السحر من الأعمال التي حرمها الله، ووعد الساحرون والذين يعملون في السحر بنار جهنم وعذاب أليم، وجعل الله السحر من الكبائر، ونهى الله عن أي فعل أو عمل يأذي الآخرين، والسحر والأعمال من أشد الأفعال المؤذية للآخرين فقال- الله تعالى- «وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى»، وهذه الأعمال لم تقتصر على البشر فقط، بل أيضًا أمتدت لتصل للأنبياء والرسل، فالرسول صلَّ الله عليه وسلم تعرض للسحر من أحد اليهود المنافقين.

قصة الرسول مع السحر

لبيد ابن الأعصم خادم الرسول، ولأنه قريب من الرسول، أمره المشركون أن يأتي بمشط الرسول الذي كان به شعره، وبالفعل جلب لبيد المشط وأخذ شعر الرسول ووضعه في إناء به مياه، وأخذ يرتل أقاويل السحر وأخذ هذا السحر ودفنه أسفل صخرة، وبعدها شعر الرسول بألم في جسده، وكان يتخيل له أنه فعل أشياء وهو في الحقيقة لم يفعلها.

وهناك حديث للنبي -عليه الصلاة والسلام- الذي روته عائشة -رضي الله عنها-: «سَحَرَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَجُلٌ مِن بَنِي زُرَيْقٍ، يُقَالُ له لَبِيدُ بنُ الأعْصَمِ، حتَّى كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُخَيَّلُ إلَيْهِ أنَّه كانَ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وما فَعَلَهُ».

علاج الرسول من السحر

كان الرسول يتخيل أشياء لم تحدث، وكان يتخيل أنه فعل أشياء وهو لم يفعلها، فذات ليلة جاءه ملكان وقف واحد عند رأسه والآخر عند قدمه، وسأل أحد الملائكة الأخر على حالة الرسول، فرد عليه أنه غير بخير وأنه مُصاب بسحر، عمله له خادمه لبيد ابن الأعصم، وذكر الطريقة التي عمل بها السحر والمكان الذي دُفن فيه، فنزل جبريل على الرسول- صلى الله عليه وسلم- بالمعوذتين، وشفا بها الرسول- صلى الله عليه وسلم- وأخرج السحر من  أسفل الصخرة.