الجمعة 26 ابريل 2024

عليهم ما عليهم وعلينا أن نتحرر منهم

مقالات6-8-2021 | 22:40

ساذج من يعتقد أن التنظيم الإرهابى سيستسلم ويرفع الراية البيضاء، لأن البطولة بالنسبة للإخوان تفصيل على أى مقاس ومن أى قماش وبحسب أى موديل، فهم ماهرون فى حياكة بطولات الورق، وفى كل مراحل الخزى والعار يحيكون لأنفسهم بطولات الوهم، منذ أن أسسها بأموال السفارة الإنجليزية فى مصر مؤسسها حسن الساعاتى، أو البنا كما غيّر لقبه فيما بعد، وتلك الجماعة لم تتغير إطلاقا وغدروا بجميع من أعطاهم فرصة للتعايش السلمى كمواطنين مع الشعب المصري.

الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أخرجهم من السجون وحاولوا قتله فى حادثة المنشية الشهيرة بالاسكندرية، والرئيس السادات -رحمة الله عليه- عفا عنهم، وبعد ذلك اعترف بـ"غلطته" وقتلوه، والرئيس الراحل مبارك هو مَن ضخمهم وترك لهم الباب والشباك للتغلغل والسيطرة فى ثلاثين عاما، تربصوا به وعند أول فرصة انقضوا عليه فى أحداث يناير 2011، ومهّد لهم الطريق للسلطة (النخبة - الثورجيين)، وبعد ذلك غدروا بهم عندما وصلوا للحكم، ولكن ماذا نقول؟!.. أحيانا أكبر خيباتنا تأتينا من أنفسنا عندما نعطى للمتلونين مساحة أكبر مما يستحقون.

فى بعض الأحيان لا ذنب لأحد مطلقا بخيباتنا، الذنب كله لا يأتينا سوى من أنفسنا عندما نعطى ما لا يستحق قدراً أكبر من حجمه وقدره، لذلك لا تبالغوا فى التوقعات.. اعطوا كل حق حقه ودعوا الأشياء تعاش على حقيقتها.

ولذلك لا تكفى القبضات الأمنية لاجتثاث الإرهابيين بدون المواجهة الشاملة للأسباب التى أدت إلى ظهور هذا التنظيم، فهو فكر تكفيرى تربى وتغذى عليه أجيال، لهذا فإن التصدى له يلزمه تغيير ذلك الفكر واجتثاثه من جذوره، وهذا يحتاج إلى نشأة أجيال صالحة وإرادة قوية، وكذلك نشر عقلية الإسلام الوسطى للتعايش. ولا نسمح لوجود قطيع الأغنام بيننا، فأكثر ما يكرهه القطيع هو إنسان يفكر بشكل مختلف، القطيع لا يكره رأيه فى الحقيقة، ولكن يكره جرأة هذا الفرد على امتلاك الشجاعة للتفكير بنفسه ليكون مختلفاً، وهذا تحديداً ما لا يعرفه القطيع.

لابد من استئصال مصنع إنتاج المخدرات الدينية التراثية الصحراوية، وإلا سنظل نحارب طواحين الهواء فى صورة أشخاص، مجرد أشخاص نتاج هذا المصنع المخرب.. لابد من تحرير العقول من تغييب المخدرات وشحن مدمنيها على العنف والوصاية والعنصرية والاستعلاء والاستبداد، بهدم المصنع وتسريح عماله قسراً، علينا أن نسد الثقوب، فعلى كل ثقب أكذوبة هشة لا تصمد أمام أى منطق عقلي، حتى لا يطاردون أصحاب العقول ويهدرون دماء كل من يجرؤ على كشف غطاء الأكاذيب المعتقة. لا توجد حلول جذرية طالما هناك أناس يرتدون أقنعة تمويه ملونة بالكذب والدجل والتضليل لممارسة مهنة السمسرة فى أسواق النخاسة والمتاجرة بأرواح البشر باسم الدين.

 

نحن لسنا ضعفاء ولكن هناك إرهاباً يضعفنا، ولسنا جهلاء منابع الفكر والعلم من أوطاننا حرروا أوطان أخرى.

حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وشرطتها وقائدها من كل سوء وشر.

Dr.Randa
Dr.Radwa