الجمعة 21 يونيو 2024

وسط إعجاب شديد.. النقاد يناقشون المجموعة القصصية "مدينة درنة" للقاص علاء أبو زيد

جانب من الندوة

ثقافة17-8-2021 | 23:59

بيمن خليل

انطلقت اليوم فعاليات منتدى المستقبل للفكر والإبداع، بمكتبة خالد محيى الدين بحزب التجمع الوطني، وذلك لمناقشة مجموعة قصصية تحمل عنوان: "معركة درنة" للقاص والإعلامي علاء أبو زيد، ولاقت هذه المجموعة القصصية إعجابًا شديدًا لما تضمنه عن قصص تحمل جانب وبعد سياسي وثقافي ودلالات عديدة وقصة لمدينة شهيرة نالت منها أيادي الإرهاب وهي مدينة درنة في ليبيا. 

ونستعرض في هذا التقرير أهم ما ناقشه وطرحه أساتذة النقد والأدب العربي.

وقال الناقد والشاعر والمؤرخ الكبير شعبان أن "معركة درنة" للقاص والإعلامي علاء أبو زيد، التي صدرت حديثا عن الذهبية للنشر، أن الفن أهميته في جماله أم في نفعه؟ فيوجد مَن قال من الناس أنه في جماله، والبعض الآخر قال في نفعه.

وأوضح الناقد شعبان يوسف، في الندوة، أن "نفعه" بمعنى أن يبشِّر ويقود ويوعظ، وأنه من الممكن أن يستغني الفن عن الجمال، أو الجمال الممتع المجرد، وكانت توجد خناقة في أوائل الستينيات عن الفن للفن أو الفن للحياة، ولكن انتهى العلماء إذا صح القول "علماء الأدب"، أن الفن أهميته في نفعه، ونفعه في جماله وجماله في نفعه.

وأشار "شعبان يوسف" أن علاء مؤلف المجموعة القصصية استطاع أن يصل إلى هذه الجوهرة، أو الأيقونة، أن يعطي لقصته هذا البعد النفعي، أو البعد السياسي، الذي يريد أن يمرره، أو يقوده، دون هتاف أو صراخ، وأنا طبعًا أقول "طوبى للذين يملكون الرؤى العميقة والشفافة، الذين يستطيعون أن يوصلوا رؤاهم بهدوء شديد وسطة العركة المتعددة الوجوه الذي نعيشها".

وقال الناقد الكبير الدكتور يسري عبدالله أثناء مداخلته لمناقشة المجموعة القصصية للقاص والإعلامي علاء أبو زيد "معركة درنة" أوحي لك في العنوان إلى متن معركة تستدعي تاريخ المدينة التي هيمنت عليها الجماعات الإرهابية، وكانت مسرح للصراع حتى تم تحريرها من قبضة المتطرفين.

وأوضح "يسري عبدالله" أن هذه القصة تلعب على جانب الجدل بين مساحتين بما يعرف بـ "خارج النص" والذي يبدوا منذ العنوان قصة اسمها "معركة درنة" فعلى الفور ما يحدث يعرف بالإحالة إلى شيء متعين في الواقع الخارجي، أحيل إلى هذه المدينة والإشكالية التي تعرضت لها بعد العام 2011م في ليبيا، إلى اختطاف حقيقي من قبل الجماعات الإرهابية، وانتهى الأمر إلى تحرير هذه المدينة، وبضربة مهمة ونافذة وشهيرة، في هذا السياق في العام 2011 وهذا لعنوان يستدعي أن يعرف أو يسمى بخارج النص، أو ذلك السياق السياسي والثقافي المشكِّل للعلالة التي تحيط بالقصة.

وأشار "عبدالله" أن ثمة خارج للنص وهنا إذًا يصنع للمتلقي ما يعرف بالإحالة إلى السياقات الثقافية والسياسية عن المدينة الليبية درنة، والتي عرفت بما يسمى مثلًا مجلس شورى المجاهدين، والتي تحصن فيها الإرهابي هشام عشماوي حتى سقوطه الأخير، إذًا أنت أمام نصّ ينفتح عنوانه على دنيا من الدلالات والتأؤيلات، ويشير بما يسمى خارج النص، وهذه البداية التي يوحي إليها عنوان المجموعة من الخارج ثم عنوان القصة الأولى من الداخل.

وواصل أنه تحدث إذًا هذه التهيئة للمتلقي بأنه مقبل على شيء معين في هذا الواقع وعلى شيء يعرفه، لكن تحدث بعد ذلك المراوغة التقنية التي وصفتها على هذا النحو الدقيق في المجموعة القصصية، حيث يشير داخل النص إلى عالم آخر، عالم ينهض على آلية التذكر حيث يتبع الاستهلال القصصي من الآن.. وهنا رأيت درنة ثم يسترجع السلم الرئيسي سمات المكان.

 

وأضاف الدكتور يسري عبدالله، القصة تبدأ هكذا: "رأيت درنة في ليبيا، عشت فيها أربعة سنوات في طفولتي، كان أبي معارًا هناك، وكان الأطباء الطليان يمرون على الفصول، ويملأوا عيوننا بقطرة سامكة القوام، وكانت مدرسة الألعاب الليبية ترتدي جونلة قصيرة، وتملك وجهًا يشبه وجوه ممثلات السينما، وشعرًا طويلا فاحمًا، نصفه يستريح فوق صدرها، ونصفه الآخر شلالٌ منهمر على ظهرها"، إذًا هذه البداية وهذا المشهد الافتتاحي، تحيلك إلى خارج النص بدءًا من العنوان، حيث تستدعي هذا التاريخ الإشكالي وهذه المدينة، ثم تدخل إلى النص لتجد  ثمة شيء آخر  حاضر في هذا النص.. ولأن النص في داخله يشير إلى عالم آخر  ينهض على آلية التذكر،  حيث يتبع الاستهلال القصصي، الذي يبدأ من الآن وهنا،  كما يشير السارد في جملته الافتتاحية.

وتأتي المجمعة القصصية "معركة درنة" بعد ثلاث مجموعات قصصية للكاتب علاء أبو زيد، هي "فم النهر"، و"الحافة" و"القريب الأمريكي". ويعمل علاء أبو زيد مذيعا بإذاعة الشباب والرياضة، وقد حصلت مجموعته القصصية "الحافة" على جائزة ساويرس في القصة القصيرة، في عام2007.

ويعد منتدى المستقبل للفكر والإبداع إحدى أهم الحلقات النقدية في الثقافة المصرية والعربية،  وتعضيد الثقافة الوطنية.