الأربعاء 15 مايو 2024

نصائح للحفاظ على الأطفال في حالة حدوث الطلاق

الطلاق

تحقيقات24-8-2021 | 18:47

دنيا ممدوح

لا يوجد بيت أو أسرة لا تخلو من المشاكل، وفي كل أسرة مشاكل بين أفرادها، لكن ليس من الطبيعي أبدًا أن أي مُشكلة بسيطة تؤدي بين الزوجين للطلاق، إذ زادت في الآونة الأخيرة حالات الطلاق كثيرًا خاصًة بين الزوجين الذي بينهم أطفال، ولا يفكرون ولو لوهلة ما مصير هذه الأطفال في حالة حدوث الطلاق، بل كل شخص يرى المنفعة العائدة عليه هو فقط، والأطفال ليس لهم أي أهمية عندهم.

الاكتمال الطبيعي لأي أسرة

وقال الدكتور طه أبو الحسن أستاذ علم الاجتماع، إن الطفل في العموم يحتاج للعيش بين طرفين، هما الأب والأم، وفي كثير من الأحيان يحتاج لوجود الأجداد، لأن الاكتمال الطبيعي لأي أسرة هو وجود الزوجين والأبناء والأحفاد، والطفل أثناء تكوينه في هذه البيئة يكون طفلًا كاملًا في تكوينه النفسي والبدني.

وأضاف أستاذ علم الاجتماع في تصريح خاص لبوابة «دار الهلال»، أنه في حالة تفكك هذه البيئة وانحصار تربية الطفل على طرف واحد عادًة ما يكون الأب أو الأم أو أحد الأجداد، يكون له تأثير سلبي على الطفل، وهذا التأثير السلبي يختلف باختلاف عمر الطفل، فكلما قل عمر الطفل زاد التأثير السلبي للطلاق عليه، فالطفل الذي عمره سنتين، يتأثر أكثر من الطفل الذي عمره ست سنوات في حالة حدوث الطلاق.

 الرعايا مِن الأم الحاضنة

وأشار أن الطلاق في حالة وجود أطفال ذات عمر صغير يتطلب الرعايا مِن الأم الحاضنة، وبعد الطفل عن أمه ووجود امرأة أخرى هى التي تُلبي كل اِحتياجاته، فهذا يُفقد الطفل حنان أمه ويفقده جو أسري لم يتلقاه في أي مكان أخر خارج الأسرة، حتى إذ كانت جدته هي التي تقوم برعايته، وأيضًا لم تُلبي احتياجاته وترعاه مِثل أمه، فالأم هى المرأة المثالية لتربية الطفل.

وأكد أن في حالة تفكُك الأسرة، فإن أول من يتأثر بِذلك هو الطفل، لأن الطفل يحتاج لرعايا خاصة، يحتاج لأم تقوم بِالمُذاكرة له، وأب يكون سندا له وقت الأزمات، ويشجعه على الأفعال الحسنة الجيدة، وأن الطفل إذ أخطأ بالطبع يُعنف مِن قبل إحد الطرفين الأم أو الأب، ولكن الطرف الأخر يُدافع عن الطفل، ويُشعره بوجود سند له، وهذه الأفعال تُسمى (الطاقة المُرتدة)، وأن هذا بِالطلع يؤثر على الرعايا المادية.

خلافات الأم والأب

ونبه على أن في حالة وجود مشاكل بين الزوجين دائمًا أمام الطفل، ففي هذه الحالة يجب فصل الطفل عنهما، وأن تقوم الجد أو الجدة بِأخذه للعيش معهم، بعيدًا عن خلافات الأم والأب، وفي حالة عدم وجود الأجداد، ففي هذه الحالة، يتم التدخُل مِن قبل الدولة، وأن تأخذ الطفل في مكان يُسمى (دار الرعايا اللاحقة)، لفترة مُعينة، حتى أن يتم تأديب الزوجين، وحتى يوقفوا الخلافات بينهما أمام الطفل، حتى لا تتأثر نفسيته.

