ليس بالمزايدات والشعارات والكلام تُبْنَى الأوطان.. ولكن بالعمل والتحدى والوعي، نستطيع أن نحقق أهدافنا فى بلوغ التقدم المنشود، وأن تصبح مصر دولة ذات شأن كبير.. لذلك فإذا كان المواطن المصرى هو بطل تجربة الـ7 سنوات بشهادة الرئيس السيسي.. فإنه أيضاً بطل الحاضر والمستقبل بعمله ووعيه وفهمه لمتطلبات الإصلاح وضمان جودة الحياة.. والحياة الكريمة.. كان ومازال المواطن هو الرهان الرابح للرئيس السيسي.. فبناء الدولة ذات الشأن.. الدولة الحديثة هو شراكة بين القيادة والشعب.
إذا كان المواطن وبشهادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، هو بطل ملحمة إنقاذ وبناء مصر خلال الـ8 سنوات الماضية، بما فيها الـ7 سنوات عمر التجربة المصرية الملهمة.. فقد تحمل الشعب المصرى الكثير والكثير.. وعمل ليل نهار.. وصبر صبراً جميلاً.. والتف حول قيادته السياسية وأبهر العالم بما حققه من إنجازات ونجاحات غيرت وجه الحياة فى مصر.. وأعادت لها مكانتها.. وانعكست ثمار ملحمة البناء والإصلاح على حياة المواطن.. فأصبح يحظى بالحياة الكريمة، خاصة أن الدولة تُبدى اهتماماً غير مسبوق وتضع المواطن على رأس أولوياتها، ولديها رؤية ثاقبة وشاملة لبناء الإنسان المصري.
ورغم ما تحقق من إنجازات خلال السنوات السبع، إلا أن الطريق مازال طويلاً وصولاً إلى الهدف الأسمى للرؤية الرئاسية فى بناء دولة ذات شأن.. فالرئيس السيسى يعتبر أن كل ما تحقق من إنجازات فى مصر ورغم ضخامته إلا أنه مجرد خطوة من ألف خطوة.. لذلك علينا كشعب أن نتمسك بنفس الإرادة والتحدى والتضحية والصبر والعمل والفهم والوعي.. حتى نبلغ ذروة أهدافنا وسنام التقدم المنشود.
إذا كان المواطن المصرى هو بطل ما تحقق من إنجازات فى تجربة أبهرت العالم، إلا أن الرئيس السيسى لديه طموح لمصر أكبر من أى توقع.. وغير محدود.. وعلى المصريين أن يكونوا على نفس هذا الطموح.. فلقد قال الرئيس «هنجعل العالم يحتار فى إنجازاتنا وما نقدمه لوطننا» فى إشارة إلى أن ما نحققه سيبهر العالم.
دعونا نتفق أن بناء الأوطان ليس مرهوناً بالعمل والإنجازات والصبر والوعى المرتبط بفترة أو سنوات محددة، ولكنه أسلوب حياة وعمل متواصل ومستمر.. وإرادة صلبة متدفقة.. فمَن يبتغى العُلا يسهر الليالي.. والنجاح ليس نهاية مشوار المجد.. والاحتفاظ بالقمة أصعب من الوصول إليها.. لذلك فهذا يعنى أن المشوار مازال طويلاً، ويحتاج نَفَسْا وإرادة وعملا مستمرا ومتواصلا بنفس الحماس والهمة والتحدى والوعي.
الوعى أيضاً.. وقد تم ربطه فى العبارات السابقة بكل أسباب استمرار الإنجازات والنجاحات.. لأن الوعى الحقيقى أو الوعى عموماً هو أهم ما نحتاجه فى بناء الدول التى تواجه تحديات عميقة وتهديدات خطيرة وملفات وأزمات شائكة، تحتاج منا الحسم لإنهائها واستئصال جذورها لأنها نقطة فى غاية الأهمية لاستكمال مشوار النجاح.. ويجب ألا يركز المواطن المصرى على نفسه فقط، ولكن عليه أن ينظر إلى الأمور المتعلقة بمستقبل هذا الوطن بشكل أوسع وأعمق.. فالوطن مثل الجسد الواحد.. إذا اشتكى من كارثة أو أزمة مزمنة، تداعى له سائر جموع الشعب بالمعاناة والألم وصعوبة الحياة، وأيضاً يكون الوطن نفسه مهدداً ضعيفاً لا يقوى على مواجهة التحديات والتهديدات ولا يستطيع أن يوفر لشعبه الاحتياجات أو أن يحقق له الآمال والتطلعات.. لذلك فالوطن والمواطن على سفينة واحدة إذا تعرضت لخرق، تهدد الوطن والمواطن معاً.. ولنا فى الأوطان التى تعرضت للهدم والتدمير والإسقاط عبره.. بطبيعة الحال كل ذلك انعكس على الشعب نفسه بالتشريد والقتل وسفك الدماء وانهيار الأمن والاستقرار واللجوء إلى معسكرات ومخيمات اللاجئين وأوضاع مأساوية يندَى لها الجبين.. لذلك فالمواطن بوعيه وفهمه وعمله وصبره شريك أساسى وفاعل فى بناء الوطن القوى القادر والآمن، والمتطلع إلى المستقبل الأفضل.
