وتحمى السلام.. وتحفظ الأمن والسيادة والحقوق والثروات والمقدرات.. فمن يملك القوة والقدرة والردع.. يملك الأمن والاستقرار وما أعظمها نعمة
«يا بخت الدولة اللى عندها جيش وطنى قوى مجهز ومسلح بأحدث أنظمة ومنظومات القتال فى العالم.. فمن يمتلك جيشا وطنيا.. يمتلك أمنا واستقرارا».. فهذه العبارة قالها الرئيس عبدالفتاح السيسى وتحمل معانى ودلالات ورسائل عميقة وهى طريق الدول لبناء القوة والقدرة التى هى أصل وجود وبقاء الأوطان وبدونها تصبح فريسة سهلة للذئاب والأطماع والصراعات فى عالم يأكل فيه القوى الضعيف المستأنس.
نتداول فى أحاديثنا الشعبية كلاما له معنى ومغزى نستطيع من خلاله أن نجيب عن سؤال مهم.. لماذا قوة الجيوش ولماذا تتسلح؟ وما هى جدوى تزويد الجيوش بأحدث منظومات القتال.. نتوقف عند ما يتردد من أمثال شعبية «اللى ليه ضهر مايضربش على بطنه» وأحيانا يقال «انت أخرك ايه أو تمامك ايه؟».. والمعنى ان من يمتلك القوة لا أحد يستطيع الاقتراب منه.. فالقوة رسالة للجميع ولكل من تسول له نفسه المساس بالحقوق أو الثروات.. والقوة أيضا تجنبك الأطماع.. وتحفظ لك الهيبة.. وتمنحك النفاذ والتأثير.
الجهلاء والمزايدون والحاقدون والكارهون لفكرة الأوطان من الخونة والعملاء أو من يريدون التشكيك والتشويه وتزييف وعى الناس يحاولون مع كل أزمة أو تهديد ترويج الأكاذيب أو المغالطات ويسعون لترسيخ فكرة أنه طالما معك أحدث الأسلحة ومنظومات القتال.. فأنت مطالب بإعلان الحرب وتحريك القوات.. والاشتباك مع العدو أو الطرف الآخر من الصراع.. وإذا لم تفعل فأنت متخاذل.. وتكثر التساؤلات أين السلاح والمعدات.. وأين منظومات التسليح؟.. الحقيقة نحن أمام جهل ومنطق شاذ وغريب وعدم إدراك لخطورة الحرب وأنه طالما ان لديك من الوسائل والبدائل والأوراق التى تجعلك تكسب المعركة أو الصراع فأنت فى غنى عن استخدام القوة وتداعياتها وتبعاتها.. وان استخدام القوة مرهون بتجاوز الخطوط الحمراء.. والإضرار أو المساس بالأمن القومى أو المصالح العليا للبلاد أو الحدود أو الثروات والحقوق وطالما ان ذلك لم يتحقق.. وطالما ان الدولة تتحرك بنجاح فى مسارها للحفاظ على أمنها وحقوقها وثرواتها.. فما الداعى لاستخدام القوة.. فلماذا تدفع أكثر طالما تستطيع أن تدفع أقل.
من أهم أهداف امتلاك القوة والقدرة وجاهزية الجيوش هو منع العدوان.. فلا سلام بدون قوة تحميه.. فالسلام والأمن والاستقرار يحتاج قوة وقدرة وجاهزية الجيوش.. فكلما امتلكت قوة أكثر.. تمتلك أمنا واستقرارا أكثر.
