الخميس 30 مايو 2024

«هيومن رايتس ووتش»: الغارات الإسرائيلية على أبراج غزة «جرائم حرب»

إطلاق الصواريخ الفلسطينيية على مستوطنات إسرائيلية

عرب وعالم23-8-2021 | 19:57

إسراء عاصم

 قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، المعنية بحقوق الإنسان، إن الضربات الجوية الإسرائيلية التي دمرت أربعة مبان شاهقة خلال هجمات مايو الماضى على قطاع غزة قد ترقى إلى مستوى جرائم الحرب. 

ولم يصب أحد في الهجمات، لكن تقريرًا يقول "إن عشرات العائلات شردت وتضررت المباني".

وقالت السلطات الإسرائيلية في ذلك الوقت "إن الجماعات الفلسطينية كانت تستخدم الأبراج لأغراض عسكرية"، لكن هيومن رايتس ووتش قالت "إنها لم تقدم أي دليل لدعم هذه الادعاءات".

و وفقًا للأمم المتحدة، استشهد ما لا يقل عن 256 شخصًا في غزة، وقتل 13 شخصًا في إسرائيل خلال 11 يومًا من القتال العنيف.

وبدأ ذلك بعد أسابيع من التوتر الإسرائيلي الفلسطيني المتصاعد في القدس الشرقية والذي بلغ ذروته في اشتباكات في موقع مقدس يقدسه كل من المسلمين واليهود.

 وبدأت حماس التي تحكم غزة في إطلاق الصواريخ بعد تحذير إسرائيل بالانسحاب من الموقع، مما أدى إلى ضربات جوية انتقامية.

وفي الفترة ما بين 11 و 15 مايو، دمرت الضربات الإسرائيلية أبراج هنادي والجوهرة والشروق والجالا في مدينة غزة.

ووفقًا لتقرير "هيومن رايتس ووتش"، في كل حالة، حذر الجيش الإسرائيلي المستأجرين من هجمات وشيكة، مما سمح بإجلائهم.

وقالت السلطات الإسرائيلية "إن المباني تضم مكاتب لحركة حماس وجماعات فلسطينية مسلحة أخرى، بما في ذلك مقار لبعض الوحدات والمخابرات العسكرية"، لكن الحقيقة تضمن أحد الأبراج مكاتب لأغلى معدات حماس التكنولوجية، لاستخدامها ضد إسرائيل، على حد قولها.

واستند تحقيق "هيومن رايتس ووتش" إلى مقابلات مع 18 فلسطينيا شهدوا الغارات أو تأثروا بها، إلى جانب تحليل مقاطع فيديو وصور فوتوغرافية، ولم تجد أي دليل على أن أعضاء الجماعات المسلحة المتورطة في عمليات عسكرية كان لهم وجود حالي أو طويل الأمد في أي من الأبراج وقت الهجوم عليهم.

وحسب مانشرت شبكة"بي بي سي" البريطانية، يقول التقرير "إنه حتى لو كان هناك مثل هذا الوجود، يبدو أن الهجمات تسبب ضررًا غير متناسب بشكل متوقع للممتلكات المدنية".

وأثار الهجوم على برج جالا المكون من 12 طابقا، والذي يضم مكاتب وكالة أنباء أسوشيتد برس (AP) وشبكة إذاعة الجزيرة ، موجة من الغضب على نطاق واسع.

وفي يونيو، أخبر السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة المسؤولين التنفيذيين في وكالة "أسوشييتد برس" أن المبنى كانت تستخدمه حماس لتطوير نظام تشويش إلكتروني ضد نظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي لجيش الاحتلال الإسرائيلي .

ولكن المحرر التنفيذي لوكالة أسوشييتد برس قال "إنه لم يكن لديها أي مؤشر على أن نشطاء حماس ربما يكونون في البرج".

وقال ريتشارد وير، الباحث في الأزمات والصراع في هيومن رايتس ووتش: "تسببت الضربات الإسرائيلية غير القانونية على ما يبدو على أربعة أبراج شاهقة في مدينة غزة في أضرار جسيمة ودائمة لعدد لا يحصى من الفلسطينيين الذين عاشوا وعملوا وتسوقوا واستفادوا من الأعمال التجارية الموجودة هناك"، وعلى الجيش الإسرائيلي أن يقدم علناً الأدلة التي يقول إنه اعتمد عليها لتنفيذ هذه الهجمات".

ولكن لم يعلق الجيش الإسرائيلي بعد على التقرير، لكنه اتهم في السابق مسلحين فلسطينيين بالانتشار بين المدنيين واستخدامهم كدروع بشرية، وهو ما سيكون جريمة حرب.

ونشرت هيومن رايتس ووتش تقريرين آخرين عن الصراع اتهم فيهما كلا الجانبين بتنفيذ هجمات ترقى على ما يبدو إلى جرائم حرب.

كما قال الأول "إن التحقيق في ثلاث ضربات إسرائيلية قتلت 62 مدنيا لم يعثر على أي دليل على وجود أهداف عسكرية قريبة" ، في حين قال الثاني "إن إطلاق مسلحين فلسطينيين 4000 صاروخ وقذيفة هاون غير موجهة نحو المدن والبلدات الإسرائيلية يشكل هجمات عشوائية على المدنيين "،ونفى الجيش الإسرائيلي وحماس هذه الاتهامات.