عقدت ضمن فعاليات ملتقى العلاقات الثقافية المصرية الفرنسية "دروس الماضي وآفاق المستقبل"، بقاعة المجلس الأعلى للثقافة، جلسة أدارتها الدكتورة زبيدة عطا الله، بمشاركة الدكتور حامد زيدان متحدثا عن مصر وفرنسا والحروب الصليبية مشيرا لدور فرنسا فى الحروب الصليبية ودعوة البابا أوربان الثاني لتلك الحروب حيث انطلقت من مدينة كليومونت الفرنسية، وشارك فيها أحد كبار أمراء فرنسا وهو الأمير ريموند الرابع.
وأشار حامد زيدان، إلى الدور البارز التي قامت به فرنسا في الحملة الصليبية الثانية فمن الثابت تاريخيا أن دور فرنسا كان واضحا في تلك الحملة، كما أشار إلى مهاجمة لويس معسكر المصريين بالمنصورة وتم تدمير معظم الجيش المصري بها.
وأكد الدكتور حامد زيدان، على عدم تحقق رغبة لويس، حيث واجهته حماسة المصريين الذين برزت من بينهم بطولات شعبية كبيرة تجلت في توجيه ضربات داخل دمياط والمنصورة.
وجاءت كلمة الدكتور صلاح طايع متحدثا عن العلاقات بين العرب وفرنسا: "هارون الرشيد وشارلمان نموذجا"، قائلا: أن التفاهم الذي توطد بين العباسيين والفرنجة من أهم الأسباب التي أبعدت البيزانطيين عن مواصلة العدوان.
كما أكد الدكتور صلاح طايع، على أن علاقات هارون الرشيد وشارلمان علاقات سياسية وليست المقصود منها التقرب والصداقة والمودة إلا عملا بما تتطلبه مصالحهم السياسية.
وتحدثت الدكتورة عفاف سيد صبرة، عن أديرة الفرنسيسكان والدومينيكان ودورهما في نشر الثقافة الفرنسية والعلمية في مصر، حيث أن أسس منظمة الفرنسيسكان فهو إيطالي الأصل وحققت تلك المنظمة نجاحا كبيرا باكتساب أنصار كثيرين إلى جانبها، وفى الوقت نفسه تشكلت منظمة ديرية فى جنوب فرنسا هي منظمة الدومينيكان نسبة إلى مؤسسها القديس دومنيك وهو أسباني الأصل، وكثرت مؤسساتها الديرية، كما أكد أن منظمة الفرنسيسكان والدومينيكان حظيت بمكتبات ضخمة تحتوى على التراث الفكري المحلى والعلمي.
وتحدث الدكتور محمد أحمد بديوى عن انتقال سلطنة مصر والشام إلى المماليك في ضوء نتائج حملة لويس التاسع، مشيرا إلى أن نهاية أحداث الحملة التي قادها لويس التاسع الفرنسي كانت تعبر عن أهداف القوى المتصارعة "المماليك والأيوبين والصليبين"، والتي انحصرت فى سعى كل منهما إلى فرض نفوذها السياسي بعيدا عن الدين، مؤكدا على أنه في النهاية كان النصر لصالح المماليك الذين اتخذوا من مصر وطنا لهم يحمونه ويحميهم من مخاطر الأطماع الخارجية.