أيضا القوة والقدرة وجاهزية الجيوش الوطنية تؤدى إلى امتلاك عنصر الردع.. وهو يعنى ان أى قوة تحاول المساس بأمنك القومى أو حقوقك أو سيادتك أو تنتهك قدسية حدودك أو اجوائك أو مياهك فإنها تفكر ألف مرة لأنها تدرك انها أمام قوة سوف تلحق بها خسائر فادحة.. وأن المواجهة محفوفة بالمخاطر.. فالدول تعرف عن بعضها الكثير من الحقائق من القوة والقدرة التى فى حوزتك.. وعندما تجد الدول المتصارعة ضعفا فى احداها وعدم امتلاك الردع فإن قرار الاعتداء أو العدوان يكون أكثر سهولة والعكس إذا وجدت القوة الرادعة فإنها لن تتجرأ على العدوان أو المساس بها.
امتلاك الدول القوة والقدرة العسكرية سواء فى مقاتلين على أعلى درجة من الكفاءة والجاهزية والاحترافية أو أحدث منظومات القتال يجنب الدول ويلات خطر العدوان أو الاستباحة.. وتستطيع هذه القوة أن تتصدى لكافة التهديدات التى يمكن أن تمس وحدة وسلامة وأمن واستقرار البلاد.
امتلاك قوة الردع رسالة مهمة لكل من تسول له نفسه المساس أو العدوان.. وهذا الردع يرتكز على منظومة قوة وقدرة.. ويد تستطيع أن تستأصل أى تهديد.. وتصل إلى أى مكان يشكل خطرا على الدولة ومصالحها وثرواتها وحقوقها.. فإذا لم تمتلك الدول قوة الردع والقوة والقدرة فإن فرص استباحتها تزيد وتتصاعد وتفتقد القدرة على الفعل والتأثير وفى اعتقادى فإن الدولة التى تمتلك القوة والقدرة على الردع تسهل عمل باقى المؤسسات الأخرى بالدولة.. فالقوى لا أحد يستطيع أن يقترب من حقوقه.. والعفى محدش يقدر يأكل لقمته.. والأسد محدش يقدر يأكل أكله.. هذه قواعد وإستراتيجيات ورؤى لحماية الأوطان ليست بالكلام والشعارات ولكنها عقيدة دولة «مصر - السيسى» التى امتلكت الشموخ والكبرياء والسيادة واستقلال القرار الوطنى النابع والمعبر عن إرادة شعبها فى تطوير وتحديث جيشها وتزويده بأحدث منظومات القتال للعديد من الأسباب والحيثيات غير ما سبق كالتالى:
> أولا: طبيعة المنطقة التى نعيش فيها وما تموج به من صراعات واضطرابات واطماع ومؤامرات ومخططات.. وما حدث فى يناير 2011 وتنامى التهديدات واتساع نطاقها الجغرافى وامتدادها وتفشى ظاهرة الإرهاب المدفوع والموظف لإسقاط الدولة.. ومن هنا جاءت أهمية التطوير والتحديث وبناء القوة والقدرة لمجابهة التحديات والتهديدات والمخاطر المستجدة وما تطلب من قدرة الوصول إليها ووأدها فى مهدها من خلال منظومات تسليح حديثة.. وقدرات فائقة لحماية الوطن.
> ثانيا: أدركت مصر ان هناك خللا فى موازين القوى بالمنطقة عقب يناير 2011.. زاد الفجوة.. وأحدث تداعيات وتبعات إستراتيجية على مستوى الإقليم.. وهو الأمر الذى استلزم إصلاح هذا الخلل.. وإعادة التوازن إلى موازين القوى فى المنطقة.. وهنا تفوقت مصر وأصبحت الأقوى فى المنطقة وافريقيا ومن الأقوى فى العالم بفضل الرؤية الثاقبة الوطنية والشريفة والتى رصدت الواقع واستشرفت المستقبل وحمت الوطن فى ظروف دقيقة وتهديدات خطيرة وأعادت التوازن للمنطقة.. وأصبح يعول عليها العالم فى أمن واستقرار الشرق الأوسط وشرق المتوسط.. ينظر إليها العالم بعين الاحترام والتقدير والثقل بعد أن كانت مصر مهددة بالضياع خلال أحداث يناير 2011 وما بعدها حتى جاء الرئيس السيسى فبنى القوة والقدرة لحماية الوطن.