ما نحن فيه من نعمة كبيرة مقارنة بمن حولنا من الدول نعمة عظيمة من المولى عز وجل.. وكما قال الرئيس السيسي: إن الفضل للَّه ثم تضحيات هذا الشعب الذى قدم الغالى والنفيس من أجل إنقاذ وبناء وطنه.. إذن بناء الأوطان هو شراكة بين القيادة والشعب، فإذا كانت الدولة لا تتأخر وتبذل جُل جهودها من أجل تغيير حياة مواطنيها إلى الأفضل وتوفير الحياة لكريمة لهم وبناء الوطن القوى والقادر الذى يحميهم.. فماذا عن دور المواطن نفسه.. هل يستوعب ما يجرى حوله.. هل وصلت إليه مآسى وأزمات وأخطاء الماضى وأهمية تصحيحها وإصلاحها.. والبناء على أسس صحيحة.. أم يريد استمرار الألم والمعاناة؟!.. هل الأفضل أن تخرج الصديد من الجسم قبل أن يستشرى ويصل إلى باقى الأعضاء.. أو تتهاون وتجعل من الصديد بؤرة تهدد حياة المريض؟!
إذا كان المواطن المصرى هو بطل تجربة السنوات الماضية.. فإنه من المفترض أيضاً أن يكون بطل الحاضر والمستقبل، فلدينا كدولة تحديات خطيرة من ملفات شائكة على المواطن أن يلم بكل تفاصيلها وأصلها، وحساباتها بالأرقام.. فالأمر الثابت أن استمرار أى خدمة مع مضى الزمن يحتاج موارد للحفاظ عليها بدلاً من أن تلقى مصيرها إلى التدهور والاختفاء.. وهو ما حدث فى ملف الصحة خلال العقود الماضية، المواطن فرح بالمجان أو رمزية التكلفة، فى حين أن ذلك أثر على الخدمة وأصابها بالانهيار.. فلم يعد للمستشفى إلا الوجود الشكلي، وافتقد للخدمات المقدمة للمريض، ومع ارتفاع الزيادة السكانية.. وعدم قدرة المسئول آنذاك على مواجهة الشعب بالحقيقة تفاقمت الأزمة وانهارت الخدمة، لكن لو كنا واجهنا وفكرنا فى رفع ثمن الخدمة بما يلبى تطويرها وتحسينها وتوفير احتياجات جودتها.. لكان الوضع أفضل بكثير، أو حتى كان تدخل الدولة الآن أقل تكلفة.
مثل آخر.. فى ظل ثبات سعر تذكرة المترو لسنوات طويلة مع تزايد احتياجات ومستلزمات التشغيل والصيانه، تعرض هذا المرفق لتراجع كبير، بل أصبح مهدداً لحياة الناس وعانى كثرة الأعطال وسوء الأداء.. لذلك لابد أن يفهم ويعى المواطن أن السعر المعقول للخدمة يصب فى مصلحته فى توفير وسيلة مريحة وآمنة ومستقرة بدلاً من التراجع أو ربما الانهيار.
أيضاً.. لو حسبناها صح كشعب.. وواجهنا أنفسنا بالحقيقة.. وأدركنا خطورة الأرقام فى قضية «رغيف العيش».. وكشركاء نحن المواطنين مع الدولة فى أمورنا وتحسين جودة حياتنا، فإذا وجدنا أنه عندما تم رفع سعر رغيف العيش من قرشين إلى خمسة قروش لتلبية احتياجات 30 مليون مواطن.. فما بالنا إذا كان سعر رغيف العيش مازال بخمسة قروش، ولكن يستهدف 70 مليون مواطن بما يعنى أن العدد تضاعف مرة ونصف المرة، ومازال سعر رغيف العيش 5 قروش، وهذا أيضاً يهدد استمرار ومستقبل الخدمة الحيوية.. ومن هنا تأتى أهمية الوعى بمواجهة الزيادة السكانية وارتفاع التكلفة، فعندما ارتفع سعر الرغيف من قرشين إلى خمسة قروش، كانت التكلفة 18 قرشاً، وظل رغيف العيش بعد سنوات طويلة يُمنح للمواطن بخمسة قروش رغم ارتفاع تكلفته إلى 65 قرشاً.. فهل يرضى المواطن نفسه بهذا الخلل فى المعادلة.. وهل ستسمح موارد وإمكانيات الدولة فى ظل النمو السكانى المنفلت وتداعياته بالوفاء بتوفير هذه التكلفة والميزانيات.
