الأربعاء 29 مايو 2024

استشاري نفسي: 90% من الآباء يستخدمون أسلوب العنف باليد تجاه أبنائهم (خاص)

وليد هندي

أخبار25-8-2021 | 16:46

زينب محمد

قال الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية، إن من أنماط التنشئة الاجتماعية التي تؤدي للعنف ضرب الآباء للأبناء، إذ يعتقد الآباء أن الضرب التأديبي للأطفال يحسن من سلوكهم، لكنه اعتقاد خاطئ، مشيرا إلي وجود دراسة مصرية بينت أن 90% من الآباء يستخدمون أسلوب العنف باليد تجاه أبنائهم بواقعة 3 مرات أسبوعيًا حتى سن 5 سنوات، و60% من الآباء يضربون أبنائهم بالصفح على الوجه أو اليدين أو مؤخرة  الجسم، و20% يقمون بحمل الطفل من أحد أطرافه ورميه بقوه في أي مكان، و15% من الآباء يستخدمون العصا لمعاقبة الطفل، و10% من الآباء يقومون بقذف شيء ما تجاه الطفل.

وأضاف استشاري الصحة النفسية، في تصريح خاص لـ«دار الهلال»، أن  كل هذه  أساليب العنف تتسبب في اكتساب الطفل بسلوك عدواني، بالإضافة إلي عدم الضبط بالنفس، عدم تواصل حضاري مع الأخرين، وبالتالي يمكن أن يمارس العنف ضد الأخرين لأن الضرب التأديبي عملية صعبة للغاية، وخاصة إذا كان متكرر بشكل كبير مع الطفل؛ فيتسبب في إصابة الطفل بالسلوك العدواني، والعنف، ويكون الطفل ذو شخصية سيكوباتية.

** تأثير العنف الأسري على الطفل

وضح هندي في تصريح خاص لبوابة «دار الهلال»، أن الضرب التأديبي للأطفال ليس الوسيلة  المثلى لتعديل سلوك الطفل الغير مرغوب فيه، بل بالعكس يتسبب الضرب التأديبي في قيام الطفل بارتكاب الخطأ سرًا وليس جهرًا،  فالأفضل تعليم الطفل ضبط النفس من خلال المحاولة والخطأ، وتفسير أسباب رفض السلوك الذي قام به وجعله على دراية ببعض الأمور وليس الضرب، فالضرب التأديبي للطفل يعلم الطفل سلوك العصيان، وعدم التواصل الحضاري مع الأخرين، تدني مستوى احترام الذات، والشعور بالاكتئاب، بالإضافة إلي إصابة الطفل بالأذى غير المتوقع، مثل:  الثقب بطبله الأذن، ارتجاج في الدماغ، عمى، التهاب في المفاصل، تبول لا إرادي، كوابيس وأحلام مفزعة، خسارة الطفل لمهارة الابداع، تبلد حسي، فقدان ثقة بالنفس، الوفاه في بعض الأحيان.

وأكد أنه لا تقتصر الأثار السلبية للطفل في صغرة فقط فهناك تأثيرات سلبيه عليه في الكبر فقد يكون عنيف مع أولاده لاعتقاده أنه أسلوب التربية، أو قد يكون أب متساهل للغاية مع أولاده بسبب كره للعنف، وقد يصل بالأبن عندما يكبر ويكون قوي البنيه يستغل ضعف أبائه ويقوم هو باستخدام أساليب العنف ضدهم.

ونصح هندي الآباء بإعانة أبنائهم على برهم من خلال معاملته طيبة، بدون أي شكل من اشكال العنف الاسري، وعد م التسبب في شعور الطفل بالقهر، أو الخوف، أو الإحباط، أو الشعور بالتبعية وعدم القدرة على اتخاذ القرار، أو الشعور بالحزن والأسى.

وأوضح أهمية إبعاد الأطفال عن الأماكن التي يتعرضون فيها للعنف، على سبيل المثال: يمكن نقل الطفل إلى الخال أو الخالة أو العمة أو الجد وغيرهم من الأقارب المحببة إلى الطفل، كما أوصى بأخذ الطفل في نزهات، واللعب معهم، وقضاء أوقات سعيدة معهم؛ لمساعدتهم على التخلص من المشاعر الانفعالية الكامنة الناتجة من العنف الذي تعرض له الطفل، بجانب البعد عن مشاهدة الأفلام العنيفة، والألعاب التي تحس على العنف، بل يمارس ألعاب أخرى محببة إليه، وممارسة النشاط الزراعي في المنزل حتى لو كان بسيط، مثل: زراعة الحلبة؛ لأن ذلك يجعل الطفل يشعر بأريحية وشعور بالأمل عندما يروى الزرعة كل يوم، نشيد بيه ونعزز منه ليشعر بالثقة بالذات، نحمله مسئوليات ونجعله ينجح فيها، ولا ننسي أهمية تعلم الآباء أساليب التنشئة الاجتماعية، والبعد عن كل العادات السيئة التي تقوم على العنف في التربية.