بعث الله رسل وأنبياء كثيرة، ليهدي بهم البشرية ويدعوهم للإيمان بالله- سبحانه وتعالى- وحده، وكان لكل أمة رسول أو نبي، يهديهم ويدعوهم لعبادة الله والإيمان به، وكل نبي كان يُرسل كانت له معجزة، حتى يُصدقوه قومه ويؤمنه به، ومن هذه الأنبياء: نبي الله صالح، والذي كانت معجزته الناقة التي خرجت من الصحراء، ونوح -عليه السلام-، وكانت معجزته السفينة وهروبه من الطوفان، وعيسى -عليه السلام-، الذي كان يُحي الموتى، وهناك أنبياء ورسل كثيرة نعرف بعضهم والبعض الآخر لم نعرفهم، فقال الله تعالى«ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من  قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك»، وهناك مجموعة من الأنبياء التي ذكرها الله في كتابه الكريم، لقبهم الله بأولوا العزم من الرسل.

أولو العزم من الرسل:

هم خمسة أنبياء، اتسموا بالثبات والقوى، وهم : نوح -عليه السلام-، وعيسى ، وموسى كليم الله، وإبراهيم خليل الله، ونبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وذكرهم الله في كتابه«فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم»، وذكر الله لهم في القرآن الكريم بهذا اللقب، دليل على مكانتهم العظيمة، وتشريفهم.

سبب تسميتهم بأولوا العزم من الرسل:

سُمي الأنبياء الخمس بهذا اللقب لأنهم أكثر الأنبياء الذين تأذوا من قومهم، فكل نبي من هؤلاء الأنبياء تلقى آذى كثير من قومهم.

نوح عليه السلام

 نوح -عليه السلام- هو أطول الأنبياء عمرًا في دعوة قومه، ومكث ألف عامًا إلا خمسين يدعو قومه، فطول هذه المدة لم يمل من دعوة قومه، وأمره الله أن يبني سفينة، فقام بعملها وأرسل الله لهم طوفان أغرقهم جميعًا، عدا نوح وقومه الذين أمنوا به وبالله.

إبراهيم عليه السلام

هو خليل الله، وابتلاه الله مرتين، أول مرة حين رماه قومه في النار في بداية دعوته، وكان شديد الإيمان بالله، فأمر الله النار أن تكون باردة على إبراهيم ولا تحرقه، والمرة الثانية حيث اختبره الله في إيمانه، وأمره بأن يذبح أبنه إسماعيل، فقبل إبراهيم أمر الله، وطلب من إسماعيل أن يذبحه وكان ونعم الأبن المطيع والمؤمن بالله، ووافق على الفور على أمر الله ولكن الله فداه بكبشًا.

عيسى عليه السلام

عيسى -عليه السلام-، ابتلاه الله مرتين، مرة بقصة ولادته العجيبة، وأنه ولد بدون أب، والمرة الثانية، برحلة دعوة قومه للإيمان بالله، ومطاردة قومه له، ليقتلوا ويعذبوا، فرفعه الله إليه وهو الآن حي عند الله.

موسى عليه السلام

لقب بكليم الله، وهو عانى منذ طفولته، عند أمر فرعون بقتل كل الأطفال الذكور، حتى لا يرث أحد عرشه من بعده، وإلقاء أمه له في البحر، وصبره على آذي فرعون، وتكذيب قومه له.

النبي محمد صلى الله عليه وسلم

هو خاتم الأنبياء والمرسلين، ومن أكثر الأنبياء الذين تلقوا آذيه من قومهم، فكذبه قومه وأقرب الأشخاص له وهو عمه، وتحمل عذاب قريش ورميهم له بالحجارة، وأجبروا على الخروج من مكة التي كانت أرضه ومكان نشأته.