قال الخبير والمفكر التونسي السيد مصطفي عطية إن ما لم يدركه الكثيرون هو أن الولايات المتحدة لم تنهزم في افغانستان وطالبان لم تنتصر،لافتاً إلي مفاوضات الدوحة الطويلة وكواليسها السرية افضت إلى اتفاق تعود فيه طالبان إلى حكم أفغانستان بشروط معلنة واخرى خفية.
وأوضح السيد مصطفي عطية في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال" بأن الشروط المعلنة تتلخص في امتناع طالبان على احتضان الحركات الإرهابية المعادية لأمريكا وحلفائها وأن لا تكون الأراضي الافغانية مصدر إعتداءات على مصالح الغرب الأطلسي وإسرائيل ، وان تتجنب طالبان مطاردة رموز النظام السابق واتباعه ، مدنيين كانوا أم عسكريين ، بالإضافة إلى احترام الحد الادنى من حقوق الإنسان وخاصة الحقوق الأساسية المرأة والأقليات الدينية والعرقية والسعي إلى تكوين حكومة وحدة وطنية.
ولفت السيد مصطفي عطية بأن الشروط الخفية التي لم يعلن عنها فهي إلتزام طالبان بمواجهة المد الشيعي في المنطقة وإحراج إيران وجعل الحدود الأفغانية - الإيرانية في حالة إستنفار دائم من جهة وإرباك الزحف الصيني على المنطقة وتعطيل مشروع " طريق الحرير " الذي تسعى بكين إلى إحيائه من جهة أخرى ، كما تعهدت طالبان بالإبقاء على حالة العداء مع روسيا .
وأشارالمفكر المغربي إلي أن الولايات المتحدة بتسليمها الحكم في افغانستان إلى حركة طالبان تكون قد غيرت كل المعطيات الجيوستراتيجية في المنطقة لصالحها ، نظريا على الأقل .
وأدرف قائلاً: "بالنسبة لتركيا التي تنظرلهيمنة طالبان على السلطة في أفغانستان بعيون التوجس والإرتياب فقد باءت محاولات إنضمامها للمشهد الجديد بالفشل الذريع رغم مساندة قطر ، الممولة للمخطط الأمريكي ، فقد اعترضت إدارة بايدن بشدة على تشريك تركيا في مشروعها حتى تحد من طموحاتها التوسعية وتضغط عليها لإيقاف تحركاتها في ليبيا وشرق المتوسط ودعمها للمنظمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم الإخوان المسلمين المدعوم أيضا من قطر عراب الخطة الأمريكية وممولها بسخاء.