يحتوي القُرآن الكريم، على العديد مِن القِصص المُثيرة والحقيقة، التي حدثت بِالفِعل، وقال اللهُ تعالى: "نحنُ نقُصُ عليك أحسن القصصِ بِما أوحينا إليك هذا القرآن"، ومن أكثرها رعبًا قصة "أصحاب السبت"، وفيها عبرة وعظة وإثارة.

أصحاب السبت، هم مِن بني إسرائيل، كانوا يعيشون في قرية، تُسمى "أيلة"، في عهد نبي الله موسى، عليه السلام، وتحدّث القرآن الكريم كثيرًا عن مُشكِلات اليهود مع سيدنا موسى، وكانت هذه القرية تقع على البحر بين مِصر وحطين، فأراد الله أن يختِبِرهم، فأمرهُم الله ألا يقوموا بصيد الأسماك والحيتان في يوم السبت، وسمح لهم أن يصطادوا طوال الأيام الأُخرى، ولكن كان الرِزق كثير ووفير يوم السبت خاصة، في اليوم المُحرم فيه الصيد، وباقية الأيام، يقل الرِزق، بل ويكاد يكون مُنعدِم تمامًا.

حيلة أصحاب السبت للصيد في هذا اليوم

كان هذا القوم، مُنقسمين إلى ثلاث فئات، فِئة مؤمِنة بالله، وهذه الفِئة نفذت أمر الله، ولم تُفكِر في الصيد في يوم السبت، وفئة ثانية، كافرة بالله وغير مؤمِنة به، فهذه الفِئة فكرت في خِدعة لصيد الأسماك والحيتان، وقالوا أنهم سوف يرمون شِباك الصيد في يوم الجُمعة، ويجمعونها، في يوم الأحد، وبذلك لم يصطادوا في يوم السبت،  أما الفِئة الثالِثة فهى كانت مُحايدة، وقامت الفِئة الكافِرة بتنفيذ فِكرتها، وقاموا بِالفعل بالصيد في يوم السبت، المُحرم عليهم، الصيد فيه.

عِقاب الله لأصحاب السبت

حينما خالفوا أصحاب السبت، أمر الله، في عدم الصيد يوم السبت، فقام الله بجزائهم أشد الجزاء والعذاب، فقام اللهُ –عز وجل- بتحويلهم، غلى قرود، حيثُ قال الله تعالى في كِتابه العزيز(ولقد عِلِمتم الذين اعتدوا مِنكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسِئين) وكان عِقاب الله شديد لهم، فجعلهم قردة، ليجعلهم عِبرة، لِمن غيرهم، حتى يلتزِموا بأوامر الله.