ووجه نداء للأب والأم الذين انفصلوا بِالفعل، مُشددا على سبب الاِنفصال، وأنهم لماذا لم يتذكروا لحظة جيدة بينهما، وأن بعد الطلاق في حالة زواج الأب والأم، فيجب النظر في مسألة مِن الذي يقوم بحضانة الطفل في هذه الحالة، وإذ كان زوج الأم على خُلق وسيعامل الأطفال مُعاملة حسنة، فلا يوجد مانِع من بقاء الأطفال مع الأم وزوجها، أما إذ كان زوج الأب قاسي على الأطفال، وكان الأب مُتزوج مِن زوجة صالحة، وستعامل الأطفال مُعاملة حسنة، فالأفضل أن تبقى الأطفال مع الأب وزوجته.


الطلاق له تأثيرًا سلبيًا على الأطفال

قال الدكتور حسن الخولي أستاذ علم الاجتماع، إن الطلاق له تأثيرًا سلبيًا على الأطفال، عادة ما يكونوا هُم الضحايا، وأن تربية الطفل داخل إطار أُسري مُتماسِك وسليم له تأثيرًا إيجابيًا على الطفل، على العكس تمامًا في حالة حدوث الطلاق وتفكُك الأسرة.

وأضاف الخولي في تصريح خاص لبوابة «دار الهلال»، أن تأثير الطلاق يختلف من طفل إلى أخر باختلاق العمر، وكُلما كان عمر الطفل أصغر كُلما كان تأثير الطلاق عليه أقوى وأشد، لكن بصفة عامة الطلاق له تأثير سلبي على الطفل، لأنه يؤثر على شخصيته ونفسيته ونموه النفسي وحياته المُستقبلية، وتؤثر على علاقاته الاِجتماعية مع الآخرين، خاصًة إذ كان أصدقائه يعيشون في جو أسري مُتماسك، وهو لا يعيش في نفس هذا الجو الأسري.

مشاكل الطلاق مُتعددة

وأشار أن مشاكل الطلاق مُتعددة وتظهر بوضوح في حالة احتياج إحدى الطرفين لرؤية طفله، ففي هذه الحالة، يكون إحدى الطرفين في حالة عِناد شديد مع الطرف الأخر، وعادًة ما يتم منع الطرف الأخر من زيارة أو مُشاهدة طفله والجلوس معه، وإذ حدث وتم الموافقة على اِلتقاء الطفل بأبيه أو أمه عادًة تتم هذه المُقابلة في أماكن غير لائقة للطفل، ولا يجب أن الطفل يذهب بِها.

وأكد أن في حالة وجود خلاقات مُستمِرة بين الزوجين أمام الطفل، يجب على الآباء أن يُسرِعوا بوقف هذه الخلافات، وفي حالة اشتداد هذه الخلافات ولا يوجد حل أخر لتوقفها غير الطلاق يجب أن يقوموا بإجراءات الطلاق، لكن ذلك في حالة الضرورة القصوى، وأن ليس هُناك حل أخر غير الطلاق، لأن الطلاق في الأساس فعل حلله الله ولكن جعله أبغض الحلال، فإذ كان هُناك حل أخر لإنهاء الخلافات بين الزوجين غير الطلاق، فالأفضل صرف فكرة الطلاق في هذه الحالة، لأن الطفل بحاجة للتربية بين أب وأم على توافق مع بعضهم البعض، موجها مجموعة من النصائح للأم والأب الذي تم انفصالهم بالفعل، وهي: تجنب العِناد بينهم، ويتفهموا أن أي تصرُف سيء من أحدهم للأخر قد يؤثر بِالضرورة على نفسية الطفل، وأن يتعاملوا بطريقة ودية على الأقل أمام الطفل، كي لا تتأثر نفسيته أكثر.