> ثالثا: جاء بناء القوة والقدرة وفق رؤية وتخطيط واستشراف للمستقبل.. توقعت وحددت التهديدات المحتملة فبنت القوة والقدرة.. لحماية الحدود والأرض والسيادة والثروات والحقوق.. فعلى سبيل المثال هناك ثروات مصرية طائلة فى البحر سواء المتوسط أو الأحمر ولعل نموذج شرق المتوسط واكتشاف الغاز فى حقل ظهر وما هو قادم والذى يعد إضافة قوية تساعد مصر فى ضخ موارد جديدة وتحقيق الاكتفاء الذاتى فى إطار بناء الدولة الحديثة.. لذلك جاء التطوير غير المسبوق الذى نشهده فى قواتنا البحرية من قطع بحرية عالية التطوير تواكب الأحدث فى العالم من غواصات ومدمرات وفرقاطات ولنشات صواريخ وحاملات طائرات هليكوبتر.. وتنسيق العمل بين القوات البحرية والجوية فى ظل أطماع وبلطجة اقليمية ومحاولات للسطو على الحقوق المشروعة.. فكان لابد من امتلاك القوة والقدرة لحماية هذه الثروات وتأمين الأمن البحرى المصرى بقوة الردع.. والسؤال ماذا لو لم يتم تطوير وتحديث قواتنا البحرية حتى أصبحت واحدة من أقوى القوات البحرية فى العالم.. الإجابة ببساطة شديدة أن ثرواتنا وحقوقنا المشروعة وفق القانون الدولى ستكون لقمة سائغة فى أيدى الطامعين واللصوص فى الاقليم فى محاولات لفرض أسلوب البلطجة والهيمنة وفرض الأمر الواقع.. هذه القوة المصرية منعت وتصدت لأى محاولات للعدوان أو المساس بثرواتنا وحقوقنا ومياهنا الاقليمية والاقتصادية.. وما حدث نموذج يدرس لأهمية التسلح لامتلاك قوة الردع ومنع العدوان والحفاظ على الثروات والحقوق وأيضا الأمن والسيادة.
> رابعا: فى ظل تمدد الأمن القومى المصرى واتساع دوائره.. ومفهومه.. ووجود تحديات وتهديدات مستجدة.. كان لزاما على صانع القرار الاتجاه نحو امتلاك القوة والقدرة والردع بما يحفظ ويصون الأمن القومى ودرء ودحر التهديدات.. وأن تكون لك يد قوية وباترة تستطيع أن تطال جميع مناطق التهديد للأمن القومى فى ظل وجود صراعات وأطماع وسياسات القوى يأكل الضعيف.
إذا قرأت الخريطة جيدا خلال السنوات الأخيرة.. تجد ان دوائر التهديد للأمن القومى المصرى زادت اتساعا.. فعلى مرمى البصر تجد جميع حدودنا من كافة الاتجاهات الإستراتيجية تحمل تهديدات خطيرة لأمننا القومى.. وهو ما تطلب امتلاك القوة والقدرة والجاهزية واليقظة لمنع وصول التهديد إلى النطاق المصرى.. بالإضافة إلى حقوق مصر وثرواتها على مرمى البصر البعيد والمتوسط تكمن فى حتمية التسليح بأحدث نظم القتال فى العالم بسرعة الوصول.. والوصول أيضا إلى الأبعد طالما يهدد الأمن والحقوق والثروات.
> خامسا: أتوقف كثيرا عند قول الرئيس السيسى فى المنطقة الغربية بالقرب من الحدود الليبية ان الجيش المصرى قوى وهو الأقوى فى المنطقة وافريقيا لكنه جيش يحمى ولا يعتدى.. والحقيقة ان مصر تريد وتسعى إلى السلام وتمتلك القوة لفرضه وحمايته.. ولكن إذا تم استنفاد كل المحاولات والمساعى وإذا لم يرتدع من يشكل التهديد أو يحاول المساس بالحقوق والثروات فإن مصر لا تتنازل أو تفرط أو تتهاون أمام الحفاظ على أمنها القومى وحقوقها وثرواتها المشروعة.
