أصبح الهدف الأسمى للآباء والمربين على حد سواء هو تربية الطفل تربية سليمة تربية قائمة على الأخلاق والمبادئ السامية، إذ نلاحظ أن أجيال هذا العصر يتسموا بالذكاء والنضج بنسبة أكبر مما كانت علية الأجيال السابقة، ويرجع السبب الأكبر في ذلك هو انتشار التكنولوجيا وقضاء الأطفال العديد من الساعات امام شاشات الكمبيوتر والهاتف المحمول، ونجد أنه انتشر مصطلح «التربية الإيجابية» مؤخرا بين الأمهات، بحثًا عن حياة نفسية أفضل لأولادهم، لذلك ستعرض بوابة «دار الهلال» المبادئ والأسس البسيطة للتربية الإيجابية:
**الوجود:
يجب أن يبذل الآباء قصارى جهدهم لقضاء أجمل الأوقات مع أبنائهم، والتفكير في طرق مبدعة ومختلفة في كيفية قضاء وقت ممتع مع أبنائهم، لتعزيز العلاقة بينهم.
** الاحترام المتبادل:
يجب أن تمتزج المعاملة بين الآباء والأبناء بين الحزم واللين، فالحزم يكون باحترام الكبار واحترام متطلبات الموقف واللطف يكون باحترام الطفل واحتياجاته. البيئة المثالية لحياة الطفل هي البيئة التي تتحكم فيها قوانين واضحة مفروضة على الكل كبار وصغار، يجب أن يعرف الآباء أهمية مشاركة الأطفال في وضع القوانين مع الكبار، فينتج عن ذلك ثقة متبادلة بين الآباء والأبناء.
كما أن من عوامل المهمة لتحقيق الاحترام بين الآباء والأبناء، هو الاعتراف بثقافة الاعتذار، فهي تؤكد للطفل أن له رأي وكيان، وأن الجميع يخطأ الكبار والصغار ويحاول إصلاح أخطائه، إن أهم ما يوضح هذا المبدأ كما تقول جان نيلسن هو مقولة: «أنا أحبك، ولكن لا» وهذا ردا على رغبة الطفل في فعل تصرف لا يناسب المصلحة العامة.
** فهم عالم الطفل:
يجب على الآباء معرفة مراحل تطور الطفل النفسية والبدنية، حتى يستطيع التعامل مع الطفل ولا يسئ فهم أفعالهم في بعض المواقف فذلك ناتج عن نقص معلومات لديهم، حيث إن طفل الثانية من العمر ليس عنيدا ولكنه يبحث عن الاستقلال، وطفل التسعة أشهر ليس فوضويا ولكنه يرضي شغفه لاستكشاف ما حوله، وطفل الرابعة ليس كاذبا ولكنها مرحلة الخيال.
** الإنصات الفعال ومهارات حل مشكلات الطفل:
عندما يصدر من الطفل سلوك لم يعجب والديه، فعليهم معرفة الأسباب الكامنة خلف هذا السلوك، ومحاول حلها وليس الاهتمام بالسلوك بشكل سطحي فقط.
** عدم تغذية انفعال الطفل بانفعال الآباء:
إذا أساء طفلك التصرف، فلا تغذي انفعاله بانفعالك، بل كوني هادئة وأعطيه تعليمات واضحة وبسيطة عن التصرف الصحيح.
** الأطفال يتصرفون بشكل أفضل عندما يشعرون بشعور جيد:
تقول جان نيلسن: «إن الطفل سيء السلوك هو طفل ينقصه التشجيع»، يوجد العديد من العوامل المساعدة لشعور لإحساس الطفل بشعور جيد، مثل: تقدير مجهوداته، مناقشة أفكاره، والأعلاء من شأنه. إن هذه البيئة للتربية الإيجابية ينتج عنها تعليم الطفل مهارات الحياة والمهارات الاجتماعية لبناء شخصية سوية وفعالة ، مثل الاحترام وحل المشكلات والاستقلالية والتعاون ومراعاة شعور الآخرين، وكل هذه المهارات تلزم مناخا جيدا يشعر فيه الطفل بأهميته كفرد فاعل مؤثر ومشارك فيما حوله.
** التشجيع الدائم للطفل:
يجب الحرص على تشجيع الطفل، بدلا من معاقبته، فاستخدام الثناء والمكافآت فعال بدرجة كبيرة على عكس العقاب، فبدلا من تسليط الضوء دائما على نقاط ضعف الطفل وإحباطه، يجب التركيز علي نقاط قوته ومدحه وتشجيعه.
** كن قدوة حسنة لأولادك:
سلوك الأطفال يشبه آلة نسخ لسلوك العائلة، فالقيام بتصرف سيء أمامه هو بمثابة منحهم الإذن لفعل ذات التصرف.
** التنويع في الأنشطة التي يقوم بها الأطفال:
الأطفال يسيئون التصرف عندما يشعرون بالملل، لذا فإن توفير أنشطة داخل وخارج المنزل، تملأ وقت فراغهم وتمنع تبنيهم للتصرفات المؤذية.
** فوائد التربية الإيجابية:
-يوجد الكثير من الفوائد للتربية الإيجابية، ومنها:
- الحد من السلوك السلبي.
- تشجيع التنمية الشخصية.
- تقليل حالات الاكتئاب في الطفولة.
- تعزيز المهارات المعرفية والاجتماعية والعاطفية.
- مساعدة الأطفال على فهم وتنظيم العواطف.
- محاربة شعور الحرمان الاجتماعي والاقتصادي.
- يزيد من احترامهم للذات وشعورهم بالاستقلالية والإبداع.