تبذل دول العالم جهودا مستمرة للسيطرة على جائحة كورونا، وهناك بعض الدراسات حول فكرة منح جرعة معززة من لقاح كورونا، حيث تستهدف تلك الجرعة توفير حماية أعلى في ظل ظهور سلالات جديدة من الفيروس أشد في الخطورة وعلى رأسها المتحور دلتا الذي يستم بكونه سريع الانتشار وشديد العدوى.

وأكد أطباء أن فكرة منح جرعة ثالثة من لقاح كورونا ولا يوجد دليل علمي يؤكد ضروريتها، وإن كان هناك بعض الدول التي أقرت منحها لمواطنيها، موضحين أن فاعلية لقاح كورونا تقل مع المتحور دلتا ومنح جرعة معززة من اللقاح يمكن أن يكون ضروريا لبعض الفئات الأولى وهي الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس وعلى رأسهم الأطقم الطبية.

وأعلنت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، استلام أول مليون جرعة من الإنتاج القومي للقاح (فاكسيرا_ سينوفاك)، المنتج محليًا، وفقا لاتفاقية التعاون بين شركة سينوفاك الصينية والشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات (فاكسيرا)، وتوزيعها على مراكز تلقي اللقاحات بمختلف محافظات الجمهورية.

فاعلية الجرعة الثالثة

وفي هذا السياق قال الدكتور أشرف عقبة، رئيس قسم الباطنة والمناعة بجامعة عين شمس، إن فكرة تطعيم المواطنين بالجرعة الثالثة المعززة من لقاح كورونا في الوقت الحالي هي أمر محل دراسة في الجهات البحثية في العالم، مضيفا أنه لا يوجد دراسات حتى الآن تؤكد ضرورة حصول المواطنين على الجرعة الثالثة من اللقاح لتوفير الوقاية الأكبر من الفيروس.

وأوضح في تصريح لبوابة دار الهلال أن مصر تسعى في الوقت الحالي لأن يحصل المواطنين على الجرعتين الأساسيتين من اللقاح في حالة اللقاحات ذات الجرعتين مثل اللقاح الصيني وأسترازينيكا، أو الجرعة الواحدة في حالة اللقاح جونسون آند جونسون، مضيفا أن مصر تولي اهتماما كبيرا بالفئات الأكثر عرضة للإصابة وخاصة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.

وأكد أن الوصول إلى هذه الفئات ضرورة لتطعيم أكبر عدد من المواطنين والوصول إلى الحماية المجتمعية من الجائحة، ويجب على جميع الفئات الأعلى من 18 عاما الإسراع في التسجيل للحصول على اللقاح لزيادة الوصول لأكبر قطاع ممكن وخلق المناعة المجتمعية في ظل الموجة الرابعة ووجود المتحور دلتا.

وأشار إلى أن الموجة الرابعة لكورونا في مصر ورصد إصابات بالمتحور دلتا تلزم أن يتم تشديد الالتزام بالإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامات وغيرها من سبل الوقاية من الفيروس لأن هذا المتحور مع الموجة الرابعة قد يتبعه تشديد الإجراءات في الفترة المقبلة، لذلك يجب على المواطنين حماية أنفسهم بالحصول على اللقاح والالتزام بالتدابير الاحترازية.

 

الفئات الأولى بالجرعة الثالثة

ومن جانبه، قال الدكتور إسلام عنان، خبير اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، إن هناك دراسات كثيرة تجرى حول منح الجرعة التعزيزية الثالثة من لقاح كورونا بعد الجرعة الثانية من اللقاحات ذات الجرعتين، أو الجرعة الثانية بعد لقاح جونسون آند جونسون ذو الجرعة الواحدة، مضيفا أن الدراسات الأمريكية توصلت إلى أهميته ذلك وافق البيت الأبيض على منح الجرعة الثالثة لكل البالغين الذين مر على تطعيمهم من الجرعة الثانية 8 أشهر.

وأكد عنان، في تصريح لبوابة دار الهلال، أن السبب في ذلك هو أن فعالية اللقاحات وُجدت أنها تقل ضد المتحور دلتا والأجسام المضادة داخل الجسم تقل فترة من 6 أشهر إلى 8 أشهر من الحصول على اللقاح، مضيفا أن الجرعة الثالثة تعطي حماية أعلى فإن كان لقاح فايزر يعطي حماية بنسبة 95% في الأصل يقل أمام متحور دلتا إلى 88%، وأسترازينيكا مع المتحور الدلتا أصبحت فاعليته 67%.

وأشار إلى أن اللقاحات أصبحت ذات تأثير أضعف أمام المتحور دلتا، لذلك فمنح الجرعة المعززة يعطي حماية أعلى، وتجري دراسة منح ثالثة من لقاح سينوفاك بسبب المتحور دلتا بعد 4 أسابيع من الجرعة الثانية أو بعد 6 أشهر، مضيفا أن اعتماد الجرعة الثالثة في العالم سيؤدي إلى نقص في اللقاحات بالنسبة للأشخاص الذين لم يحصلوا على اللقاح من الأساس.

وأوضح أن منظمة الصحة العالمية لذلك السبب اعترضت اعتراضا تاما على الجرعة الثالثة لأن ذلك سيحرم ملايين الأشخاص من الجرعة الأولى الأساسية لهم، ففي حالة اعتماد ذلك في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يعني حاجة العالم لنحو مليار جرعة على الأقل من أجل الجرعة الثالثة فقط فهذا سيؤدي لظلم كبير وسيحرم نحو مليون شخص من الجرعة الأساسية الأولى.

وأضاف أن القارة الأفريقية على سبيل المثال أقل من 2% من سكانها هم من حصلوا على التطعيمات، موضحا أنه في مصر قد يتم منح الجرعة الثالثة للفئات الأكثر خطورة وعرضة للإصابة بالفيروس وعلى رأسهم الأطقم الطبية لأنهم يتعرضون يوميا لحمل فيروسي، وهناك فئات أولى بالحصول على تلك الجرعة وهي الصفوف الأمامية من الأطقم الطبية وكبار السن ومن يعملون في دور المسنين بخلاف ذلك يجب توجيه تلك الجرعات إلى الأشخاص الذين لم يحصلوا على اللقاح من الأساس.