ليس شرطا أن يكون امتلاك السلاح للحرب ولكن امتلاك السلاح والجيوش الوطنية القوية القادرة الجاهزة تمنع العدوان والحرب.. والحرب كلمة خطيرة لا يدركها إلا العسكريون ولها تداعيات ليس فقط على الدولتين المتحاربتين ولكن على النطاق والمنطقة والعالم.. ولها تداعيات اقتصادية وسياسية واجتماعية وتنموية.. رغم ان مصر اختارت طريق البناء والسلام وتبذل جل جهودها من أجل ذلك إلا ان امتلاك القوة لديها أمر حتمى لا تهاون فيه من أجل الوجود والبقاء والهيبة والسيادة والحفاظ على الثروات والحقوق.. وأيضا منع الحرب وحماية السلام.
الجهلاء والفوضويون والعملاء لا يفهمون كيف تدار الدول.. وكيف تحافظ على أمنها القومى ووحدة وسلامة أراضيها وتوفير السلام للمنطقة والأمن والاستقرار للشعوب.. ومن ناحية أخرى أيضا تبرز محاولات الاستدراج فى نوايا شيطانية لجر الدول إلى مستنقع المواجهات غير المحسوبة.. ولكن مصر دولة كبيرة لا تتعامل بالعنتريات والعواطف والشعارات.. ولكن كل قراراتها محسوبة ومدروسة ومخططة بشكل عبقرى وفق تقديرات موقف دقيقة وعلى أحدث مستوى.. وتقدير إستراتيجى ولعل ما قاله الرئيس السيسى فى اطلاق مبادرة «حياة كريمة» لمشروع القرن تطوير وتنمية الريف المصرى يجعلنا فخورين بالدولة المصرية وقيادتها «لا يليق بنا أن نقلق» وهو ما يجسد قدرة وقوة الدولة على اتخاذ اللازم وفى الوقت المناسب لحماية أمنها وحقوقها وأيضا يعكس قدرة الدولة المصرية الهائلة وأوراقها ووسائلها المتاحة المتعددة لحماية أمنها وحقوقها ومقدرات شعبها.
أيضا لنفهم جيدا أهمية قوة وقدرة الدولة الشاملة والمؤثرة وعبقرية ادارتها وقيادتها ما قاله الرئيس السيسى خلال لقائه عددا من الصحفيين والإعلاميين عقب افتتاح أكبر مدينة للصناعات الغذائية فى المنطقة العربية «متقلقوش وخلونا نشتغل».. فكل شىء مخطط.. وكل خطوات وقرارات الدولة المصرية محسوبة والشرفاء يثقون فى قدرة الوطن.
الأمر المهم.. هناك فارق كبير بين ادارة سوبر ماركت كما كان يفعل الإخوان المجرمون وإعلامهم الرخيص الذى يسوق العهر السياسى.. وبين إدارة دولة كبيرة وعظيمة فى حجم مصر. تعرف كيف تحافظ على أمنها القومى ولا تفرط فى حق من حقوقها ولا تتنازل عن ثرواتها فى البر والبحر والجو.
تسليح الجيوش بأحدث أنظمة ومنظومات القتال ليس رفاهية ولكنه أمر حتمى ومصيرى فى ظل ما تموج به المنطقة من اضطرابات وتهديدات وصراعات.. وما يطبقه العالم من سياسات للهيمنة ومفاهيم ترسخ أن القوى يأكل الضعيف.
تحية لقيادة مصر الوطنية الشريفة التى وفرت الحماية لمصر وأمنها القومى وثرواتها وحقوقها ومقدرات شعبها ولا عزاء للجهلاء والأغبياء والمزورين لوعى الناس ومعدومى الوطنية من أبواق الخيانة.
تحيا مصر