خبراء عن تقديم الوجبات الغذائية للطلاب بالمدراس: تقى من أمراض السمنة والأنيميا والتقزّم وتخلق أصحاءً

تقديم الوجبات المدرسية للطلاب

تحقيقات9-8-2021 | 22:20

سالي طه

مما لاشك فيه أن التغذية السليمة وممارسة الرياضة والحفاظ على الجسم وعدم زيادة الوزن تعد من الأمور الضرورية التي يجب أن تحرص عليها كل أسرة، حفاظا على صحتهم وصحة أبنائهم وأطفالهم، حيث أكد خبراء أن سوء التغذية والممارسات الخاطئة في الأكل ينتج عنها العديد من الأمراض منها السمنة والأنيميا والتقزم، بالإضافة إلي الأمراض النفسية مثل العزلة والاكتئاب، مشيرين إلي أن قيام الدولة بالعمل على تقديم وجبات مدرسية للطلاب في المدارس يعكس مدى الاهتمام بصحة الأجيال القادمة، والحرص على خلق جيل صحي قادر على الحياة.

ولفتوا إلي أنه هذه الوجبات تحتوي على العناصر الغذائية الضرورية لجسم الطلاب من بروتينات وكربوهيدرات ودهون ومعادن وفيتامينات، وذلك لتلبية كافة احتياجاتهم الغذائية، وتعويض النقص من الحديد والكالسيوم وغيرها، مشددين على ضرورة التعاون مع الجهات المعنية من قبل الأسر والحرص على اتباع الأنظمة الغذائية السليمة والمتوازنة في وجبات أطفالهم، منعا لتفاقم هذه الأمراض والحفاظ على صحتهم، مشيدين بجهود الرئيس عبد الفتاح السيسي والقيادة السياسية واهتمامهم بصحة الأطفال باعتبارهم أجيال المستقبل.

تلبية الاحتياجات الغذائية وخلق جيل صحي

ومن جانبها، قالت الدكتورة منال عز الدين، خبيرة التغذية والباحثة في معهد علوم الأغذية، إنه في ظل الجهود المبذولة من قبل الدولة لتوفير وجبات غذائية للأبناء من طلاب المدارس، ومن آخر هذه الإنجازات مدينة سايلو فودز المدينة الغذائية المتكاملة، ابتداءا من صوامع القمح مرورا بالمطاحن ومصانع المكرونة والمخبوزات والبسكويت، لافتة إلي أن عمليات التعبئة والتغليف ستكون داخل هذه المدينة أيضا، وذلك لتلبية احتياجات أبناءنا في المدارس.

وأكدت عز الدين في تصريح خاص لـ"دار الهلال"، أن حوالي 13% من طلاب المدراس يعانون من أمراض سوء التغذية المتمثلة في السمنة والأنيميا والتقزم، وأن وتعويض الهدف من الوجبات المدرسية التي سيتم تقديمها داخل المدارس أنها تفي باحتياجاتهم الغذائية النقص في الحديد أو في الكالسيوم، كما يجب أن تكون وجبات منخفضة السعرات الحرارية لتساعدهم على إنقاص الوزن.

وأوضحت خبيرة التغذية، أن الوجبة تشكل حوالي 25% من احتياجاتهم الغذائية اليومية، ومحتواها عبارة عن بروتين كونه ضروري لبناء أنسجة الجسم والعضلات بالإضافة إلي النشويات مثل المخبوزات والبسكويت ويعد مصدر للطاقة، فضلا عن وجود مصدر للمناعة متمثل في الخضراوات أو الفواكة.

وأضافت الباحثة في معهد علوم الأغذية، أنه لابد من أن تكون الوجبات متوازنة، لأن ذلك يساهم في بناء جسم سليم والعقل السليم في الجسم السليم، كما أنها تساعد على خلق جيل صحي وسليم ومعافي ويتميز بصحة جيدة خالية من الأمراض، وذلك لأن الأمراض الناتجة عن سوء التغذية أمراض مكلفة للدولة وللأسرة والفرد أيضا، فمشكلة مثل الأنيميا تقلل من التركيز والتحصيل الدراسي والشعور بالخمول والكسل.

