قال الدكتور حسن الخولي، أستاذ علم الاِجتماع والأنثربولوجيا، إن الطلاق له أسباب عدة، لكن هناك سبب رئيسي، هو تفاقم ظروف الحياة السيئة، بالإضافة إلى حالة التهور التي أصبح يعيشها الشباب.
وأكد الخولي في تصريح خاص لبوابة ( دار الهلال)، أن قرار الزواج لا يتم اِتخاذه بسهولة، وأنه قرار يحتاج تفكير بتدبر، وأنه يكون على قدر كافي من المسئولية، التي تجعله قادر على اِتخاذ هذا القرار، وإذا كان الشخص غير مسؤول، فالأفضل له ألا يأخذ هذا القرار، حتى لا تتفكك الأسرة فيما بعد.
وأضاف أن اِنخفاض مستوى المعيشة، و عدم اِرتفاع الأجور، من الأسباب الشائعة لزيادة نسب الطلاق، وأن التقليد الأعمى للغير، والنظر لِما يمتلكه الآخرين، هو سبب لزيادة الطلاق في ظل الظروف المُتدهورة للمعيشة.
وأشار إلى أن هناك أسباب أخرى للطلاق، وترجع هذه الأسباب لعدة عوامل، منها العامل النفسي و الضغوطات، ومرور الزوج أو الزوجة بمرحلة نفسية سيئة، نتيجة الضغوطات الكثيرة، ويرجع أيضًا لعامل اِنتهاك الخصوصية، وتدخل الأقارب، والأصدقاء في مشاكلهم، وفي الغالب هذا التدخل يؤثر بالسلب وليس بالإيجاب، وهذا طبعًا في نهاية المطاف يؤدي إلى الطلاق، ويرجع أيضًا لعامل العلاقات العاطفية السابقة، سواء للزوجة أو للزوج، وأن هذه العلاقات لم تنتهي بعد الزواج، مما يؤدي للطلاق، أو أن الزوج أو الزوجة مُجبرين على هذا الزواج، وبالتالي يحدث طلاق، وعدم اِستمرار هذا الزواج المبني على الكراهية والإجبار.
وشدد على ضرورة وجود تكافؤ بين الزوجين، في العمر فيجب أن يكونوا مُقاربين في المرحلة العُمرية، لأن عدم تقارب في العُمر يؤدي إلى الطلاق، بسبب عدم التكافؤ في التفكير والمسئولية وأن فارق العمر المُناسب بين الزوجين بحد أقصى، يكون سبع أو ثمن سنوات، وأن الفارق في الوضع الطبقي والاِجتماعي، سبب مهم لاِزدياد حالات الطلاق، ولابد من وجود تكافؤ طبقي وأن الفارق التعليمي أيضًا في الأغلب بيؤثِر على تفكك الأسرة، إلا في حالات قليلة يكون الزوجين راشدين وذو عقول راقية، وبينهم علاقة حب قوية، ولكن في الأغلب يجب وجود التكافؤ التعليمي.
وأضاف أن حالات الطلاق اِزدادت كثيرًا، بعد وجود فيروس كورونا، حيث أن كثير من الشركات والمصانع، اِستغنت عن العديد من الموظفين والعمال، و أثر ذلك على مستوى المعيشة، و بالتالي زيادة المشكلات على الدخل الإقتصادي، ووصولها للطلاق.
وأكد أن الأشخاص حديثي الزواج هم أكثر فِئة مُعرضة للطلاق، لأنهم يكونوا مُتسرعين في اِتخاذ هذا القرار، أما المتزوجون من فترة طويلة نسب الطلاق بينهم تكون قليلة، بل تكادُ تكون مُعدمة، بسبب أنهم أصبح بينهم تفاهم، وتعود على طِباع بعض.
وأوضح أن الأطفال في هذه الحالة هم ضحايا لمُشكلات ليس لهم أي ذنب فيها، وإن موقفهم سيء للغاية، ويجب على الزوجين التفكير في موقف الأطفال، قبل اِتخاذ قرار الطلاق، لأنهم بذلك يظلمون الأطفال معهم، وهذا يجعل الأطفال لديها مشكلات نفسية، وتكون شخصياتهم غير سوية لأنهم يحتاجون العيش في جو أسري مُستقر، بعيد عن المشاكل، وفي نفس الوقت يحتاجون أن يعشوا في وسط أسرة مُتماسكة
وقدم مجموعة نصائح للأشخاص المُقبلة على الزواج، من خلال أننا نُحدد الأول الأسباب المؤدية للطلاق ثم نتجنبها، ومنها أنه يجب على المقبلين على الزواج أن يخضعوا للفحص الطبي قبل حدوث الزواج، حتى يطمئنوا على أنفسهم، وأن زواجهم هذا لا يكون له أعراض، ومُشكلات صحية فيما بعد، ويجب أن يكونوا مؤهلين للزواج نفسيًا، وعقلانيًا، وعلى وعي ودراية كاملة بمسئوليات الزواج حتى لا تحدث مُشكلات فيما بعد.
كما نصح بضرورة أن يكون الوضع الاقتصادي للزوج مُناسب، يجعله مسئول عن فتح بيت وأن يكون مسئول عن مصاريف أسرة، حتى لا تحدث مُشكلات مالية فيما بعد، وأن يكون الزوجين موافقين تمامًا على إتمام الزيجة، وليس أحد الأطراف مُجبر عليها، حتى يستمر الزواج فيما بعد، وأن يكونا قد أتما سن الرشد، والنضج ولا يكون زواج قاصرات.