تحل اليوم الذكرى السادسة والعشرون لوفاة من حملت على عاتقها قضية المرأة ومن ناضلت في سبيل حريتها، هي الكاتبة والمناضلة والمفكرة والروائية أمينة السعيد، هي من مواليد 20 مايو 1910 محافظة أسيوط ، التحقت أمينة السعيد بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1931 وكانت ضمن أول "دفعة "نسائية تلتحق بكلية الآداب وحصلت على الليسانس عام 1935.
وكانت أمينة من رائدت الحركة النسائية المصرية فى مجال الصحافة وحملت على عاتقها قضية تحرير المرأة ومساواتها بالرجل ، والدها الدكتور أحمد سعيد هو المؤثر والفعال في حياة أمينة السعيد متطلعا للحضارة الحديثة ومن المؤمنين بضرورة تعليم المرأة حتى أرقي مراحل التعليم ، تزوجت بالدكتور عبد الله زين العابدين عضو هيئة التدريس بكلية الزراعة.
وخلال فترة الدراسة كان زميلها في الجامعة "مصطفى أمين" قد قدمها إلى "محمد التابعي" الصحفي المعروف في ذلك الوقت ، فقدمت له بعض القصص الاجتماعية وقدمها زميلها "محمد فتحي" إلى الإذاعة لتعمل بالقطعة وتترجم بعض القصص عن الإنجليزية وتلقيها بصوتها في الميكروفون.
واهتمت "أمينة السعيد" بالنشاط النسائي ، ووجدت من قائدة النشاط النسائي في مصر "هدى شعراوي" التقدير والتشجيع وعاونتها على القيام برحلات مختلفة إلى الخارج كانت أهمها "الرحلة إلى الهند" وكانت ثمرة تلك الرحلة كتابها المهم "مشاهداتي في الهند" ، وكانت من أكثر المطالبين بإلغاء المحاكم الشرعية ، وممن طالبوا بتعديل قانون الأحوال الشخصية ، ومنح المرأة المزيد من الحقوق السياسية .
وشغلت أمينة السعيد العديد من المناصب ، فقد ترأست تحرير "مجلة حواء" و مجلة "المصور" ومجلس إدارة "دار الهلال" ، وكانت أول صحفية مصرية تزور الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي بحكم عملها الصحفي ، وعملت وكيلة نقابة الصحفيين وعضوا بالمجلس الأعلى للصحافة وبعد الإحالة إلى المعاش أصبحت مستشارة لدار الهلال وعضوًا بالمجالس القومية المتخصصة ، وعضوًا بمجلس الشورى لدورتين ، واختيرت عضوًا بالمجالس القومية المتخصصة والسكرتيرة العامة للاتحاد النسائي ، وسافرت نائبة عن المرأة المصرية مع هدي شعراوي إلي العديد من المؤتمرات العالمية .
وأصدرت أمينة مؤلفات عدة من أهمها "وجوه في الظلام "، و"مشاهداتي في الهند" ، و"من وحي العزلة" ، و"الهدف الكبير" ، و"آخر الطريق" ، و"رواية حواء ذات الوجوه الثلاثة"، و"الجامحة" وغيرها الكثير ، وتعد صاحبة أشهر باب لعلاج المشكلات الاجتماعية ؛ حيث ظلت أكثر من أربعين عامًا تكتب باب " اسألوني" في مجلة " المصور . "
وحصدت السعيد العديد من الجوائز ففي عام 1963 حصلت على أوسمة عديدة تكريماً لمجهوداتها؛ فمنحها الرئيس جمال عبد الناصر وسام الاستحقاق من الدرجة الأولي ، وفي عام 1979 حصلت علي جائزة الكوكب الذهبي الدولية تقديرا لجهودها وشخصيتها ، ومنحها الرئيس السادات وسام الجمهورية في عام 1970 ، ومنحها أيضاً وسام الثقافة والآداب عام 1992 .
ورحلت أمينة السعيد عن عالمنا في مثل هذا اليوم 13 أغسطس من عام 1995 عن عمر يناهز الـ 85عام ، بعد صراع معر مرض السرطان ، وكانت أخر كلماتها عن حال المرأة المصرية قبل وفاتها بأربعة أيام نشر فى مجلة المصور :"أفنيت عمري كله من أجلها، أما الآن فقد هدني المرض، وتنازلت النساء عن كثير من حقوقهن، فالمرأة المصرية صارت ضعيفة، فلا خلاص للمرأة إلا بالنضال والأمل" .