تواصل الدولة مشروعات التعمير والتنمية في كل ربوع الجمهورية، حيث تعمل على تنفيذ المشروع القومي لتنمية جنوب الوادي الذي يشمل مشروعات محطات للرفع وتوليد الكهرباء، فيما أكد خبراء بمجال الموارد المائية أن هذا المشروع يستهدف إحياء مشروع توشكى بجانب المشروعات الزراعية التي يجري تنفيذها شمال البلاد مثل مشروع محور الضبعة ومستقبل مصر الزراعي. 

جزء من التنمية الشاملة
قال الدكتور أحمد فوزي دياب، خبير الموارد المائية، إن مشروع تنمية جنوب الوادي قائم منذ سنوات، فكان هناك مشروع توشكى لضخ مياه بحيرة ناصر لزراعة مساحات في منطقة توشكى وتم زراعة بعض المساحات وجاري استكمال الباقي.

وأوضح في تصريحات لبوابة دار الهلال، أن مشروع تنمية جنوب الوادي هو جزء من التنمية الشاملة المستهدفة لمنطقة بحيرة ناصر في إطار تنمية الصعيد ومشروع حياة كريمة الذي يستهدف تطوير الريف المصري والقرى الأكثر فقرا في كل ربوع مصر.

وأشار إلى أن وزير الري الدكتور محمد عبد العاطي يتابع المشروعات المائية في أسوان وجنوب الوادي بزيارات ميدانية منذ أمس، مثل خزان أسوان وبحية ناصر ومدى استعدادا مصر لاستقبال مياه الفيضان القادمة من السودان وبحث تأثيرات سد النهضة، كما تفقد أعمال الصيانة الموجودة في مشروع توشكى وحول السد العالي والاستفادة من كميات المياه الواردة إلى مصر لتغطية الاحتياجات المصرية.

إنقاذ المناطق المتبقية من مشروع توشكى 

قال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن مشروع تنمية جنوب الوادي يستهدف تحقيق التنمية في تلك المنطقة وإنقاذ المناطق المتبقية من مشروع توشكى وجنوب الوادي، لكن مشكلة المنطقة أن الجو هناك شديد الحرارة واستهلاك المياه عالٍ ومصر بها عجز مائي، لذلك اتجهت الدولة شمالا لإقامة المشروعات.

وأوضح في تصريح لبوابة دار الهلال، أن أبرز تلك المشروعات محور الضبعة لاستزراع مساحة 2.5 مليون فدان، يمكن زراعة مليون فدان منها على الفور وكذلك مشروع الدلتا الجديدة الذي يستهدف زراعة نصف مليون فدان في نفس المنطقة، مضيفا أن مشروع جنوب الوادي إحياء لمشروع توشكى وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من ذلك المشروع.

وأضاف أنه يجري حاليا مراجعة المناطق الأقل تكلفة والتي يمكن نجاح الزراعة بها لعدة محاصيل لبدء الإنتاجية، وإذا كانت غير مستهلكة للمياه سيبدأ اختيار مساحات بعينها للزراعة، مضيفا أن الأولوية حاليا للاتجاه شمالا لأن الحرارة أكثر اعتدالا وتشهد أمطار شتوية وكذلك ارتفاع الرطوبة في الصيف مما يفيد النبات في توفير كبير لمياه الري.

كل مشروعات استصلاح الأراضي ناجحة

وأكد نور الدين أنه ليس هناك ما يمنع من الجمع بين زراعة الشمال والجنوب، وإن كل مشروعات استصلاح الأراضي ناجحة في الشمال، لكن الجنوب به بعض المشكلات منها استهلاك المياه العالي، مضيفا أن أهم السمات التي تتميز بها تلك المشروعات هو استخدام نظم الري الحديثة وليس الأساليب التقليدية في الري.

وأشار إلى أن كل أراضي الاستصلاح الجديدة يشترط بها أن تستخدم طرق الري الحديثة في الري ويحظر تماما استخدام طرق الري بالغمر فلا بد أن يكون الري من خلال الرش أو التنقيط وغير ذلك يمنع القانون استخدام الري بالغمر في الأراضي الجديدة أو كل الأراضي الصحراوية والتوسع الزراعي.

وزير الري يتفقد أعمال المشروع

كان الدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والرى بتفقد الأعمال الجارى تنفيذها بالمشروع القومى لتنمية جنوب الوادى، وزار مقر وحدة التحكم SCADA والتى تقوم بالتحكم في مناسيب وتصرفات المياه والتحكم في كل قطرة مياه من الممكن ترشيدها.

كما شهدت الزيارة تفقد عدد من مخرات السيول وأعمال الحماية من أخطار السيول بمحافظة أسوان للتأكد من جاهزيتها لاستقبال مياه السيول خلال الفترة الراهنة، كما وجه بالاستمرار في رفع درجة الاستعداد والمرور الدوري علي كل محطات الرفع وشبكتي الترع والمصارف للتأكد من جاهزيتها.

معلومات مهمة عن المشروع

يضم مشروع تنمية جنوب الوادى محطة طلمبات رفع عملاقة والملحق بها محطات لمياه الشرب ومعالجة مياه الصرف الصحى وتوليد الكهرباء للطوارىء ومبانى الورش، بالإضافة لقناة الشيخ زايد وفروعها الأربعة والأعمال الصناعية المقامة عليها، بخلاف محطة المحولات وخطوط الكهرباء.