الخميس 4 ديسمبر 2025

عرب وعالم

بوتين: روسيا تريد إنهاء حرب شنها الغرب ضدها

  • 4-12-2025 | 20:50

بوتين

طباعة

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه مقتنع بأن نظيره الأمريكي دونالد ترامب يريد إنهاء سريعا للصراع في أوكرانيا، موجها إنتقادات إلى سلطات كييف التي تسعى إلى عرقلة تحقيق حل سلمي.

وقال بوتين - في مقابلة مع قناة "إنديا توداي" الهندية ، أوردها موقع "روسيا اليوم"، اليوم الخميس - إن "روسيا تريد إنهاء الحرب التي شنها الغرب ضدها بأيدي أوكرانيا"، مشيرا إلى أن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا ليست بداية الحرب بل محاولة لإنهائها.

وأوضح أن روسيا تحاول حل الوضع في أوكرانيا سلميا منذ ثماني سنوات، مضيفًا أن فلاديمير زيلينسكي كان يعلن عن سعيه للسلام، لكنه في النهاية بدأ يضع مصالح المجموعات القومية المتطرفة فوق مصالح شعب أوكرانيا، مؤكدا أن الأفضل للسلطات في كييف هو أن تدرك أن المفاوضات هي أفضل طريقة لحل المشكلات.

وأشار بوتين إلى أن المصالح السياسية والاقتصادية تلعب أيضا دورا في جهود ترامب لتسوية الصراع في أوكرانيا، مشددًا على أن روسيا من خلال انضمام شبه جزيرة القرم لها سارعت إلى مساعدة من رفضوا الانقلاب في كييف، لافتا إلى أن موسكو ستظل دائما تحمي مصالحها وشعبها. كما نوه إلى أن بلاده لم تكن بحاجة لضم ميناء سيفاستوبول فهو كان روسيا على أي حال.

وأكد بوتين على ضرورة ايجاد طريقة لضمان أمن أوكرانيا بشكل لا يهدد أمن روسيا، قائلاً: "إن السلطات الأوكرانية، باتخاذها قرار استمرار النزاع، دفعت نفسها عمليا إلى مأزق".

وبشأن أهداف روسيا، أكد الرئيس أن القضية "لا تتعلق بالانتصار، بل بحماية مصالحنا وحماية الناس". وأضاف: "الأمر هو أن روسيا تنوي حماية مصالحها، وحماية شعبها الذي يعيش هناك، وقيمها التقليدية، واللغة الروسية، وما إلى ذلك". وأكد بوتين أن "روسيا دائما تحمي مصالحها وشعبها".

من جهة أخرى، قال الرئيس الروسي إن موازين القوى في العالم تشهد تغيرا مع ظهور مراكز قوى جديدة، مؤكدا أن ضمان الاستقرار بين الدول يشكل أساسا حاسما لتقدم العلاقات الثنائية والدولية.

وأكد بوتين الأهمية البالغة للاستقرار في المجالات الرئيسية للتعاون الروسي-الهندي، مشيراً إلى أن هذا الثبات يساعد البلدين على تحقيق أهدافهما المشتركة، مضيفًا أن الشركات الروسية والهندية كانت قد أقامت علاقات تجارية فعالة حتى قبل الأزمة الأوكرانية.

وأشار إلى وجود العديد من المجالات الواعدة للتعاون المستقبلي بين البلدين، بما في ذلك مجال الذكاء الاصطناعي. كما لفت إلى أن الهند أصبحت واحدة من أكبر موردي المنتجات البترولية إلى أوروبا.

وأكد الرئيس الروسي أن التعاون بين روسيا والهند في مجال الطاقة لا يخضع لتأثير التطورات الجارية في أوكرانيا، معرباً عن تقديره للهند كشريك دفاعي موثوق لروسيا، حيث لا تقتصر العلاقة على البيع فحسب بل تشمل أيضاً المشاركة في تكنولوجيا الدفاع.

وشدد بوتين على أن الهند تظل شريكا موثوقا ولها مكانة مميزة بالنسبة لروسيا في مجال التعاون الدفاعي والتقني العسكري. وقال: "يبدو أنكم خبراء في هذا المجال، كما لو أننا كنا منخرطين في مفاوضات حول التعاون العسكري-التقني. وإذا تعمّقنا في التفاصيل، فستبرز الهند كأحد شركائنا الموثوقين والمميزين في هذا المجال".

كما أكد أن مشاركة روسيا للتقنيات الدفاعية مع الهند يعكس مستوى الثقة بين البلدين وشعبيهما، قائلا: "نحن لا نكتفي ببيع التقنيات للهند، بل نشاركها، وهذا أمر نادر جدا في مجال التعاون العسكري-التقني. وهذا الأمر يعكس مستوى الثقة بين البلدين وبين شعبيهما".

كما شدد الرئيس الروسي على أن ضمان استقرار التعاون في المجالات الرئيسية بين روسيا والهند له أهمية حاسمة، ويسهم في تحقيق الأهداف المشتركة للبلدين.

ووصل بوتين اليوم الخميس إلى قاعدة "بالام" الجوية الهندية في نيودلهي، في مستهل زيارة دولة تستمر يومين إلى الهند، حيث استقبله رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي شخصيا عند سلم الطائرة.

والتقى قادة البلدين في منتصف السجادة الحمراء، حيث تصافحا بحرارة وعانقا بعضهما بعضا.

وضم الوفد الروسي الذي انتظر وصول رئيس الدولة، على وجه الخصوص، كلا من المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، ورئيس شركة "روسنفت" إيجور سيتشين، وسفير روسيا في دلهي دينيس أليبوف.

واستقل بوتين، خلافا للتقاليد البروتوكولية وكعلامة على الود الخاص، السيارة الخاصة بمودي، متخليا عن السيارة الرسمية "أوروس".

وتعقد يوم غد الجمعة في نيودلهي محادثات رسمية روسية هندية على أعلى مستوى، ومن المتوقع أن ينتج عنها إقرار حزمة كبيرة من الوثائق الثنائية بين الحكومتين إلى جانب سلسلة من الاتفاقيات التجارية.

ويضم الوفد الروسي المرافق للرئيس فلاديمير بوتين وفدا وزاريا رفيع المستوى وممثلي مؤسسات مؤثرة، مما يعكس الطابع الشامل والاستراتيجي للزيارة.

وتعدّ القمة الروسية الهندية السنوية تقليدا ثابتا بين موسكو ونيودلهي، حيث سيكون هذا اللقاء الثالث والعشرين من نوعه.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة