بمناسبة الذكري الـ 40 علي رحيل الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور، يقيم بيت الشعر العربي التابع لقطاع صندوق التنمية الثقافية غدًا الموافق يوم الأحد 15 أغسطس في الساعة الرابعة عصرًا احتفالية كبري بمقر البيت بمركز إبداع الست وسيلة "خلف الجامع الأزهر".
قال الدكتور جابر عصفور في بيان صحفي أن الشاعر صلاح عبد الصبور هو مركز الاهتمام الأساسي في الشعر المصري منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، فهو يعتبر أهم شاعر في مصر بعد أحمد شوقي، فهو سيظل في القامة التي لا تطولها قامة أخري، حيث أن الشاعرين خرجوا من الشعر الغنائي إلي المسرح وترك لنا أحمد شوقي وصلاح عبد الصبور تراثا مسرحيا شعريا في مرتبة متميزة.
وأشار جابر عصفور، خلال إحدى ندواته في معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ 48، إلي أن الشاعر صلاح عبد الصبور جاء لكي يغير الاتجاه الشعري والرؤية، حيث أنه قام بتغير تقنيات الشعر، فهو دائما صاحب رؤية شاملة عميقة لم تكن متواجدة في أي شعر معاصر، فهو اعتمد علي ثلاثة أجزاء في كتابة شعره التي تتكون من: المطلق والإنسان والطبيعة، كما اعتمد علي رموز صوفية تتحدث عن الوجود وعن العالم الآخر، فهذه الرموز الصوفية لم تكن مطروحة إلا مع الشاعر صلاح عبد الصبور والكاتب والأديب نجيب محفوظ.
وأضاف الناقد الكبير جابر عصور، أن صلاح عبد الصبور تميزت أعماله بالجرأة التي كانت معروفة عنها بأنها محرمة، مضيفا أنه كان معني أيضا بالحركة السياسية، فكان يكتب قصيدة بعنوان "عودة ذو الوجه الكئيب" هجاء للزعيم جمال عبد الناصر، والغريب إنه بعد ذلك تحدث عن جمال عبد الناصر وما قدمه من قضايا تخص الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
وقال أحمد عبد المعطي حجازي في بيان صحفي إن صلاح عبد الصبور طور القصيدة الغنائية وطور شكلها وحولها من مقاطع ورباعيات إلي وحدة واحدة، وهذه الوحدة تبدأ وتنتهي وتصل إلي ذروة تتفتح بعدها المعاني ويضع القارئ أو المستمع إلي القصيدة ككل, وقد التقيت صلاح عبد الصبور شعريًا قبل أن نتقابل علي أرض الواقع، وذلك من خلال قراءة قصائد "عبد الصبور"، وقد اكتشف أن المعجم الشعري أصبح قديم لا يصح الآن أن نتحدث عن معجم شعري لأنه يوقعنا في التقليد، ونستعين بالكلمات التي استعملها القدماء، وخصوصا أننا وجدنا أنفسنا جمهور يكاد أن يبتعد عن الشعر، نظرًا لهذا التقليد.
وتابع أحمد عبد المعطي حجازي، خلال حديثه في إحدى اللقاءات التليفزيونية، وقد التقينا في أواخر عام 1955 خلال احتفال بظهور المجموعة الشعرية الأولي لـ"محمد الفيتوري"، وكان آنذاك طالبًا بكلية دار العلوم، ووجد نفسي أنا وعبد الصبور بجانبه علي مقعد رخامي، وكنت اعرفه وهو لا يعرفني، لأنه سبقني في نشر العديد من القصائد، ولكني كنت وقتها لم انشر إلا قصيدتين ولم أكن معروفًا وقتها، وتصافحنا وبعد ذلك توالت المقابلات خلال الأمسيات والفعاليات الثقافية، إلي أن أصبحنا زملاء في مؤسسة روز اليوسف.