حث الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون والطبقة السياسية، على تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن، والتنفيذ السريع للإجراءات والاصلاحات اللازمة لإخراج لبنان من أزمته الحالية .
جاء ذلك في رسالة عاجلة نقلها سفير الاتحاد الأوروبي في لبنان رالف طراف للرئيس اللبناني ميشال عون خلال لقائها اليوم.
وأشار بوريل الى أن لبنان ينهار وخطر الاضطراب الاجتماعي فيه وعدم الاستقرار يزداد، معتبراً أنه على رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف أن يتفقا على تشكيل حكومة بشكل طارئ، من أجل مصلحة الشعب اللبناني.
واستعرض المساعدات التي قدمها الاتحاد للبنان طيلة السنوات الماضية، وعقب انفجار مرفأ بيروت، مؤكداً امكانية مناقشة تقديم حزمة أخرى من المساعدات بعد تشكيل الحكومة.
وقال سفير الاتحاد الأوروبي بلبنان رالف طراف الى الصحفيين عقب اللقاء أنه التقى اليوم برئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، واجتمعت مع عون وسيزور رئيس مجلس النواب نبيه بري حاملا رسالة عاجلة من الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.
وقال طراف أن الاتحاد الأوروبي يشعر بقلق بالغ حيال التدهور السريع للازمة الاقتصادية والمالية والأمنية والاجتماعية، حيث تعاني الدولة في قدرتها على تقديم الخدمات والامدادات الأساسية، كما ان اللبنانيين يعانون. وأضاف أن انفجار عكار مثال آخر على دفع الناس ثمن التقاعس السياسي،
داعيا أصحاب القرار الى تشكيل حكومة واتخاذ الإجراءات والإصلاحات الضرورية لاخراج لبنان من ازمته الحالية.
وأوضح أنه بمجرد تشكيل الحكومة، سيعيد الاتحاد الأوروبي اطلاق المفاوضات حول أولويات الشراكة مع لبنان، مؤكدا أن الاتحاد سينظر في حزمة مساعدات مالية، اذا تم وضع برنامج عمل مع صندوق النقد الدولي، مؤكدا الاستعداد لدعم العملية الانتخابية في 2022.
وأشار الى أن الاتحاد الأوروبي مستمر في تقديم مساعدات كبيرة للشعب اللبناني، لكن على أصحاب القرار اللبنانيين أيضا تحمل مسؤولياتهم مشددا: "ما عاد في وقت".
واستطرد طراف قلائلا إن الاتحاد الاوروبي يرى ان تواجد النازحين السوريين بأعداد كبيرة في لبنان، خلق اوضاعا صعبة جداً لهذا البلد، مؤكدا ان الحل الامثل للازمة التي فرضها وجود النازحين السوريين، هو في عودتهم الى بلدهم.
وعبر عن ثقة الاتحاد الأوروبي في أن النازحين يرغبون في العودة الى سوريا، عند توافر ظروف العودة الكريمة واللائقة، مشيرا إلى أن الاختلاف مع لبنان حول ما اذا كانت هذه الظروف قد اصبحت متوافرة بالفعل ام لا، ولكن هناك اتفاق حول هدف عودة النازحين الى بلدهم.
وحول الخروقات الاسرائيلية المتواصلة للاجواء والحدود اللبنانية، قال طراف إن الاتحاد يدعو دائما إلى احترام سيادة لبنان، مؤكدا القيام بكل ما هو ممكن من اجل تهدئة الوضع، لان آخر ما يمكن للبنان ان يتحمله الآن هو صراع عسكري مع اسرائيل، لانه لا يصب في مصلحة احد، لذلك يجب
التهدئة وايجاد طريقة لعودة الاستقرار.
وقال إنه اكثر قلقاً حالياً من الازمة الاقتصادية التي تتطلب اتخاذ قرارات صعبة جداً، معتبرا أن تشكيل الحكومة هو الخطوة الاولى فقط لمواجهة الازمة الاقتصادية