انطلقت الزغاريد من داخل منزل الطالب أحمد محمد جمال سليمان، ابن قرية صهرجت الكبرى التابعة لمركز ومدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية، بعد إعلان نجاحه وتفوقه، واحتفالا بحصوله على المركز الأول على مستوى الجمهورية في الثانوية الأزهرية علمى بمجموع 100% ، وتحقيق حلمه وحلم أهله بعد انتظار دام لسنوات.
ولخصت عبارة مكتوبة على جدار حائط غرفته،رحلة التفوق التى تحولت واقع، إلى جانب فضل دعاء الوالدين والمذاكرة واجتهاده في طلب العلم .
وقال الطالب أحمد محمد جمال: "الحمد لله أناقدرت أحقق حلمي وهدفي اللي خططت ليه من أول يوم التحقت فيه بالثانوية الأزهرية ، وهو التفوق وأن التحق بكلية الطب ، وكنت متوقع إن ربنا هيكافئني في النهاية بعد تعبي ومذاكرتي ، لكن الحقيقة إني أكون الأول على الجمهورية بمجموع 100% ، كانت مفاجأة و شئ مكنتش متوقعه ، والحقيقة مكافأة ربنا ليا كانت أكبر من توقعاتي بكتير ، فالحمد لله " .
واستطرد: " أناكتب على جدران غرفتي من أول يوم التحقت فيه بالثانوية الأزهرية إني سوف أحصل على مجموع 100% بأمر الله، وانا اشتغلت على هدفي وتعبت وذاكرت كتير ، وأهلى وقفوا جمبي وساعدوني بكل جهدهم ، وأنا بهدي نجاحي لوالدي ووالدتي ، وده أقل شيء ممكن أهديه ليهم بعد تعبهم معايا ، وربنا ما يحرمني منهم أبدا" .
وقال: "شعرت بسعادة لا توصف عندما تلقيت اتصالًا هاتفياً من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ، لإخباري بحصولي على المركز الأول على مستوى الجمهورية 100%، فعندما أخبرني فضيلة الشيخ بهذا الخبر ، وقفت عاجزا عن الحركة أو الكلام ، ولم أبدي أي ردة فعل، فلم أجد أى مفردات من لغتي العربية التي تعلمتها طيلة سنوات دراستي في الأزهر ما أعبر به عن كمية الفرحة الداخلية التي شعرت بها حينها ، فالسعادة الحقيقية الكامنة في قلبي أوقفته وأعجزته عن الكلام من هول الخبر ومن شدة السعادة والفرح " .
وتابع: "في بداية العام الدراسي كنت بذاكر معظم اليوم تقريبا 10:8ساعات أو أكثر ، ولكن بعد فترة أصابني الملل ، ووصل بي الحال في وقت ما إلى التوقف النهائي عن المذاكرة ، ولكن بفضل من الله وبمساعدة والدي ووالدتي ، عدت مرة أخرى للمذاكرة ووقفت على قدمي مرة أخرى ، معلنا عودتي لتحقيق هدفي في الحياة وإرضاء لمن هم أعز عندي من نفسي " والدي ووالدتي" ، واعتبرت أن التحاقي بكلية طب الاسنان هو أقل مايمكن أن أهديه إياهم وأقل تعبير عن حبي وامتناني لمن هم سبب وجودي في الحياة" .
وقالت والدة الطالب أحمد معبرة عن فرحتها بتفوقه ونجاحه : "الحمد لله على عطاءه وكرمه لنا ، وعلى تحقيق حلم ابني وحلم والده وهو التفوق والنجاح ، وفعلاً أجمل احساس في الدنيا أنا حسيته وقت سماعي الخبر ، وخصوصاً عندما إتصل بنا فضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ، وأبلغنا الخبر ، فكنت أنا أول من رد عليه ، ولكني لم أبدي أي رد فعل من المفاجأة ومن هول الخبر ، فلم أصدق نفسي ، لدرجة إني خشيت أن يكون الأمر مجرد مزحة من أحد أصدقاؤه" .
وتابعت: " ابني حقق حلمه وحلم والده وحلمنا كلنا ، وهو الالتحاق بكلية الطب ، أحمد سهر وتعب كتير ، وكان بيرفض الخروج مع أصدقائه وزملائه ، وكان بيستمر في المذاكرة معظم الوقت ، لدرجة أني كنت أخشى عليه وعلى صحته ، وكنت أطلب منه أن ينال قسطا من النوم أو الراحة ، فلبدنه عليه حق ، وأن يخرج مع أصدقائه ولو لقليل من الوقت ، إلا أنه كان يفضل المذاكرة ، وكان دائماً يقول "أتعب سنه أرتاح باقي العمر" ، وفعلاً ربنا كان عند حسن ظننا كلنا ومضيعش تعب ابني ، فالحمد لله ولكل مجتهد نصيب" .
وختمت حديثها قائلة: "والد أحمد يعمل بالخارج في دولة السعودية، وعندما أخبرناه بالخبر السعيد، لم تسعه الدنيا من شدة الفرحة، وتمنى أن لو كان معنا واحتفلنا سويا كعائلة بأسعد خبر سمعناه وتلقيناه في حياتنا ، ولكنه حمد الله في نهاية الأمر على تحقيق حلمه وهو التحاق ابننا أحمد بكلية الطب ، ويكفينا تفوقه ونجاحه وحب وفرحة الجميع له ، وذلك بفضل الله وحفظه للقرآن الكريم وبفضل دعاء والده ورضاه عليه ، والحمد لله" .