وتابعت أن سوء التغذية يعود لسببين هما المستوي الاقتصادي المنخفض أو قلة الوعي الغذائي، كذلك مرض مثل التقزم لا يسبب قصر القامة فقط بل يسبب اعوجاح في العمود الفقري وآلام في العظام والأسنان، لذلك يجب الحرص على تناول الوجبات الغنية بالكالسيوم مثل منتجات الألبان.

وحذرت عز الدين من مشكلة السمنة، وما تسببه من أمراض مثل الضغط والقلب والكلي ودهون على الكبد والأمراض النفسية مثل الاكتئاب، لذلك لابد من تجنب العادات الغذائية الخاطئة والحرص على ممارسة الرياضة، منعا لتفاقم هذه الأمراض وتهديد صحة الطلاب والأطفال.

القيام بالمجهود الجسماني والعقلي بكفاءة

وفي ذات السياق، قالت الدكتورة ناهد لطفي، قال الدكتورة ناهد لطفي خبيرة التغذية في معهد تكنولوجيا الغذاء التابع لمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، إن هناك 8 مليون طالب يعانون من الأنيميا، وحوالي 4 مليون طالب يعانون من السمنة، ومليون و300 ألف يعانون من التقزم، لافتة إلي أن ذلك ناتج عن سوء التغذية، فمن خلال مدينة سايلو فودز التي تقوم بتصنيع الوجبات المدرسية القيام بتخصيص وجبات للطلاب الذي يعانون من هذه الأمراض.

وأكدت لطفي في تصريح خاص لـ"دار الهلال"، أن هناك بعض الأسر المصرية تعاني من قلة الوعي وعدم الاهتمام باتباع الأنظمة الغذائية السليمة لأبنائهم، وممارسة العادات الخاطئة في تناول الوجبات، والاعتماد بشكل كبير على الوجبات السريعة ذات السعرات الحرارية العالية، التي تقود إل العديد من المخاطر الصحية.

وأوضحت خبيرة التغذية في معهد تكنولجيا الغذاء، أنه لابد من الاهتمام بالوجبات التي يحصل عليها الأبناء، بحيث تكون متوازنة ومتكاملة وغنية بالبروتينات والكربوهيدرات والدهون الصحية والفيتامينات والمعادن، فالوجبات المدرسية ستكون متضمنة كل هذه العناصر، وبالتالي تساعد على تلبية كافة احتياجات الطلاب وتزويده بالطاقة، للقدرة على القيام بالمجهود الجسماني وأيضا المجهود العقلي بكل قدرة وكفاءة.

وأشادت بجهود الدولة المبذولة لتوفير حياة صحية لأطفالنا، باعتبارهم جيل المستقبل، والتطرق لأمراض خطيرة يعاني منها الكثير من الأطفال، فالاهتمام بتقديم وجبات مدرسية غنية بعناصر غذائية مفيدة يساهم في خلق أجيال أصحاء قادرين، ولا بد من التعاون من جانب الأسر والحرص على اتباع نظام صحي وسليم ومتوازن وممارسة الرياضة بشكل دوري ومستمر.

رفع الوعي لدي أولياء الأمور

وفي هذا الصدد، عقدت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، والدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، اجتماعا، اليوم الإثنين، بديوان عام وزارة الصحة والسكان، لبحث سبل التعاون لتوفير الوجبات الغذائية الصحية لطلاب المدارس وفقًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرة إلى تولى المعهد القومى للتغذية بوزارة الصحة، تحديد عناصر الوجبات المدرسية التى ستنتجها شركة "سايلو فودز"، أحد الأذرع القوية لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة، وذلك وفقًا للمحدادات الصحية لمختلف الفئات العمرية من طلاب المدارس.

وأشارت الوزيرة إلى تولى المعهد القومى للتغذية بوزارة الصحة، تحديد عناصر الوجبات المدرسية التى ستنتجها شركة "سايلو فودز"، أحد الأذرع القوية لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة، وذلك وفقًا للمحدادات الصحية لمختلف الفئات العمرية من طلاب المدارس.

وأكدت الوزيرة أهمية رفع الوعى لدى أولياء الأمور لتعريفهم بالعناصر الغذائية المختلفة التى يجب أن تتضمنها الوجبة الغذائية للأبناء أثناء اليوم، من خلال تكثيف الحملات التوعوية الموجهة لهم، لغرس أسس نمط الغذاء اليومى الصحى لدى الأسر.