لسنوات ألقى الباحثون باللوم على المدن المتطورة لسنوات في انخفاض مجموعات الحياة البرية المحلية في جميع أنحاء العالم، وذلك نظرًا لأن التحضر يستبدل الأشجار والبرك بالشوارع والمنازل مما يفقد العديد من الحيوانات مأواها الطبيعي وينتهي بها الأمر بالركض في الأحياء المحلية. ولكن دراسة جديدة وجدت أن المدن المتطورة عمرانيًا يمكنها أن تجعل الحيوانات أكثر ضخامة وبدانة.
وذكر موقع "ستادي فيندس" أن دراسة جديدة وجدت تسبب التطور العمراني في الواقع إلى وجود مخلوقات أكبر حجمًا وأكثر ضخامة تتجول في سلة المهملات الخاصة بهذه المدن.
ويقول فريق من متحف فلوريدا للتاريخ الطبيعي إن الثدييات التي تعيش في المدينة تزداد حجمًا وتصبح أكثر بدانة بفضل وجود المزيد من الطعام في المناطق المليئة بالبشر. وتشير "ستادي فيندس" لفحص الباحثون طول ووزن أكثر من 140 ألف حيوان من أكثر من 100 نوع من أمريكا الشمالية على مدى الثمانين عامًا الماضية. ووجدت النتائج أن الحيوانات التي تظهر غالبًا في المدن، مثل الذئاب والقطط والغزلان والخفافيش والقوارض تنمو أكثر من نظرائها في المناطق الريفية.
وأورد موقع "ستادي فيندس" أن النتائج التي توصلوا إليها هي في الواقع النقيض تمامًا لما افترضه العلماء حول ما تفعله حياة المدينة للثدييات. وكانت الفرضية القديمة، التي تسمى تأثير حرارة الجزيرة الحضرية، تشتبه في أن المباني والطرق تنبعث منها حرارة أكثر من المساحات الخضراء، مما من شأنه، من الناحية النظرية، أن يتسبب في ارتفاع درجات الحرارة والحيوانات التي تعيش في هذه الظروف عادة ما تكون أصغر - وفقًا للمبدأ البيولوجي المسمى "قاعدة بيرغمان".
فيما تقول مؤلفة الدراسة ماجي هانتاك في بيان جامعي: "نظريًا، يجب أن تصبح الحيوانات في المدن أصغر حجمًا بسبب تأثيرات الجزر الحرارية هذه، لكننا لم نعثر على دليل على حدوث ذلك في الثدييات. وتعد هذه الورقة حجة جيدة حول سبب عدم قدرتنا على افتراض أن قاعدة بيرجمان أو المناخ وحده مهم في تحديد حجم الحيوانات".
وابتكر الفريق البحثي نموذجًا يدرس كيفية تأثير المناخ وتزايد أعداد السكان على حجم الحيوانات المحلية في المناطق الحضرية. ووجد الباحثون أن انخفاض درجات الحرارة، يجعل الثدييات تكبر بالفعل، متزامنة مع قاعدة بيرجمان. ومع ذلك، كان اتجاه النمو في المدن ذات العدد الكبير من الناس أقوى.
كما اكتشف الفريق أن الحيوانات التي تعيش في المدينة نمت بشكل أكبر بغض النظر عن درجة الحرارة المحلية. وتقود هذه النتائج الباحثين إلى الشك في أن عوامل التحضر الأخرى تلعب دورًا أكبر من تغير المناخ.
ويوضح روبرت جورالنيك، أمين متحف فلوريدا لمعلوماتية التنوع البيولوجي أن النتائج لم تكن متوقعة على الإطلاق، قائلًا: "التحضر يمثل هذا الاضطراب الجديد للمناظر الطبيعية التي لم تكن موجودة منذ آلاف السنين. من المهم أن ندرك أن له تأثيرًا هائلاً ".
ويشير موقع "ستادي فيندس" أنه على مدى العقد الماضي، كان العلماء يدقون ناقوس الخطر بأن زيادة درجات الحرارة العالمية يقلل من الفريسة التي تأكلها الثدييات في البرية - مما يؤدي إلى وجود حيوانات أصغر. كما حذر العلماء من أن الحيوانات الصغيرة قد تعني ذرية أصغر أو أقل.