محمود جاد: أنا ضحية إهمال الكبار.. كابينة القيادة عطلانة وعليها متر تراب.. ومكنتش شايف من الضلمة"
كتب- علي عقيلي
تأكيدًا لانفراد "الهلال اليوم" برسوب سائق ورش طره البلد الذي تسبب في حادث تصادم قطاري مترو بورش طره البلد، أبريل الماضي؛ تم "تشريك" محمود جاد سائق قطار الحادث الشهير، "طبيًّا؛ حيث تم توقيع الكشف الطبي عليه جرّاء الحادث الأخير، فأفاد بإصابته بالسكر، ومشكلات في قاع العين، بما يفيد عدم لياقته للقيادة؛ وجارٍ إنهاء إجراءات القومسيون الطبي، لاستيداعه لمدة عاميين ثم نقله إلى وظيفة أخرى.
وأكد جاد البالغ من العمر 56 عامًا "على أعتاب المعاش"، أن السبب الرئيس في حادث تصادم قطاري ورش طره البلد الشهير، وانحراف خمسة عربات عن القضبان؛ هو إهمال المسئولين الكبار؛ الذي يؤدي إلى كوارث مستمرة بالورش والأحواش؛ حيث لا يكاد يمر يوم من دون حادثة.
وحول ملابسات الحادث أوضح جاد أن يجبر على العمل في الوردية لمدة 12 ساعة متواصلة؛ بالمخالفة للقانون الذي يحدد مدة العمل بالوردية لمدة 6 ساعات فقط، وأنه لم يحصل على إجازة منذ ستة شهور قبل الحادث، ولم يتمكن من أخذ راحته؛ ولم يتمكن من الحصول على إجازاته العارضة والاعتيادية؛ ما أدى إلى تدهور حالته الصحية.
وقال جاد، إنه ليلة الحادث كان يعاني إرهاقًا شديدًا؛ بسبب طول مدة الوردية، وعدم تمكنه من الراحة الكافية جرّاء ندرة الإجازات، وتعنت المسئولين مع سائقي الأحواش في منحهم الراحية الكافية؛ كما أنه لم يتكمن من رؤية القطار الآخر؛ بسبب الضلمة؛ نتيجة غياب كشافات النور، وتعطل أجهزة الأمان بالكابينة والورش، وإهمال نظافة الكابينة؛ مؤكدًا أن "الكابينة الوسط" التي كان يقود من خلالها تعلوها الأتربة "عليها متر تراب" بحسب تعبيره؛ ما أدى إلى انعدام الرؤية؛ وتسبب في تصادم القطارين، كما أن الوحدات منتهية الصلاحية بعد أن تجاوز عمرها 25 عامًا.
وتابع جاد، أنه لا يكاد يمر يوم من دون وقوع حادث في الورش؛ ليس بسبب عدم كفاءة سائقي الأحواش؛ وإنما بسبب إهمال المسئولين الكبار – بحسب تعبيره – في القيام بدورهم المنوط بهم، فضلًا عن ضغوطهم المستمرة على السائقين، والتعنت في إعطائهم الراحة الكافية لهم التي كفلها القانون.
وأكد أحد سائقي الخط الأول لـ"الهلال اليوم" رفض نشر اسمه أن الكشف الطبي الدوري يتم بشكل روتيني، مؤكدًا أن الكشف الطبي الذي يوقع على المتجاوز عقب الحوادث يكشف بشكل دقيق لياقة السائق من عدمه، مشيرًا أن المسئولين بشركة المترو على علم كامل بأن سائقي الأحواش والورش غير مؤهلين، وراسبي قيادة، ومع ذلك يوافقون على عملهم لأسباب غامضة، لافتًا إلى أن هناك عدد كبير من السائقين تسببوا في حوادث كثيرة ومازالوا يعملون بالورش، مشددًا على الظروف الصعبة التي يعملون بها من عربات منتهية الصلاحية، وتعطل لأجهزة الأمان، وإهمال الصيانة والنظافة والإضاءة، وغيرها من الأمور التي تؤدي إلى كوارث كل يوم تنتهي بلجنة وزارية لا نعرف عن تقريرها شيء، و"تشريك" للسائق للتعمية على الموضوع.