النحل من أكثر الكائنات الحية نفعا للبشر ويسعى العالم للمحافظة عليه بشكل كبير خاصة بعد الكثير من الإحصائيات التى صدرت من المنظمات المهتمة بعالم الحيوان والتى حذرت من تناقص أعداده بشكل كبير حيث تتعرض أنواع مختلفة من النحل للتهديد من خلال مزيج من استخدام المبيدات الحشرية وفقدان موائلها الطبيعية وسوء التغذية وتغير المناخ والأمراض ولهذا يسعى العلماء للكشف عن خصائص جديدة للنحل ربما تحافظ عليه من هذا الخطر. 
وبحسب دراسة  حديثة نشرت نتائجها بصحيفة "ديلى ميل" البريطانية تم الكشف عن مسارات يستخدمها النحل وهى فى الأصل ممرات قام بإنشاءها البشر للتنقل من خلالها حيث قام باحثون من جامعة كوين ماري في لندن  باستحدام شبكة من المسارات المرتفعة أظهر التتبع بالرادار للحشرات أن النحل اعتمد في البداية على المسارات  التى صنعها البشر لمساعدتهم على إيجاد طريقهم. 

وفقًا للفريق ، فإن الفهم الأفضل لكيفية تنقل النحل الطنان يمكن أن يساعد في الجهود المبذولة للحفاظ على الحشرات المهمة ، التي يتناقص عددها وهناك مخاوف حول انقراضها مع مرور الزمن وأجرى البحث خبيرة سلوك الحيوان جوانا بريبنر من جامعة كوين ماري بلندن وزملاؤها وقالت السيدة بريبنر صاحبة الورقة البحثية : نعتقد أن هذه المسارات والطرق تستخدم أساسًا كعكازات بصرية من قبل النحل. 

في دراستهم ، قام الفريق بتجهيز 83 نحلة من ثماني خلايا بأجهزة إرسال واستقبال معدنية خاصة وخفيفة الوزن سمحت بتتبع رحلاتهم باستخدام الرادار التوافقي ويزن كل جهاز مرسل مستجيب بضع مليغرامات فقط ، وهو أمر جيد مع الحمل الأقصى من الرحيق وعامل حبوب اللقاح المعروف أنه قادر على حمله.

وتم نقل خلايا النحل إلى مزرعة أرز في إسبانيا ، جنوب إشبيلية مباشرة و كانت المزرعة تتألف من شبكة من الحقول غير المغمورة ، مساحة كل منها 1378 × 656 قدمًا (420 × 200 م) ، مفصولة بمجموعة من الممرات المرتفعة وأزواج من الطرق أحادية المسار وإلى جانب هذه المسارات ، كانت المزرعة مسطحة بشكل أساسي ، مع عدم وجود ميزات أخرى فوق الأرض يستخدمها النحل عادةً لمساعدتهم على التنقل.

لكل جلسة تتبع بالرادار ، تم استخدام خليتين في وقت واحد ، وتم وضعهما بالقرب من أربع محطات تغذية تحتوي على محلول سكروز غير معطر للنحل وتم وضع ثلاث مغذيات على طول المسارات والممرات المتاخمة للحقول الفردية ، بينما تم وضع الرابع في وسط أحد الحقول.

كتب الباحثون في ورقتهم البحثية: رحلات استكشاف النحل وسلوك البحث وطرق البحث عن الطعام تشكلت من خلال سمات خطية ، حيث يطير النحل بشكل متكرر على طول المسارات والطرق الموازية له واتضح أن  الاعتماد على الميزات التي يصنعها الإنسان مؤقتًا فقط  ومع بدء النحل في استخدام المزيد من الاختصارات المباشرة للمغذيات اعتادوا على بيئتهم الجديدة.

عندما حاول الباحثون إزالة محطات التغذية ، وجدوا أن النحل سيستخدم الطرق للبحث عن المغذيات المفقودة ، على سبيل المثال من خلال النظر على طول المسارات إذا كانت وحدة التغذية المعنية كانت في السابق على المسار وفي المقابل ، إذا تم وضع وحدة التغذية المفقودة في منتصف الحقل ، فسيستخدم النحل المسارات كحدود للبحث داخلها.

يمكن أن يساعد فهم كيفية تنقل النحل المزارعين على زراعة المحاصيل التي تعتمد على النحل للتلقيح بطرق تؤدي في النهاية إلى تحسين الغلة ، وتجنب ما يسمى بـ "تأثيرات الحافة" التي غالبًا ما تفيد تلك النباتات التي تنمو على حواف الحقول.