لا يمكن أن نحل مشاكلنا وأزماتنا ونواجه تحدياتنا بالمزايدات والشعارات والحنجوريات.. فهى موضة قديمة لم تجلب إلا التعاسة والتراجع وانهيار منظومات الخدمات وتفشى الأزمات.. وأبطال المزايدات والشعارات يعيشون فى وادٍ آخر من الرفاهية ورغد الحياة، التى جنوها من تجارة الشعارات والمتاجرات والبطولات الزائفة ودغدغة مشاعر الناس.. فمصلحة الوطن تتطلب الصراحة والمصارحة.. وليس الهروب من المسئولية والتركيز على مصالح شخصية ضيقة لا تفيد هذا الشعب الذى يبحث عن حياة كريمة فى وطن قوى وقادر.
المواطن هو بطل الحاضر والمستقبل، فإذا كان هو من وقف وراء نجاح أكبر عملية إصلاح اقتصادى أبهرت العالم وتحمل تداعياتها بوعى وفهم وصبر ووطنية فإنه أيضاً قادر على فهم احتياجات دفع هذا الوطن إلى التقدم.. فإذا كان أيضاً هو بطل أكبر عملية بناء وتنمية خلال الـ7 سنوات.. فهو أيضاً قادر على استيعاب متطلبات المستقبل.. وأهمية فهم الواقع وطبيعة اللحظة.. وخطورة تفشى أزمات وكوارث، والملفات الشائكة من العقود الماضية التى لم يجرؤ السابقون على مواجهتها.. فأصبحت عراقيل وصعاباً تقف أمام مسيرة انطلاق مصر نحو التقدم.
بناء الأوطان شراكة بين القيادة والشعب.. وإذا اختلت المعادلة غابت الإنجازات والنجاحات، والحمد للَّه.. فإن ثقة والتفاف المصريين خلف قيادتهم السياسية هى صمام الأمان ومصدر الاطمئنان على مواصلة النجاحات والإنجازات والعمل معاً لصالح بناء وتقدم هذا الوطن.
من المهم جداً.. أن نواصل بناء الوعى الحقيقى لدى المواطن.. وأن الدولة حريصة عليه ربما أكثر من حرصه على نفسه.. ولا يمكن أن تفرط فى مصلحته أو تعمل ضده.. والواقع يؤكد ذلك. فالدولة التى تنفق بسخاء على بناء الإنسان وتوفير الحياة الكريمة له، وتحسين جودة حياته، وترصد مئات المليارات للارتقاء بحياته وتخفيف معاناته.. فالقضاء على العشوائيات كلف الدولة 425 مليار جنيه، ولم يكتمل، وتطوير وتنمية الريف المصرى الذى يوفر الحياة الكريمة لما يقرب من 60 مليون مواطن بتكلفة 700 مليار جنيه، وربما أكثر.. كل ذلك يؤكد أننا أمام دولة لديها رؤية كاملة وثاقبة للارتقاء وبناء الإنسان المصرى وتخليصه من معاناة العقود الماضية.
رسائل الاطمئنان
أهم ما نتوقف عنده فى قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى لمصر هو علاقته بشعبه.. فالمصريون دائماً يعتبرون أن قيادتهم هى حصنهم وسندهم ويطمئنون إليها فى كل شيء.. هذه العلاقة جسدت عطاء وسخاء القيادة السياسية فيما قدمته من إنجازات لمصالح المصريين لكن الرئيس السيسى خلال افتتاحه عدداً من المشروعات السكنية العملاقة بشرق القاهرة أول أمس بعث برسالتين لطمأنة المصريين.. أولاهما أنه لن يتم إلغاء الدعم، وأنه فقط سيعاد تنظيمه وضبطه ليكون فى صالح المواطن نفسه، ويضمن وجوده وجودته.. والثانية أن الرئيس السيسى طمأن طلاب الثانوية العامة وأولياء الأمور.. أن التطوير لا يعنى أننا نعذب الناس، لأن ملف التعليم تعرض لتراجع فى الـ50 عاماً الماضية، وأنه ليس معنى تراجع نسب مجاميع الثانوية العامة أن الطلاب لن يلتحقوا بالكليات التى يريدونها، فإذا كانت كليات الطب فى ظل نسب المجاميع المرتفعة فى الأعوام السابقة تقبل من 99٪ فإنه من الممكن أن تقبل هذا العام من 90٪.. لأنه نسبة وتناسب.. ولا يمكن أن تعمل الدولة ضد مصلحة مواطنيها على الإطلاق، بل تريد أن توفر لهم أفضل تعليم يساهم فى دفع الوطن إلى التقدم. كلام الرئيس بث الطمأنينة فى نفوس المصريين سواء عن رغيف العيش، أو الثانوية العامة والالتحاق بالجامعات، وهو الحريص دائماً على الاطمئنان على ظروف وأحوال المصريين المعيشية، ويبذل جهوداً على مدار الساعة من أجل توفير الحياة الكريمة، وتحسين جودة حياة المصريين.