وجدت دراسة عالمية جديدة أن زيادة الساعات التي يقضيها المراهقون أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية وقلّة النشاط الجسدي يؤذي الصحة العقلية.
وأُجريت الدراسة على ما يزيد عن 577 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين الـ11 والـ15 عامًا من 42 دولة من ذوي الدخل المرتفع ونُشِرت في مجلة "لانسيت" الطبية.
ووجدت الدراسة تأُثيرات ضارة على الصحة العقلية تبدأ من بعد قضاء ساعتين أمام الشاشات الإلكترونية بالنسبة للفتيات، وبعد قضاء أربع ساعات بالنسبة للصبية.
وتضمن استخدام الشاشات التلفاز وألعاب الفيديو ووسائل التواصل الاجتماعي ولكن استُبعِد وقت الشاشة المستخدم في الأغراض الأكاديمية.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، آسعد خان، من مدرسة الصحة وعلوم التأهيل بجامعة "كوينز لاند"، إنهم أقدموا على قياس الرضا عن الحياة والصحة النفسية الجسدية في المشاركين.
وأوضح المؤلف الرئيسي للدراسة أنهم وجدوا أن الصحة العقلية مشكلة كبرى، قائلًا: "بدأنا في مشاهدة أدلة قادمة من الأدبيات العلمية بإن زيادة التعرض لوقت الشاشات للترويح عن النفس يتسبب في بعض المشكلات في التحصيل الدراسي والانتباه والمشكلات النفسية والاجتماعية الأخرى مثل متلازمة اضطراب نقص الانتباه. كما وجدنا أنه مرتبط بالاكتئاب والقلق في هذه الفئة الخاصة من الأطفال".
ونقلت قناة "إيه بي سي" الأمريكية عن د.خان إن الدراسة وجدت تأثير إيجابي للنشاط الجسدي على الصحة العقلية.
وأوضح أن ساعة واحدة من النشاط البدني وساعتين أو أقل من التعرض للشاشات يوميًا يوفر "الرفاهية العقلية المُثلى"، قائلا: "نحتاج إلى إعادة ضبط سلوك أطفالنا نحو أسلوب حياة أكثر صحة، وهذا يعني أنه عندما نستطيع، و[يجب] استبدال وقت الشاشة ببعض الأنشطة الخارجية. أعتقد أن هذه دعوة للاستيقاظ لنا كآباء، أو كمجتمع، أو كمجتمع للنظر في هذا ومحاولة مساعدة أطفالنا على القيام بمزيد من النشاط البدني، والتحرك أكثر والجلوس على الشاشة، فنحن بحاجة إلى الاستثمار في هذا إذا أردنا أن نرى أسلوب حياة أكثر صحة لأطفالنا في المستقبل".
ووجدت الدراسة اختلافًا في عدد ساعات التعرض للشاشات التي تؤثر على الصحة العقلية بين الفتيات والفتيان. ويفسر د.خان ذلك الاختلاف بأن الأولاد يقضون وقتًا أكثر نشاطًا أمام شاشات الكمبيوتر والألعاب الإلكترونية ، بينما لا تفعل الفتيات ذلك. وقال: "مساهمة الفتيات النشطة منخفضة حقًا مقارنة بالأولاد، لذلك قد يكون هذا هو السبب في أن وقت الشاشة السلبي بالنسبة للفتيات تهيمن فيه شاشات التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي".