يعتبر حمام علي بك الفاري أمير اللواء السلطاني، أحد أشهر المعالم السياحية فى سوهاج، ويرتبط بالتاريخ الإسلامي، كما أن للسيدات نصيب فيه خاصة مع حالات الزفاف والخطوبة.
وأنشأ هذا الحمام علي بك الفقاري أمير اللواء السلطاني حاكم ولاية جرجا وما يتبعها وامير عربان هوارة تولي امارة جرجا سنة 1043هـ وظل بها الي ان توفي سنة 1063هـ... وكان هذا الأمير من الشخصيات البارزة في القرن السابع عشر الميلادي ... يعتبر هذا الحمام مثالا فريدا للحمامات بصعيد مصر فهو نموذجا للعمارة المدنية للآثار الإسلامية بجرجا .
أهمية الحمامات خلال التاريخ الإسلامي:
الحمام لم يكن فقط مكان للنظافة ولكنه لعب على مدي التاريخ الإسلامي دورا يتجاوز ما تأسس لأجله حيث انه كان بمثابة برلمان يتناقش فيه الناس أمور الدنيا ومشاكلها وكان أيضا مكانا للمؤامرات السياسة ،وان هذه المنشاة كان لها دورا اجتماعي وطبي وديني بارز حيث ان الدين الإسلامي حث المسلمين علي النظافة والطهارة ومنها أتت أهميته الدينية،انه كانت تعقد به الصفقات التجارية .
بينما لعب دورا هاما للمرأة من حيث التزيين والتجميل واستعادة الحيوية والرشاقة إضافة لدوره في مجال الخطبة فكانت الخاطبة تحرص علي الذهاب الي الحمامات لمشاهدة الفتيات وهن يستحممن لتصف العروسة المرتقبة .
كما كان يتم بها أيضا ختان الأطفال وإقامة الحفلات الخاصة بهذه المناسبة اما الغرض الطبي المستخدم من اجله فهو العلاج من الامراض الاتية (الروماتيزم الام المفاصل الجرب الهرش والحمي )... كان يساعد المستحم على خلع ملابسة ولبس الازار (المحزم) ولد يسمي (لاونجي) وهذه التسمية تحريف لكلمة (ليواني) او خادم الايوان
وصف الحمام
من حيث التخطيط العام فهو علي نمط الحمامات المملوكية حيث يفتح مدخله علي ممر صغير يؤدي الي المسلخ ثم الي ممر اخر يؤدي الي بيت أول يليه بيت الحرارة واشتمل علي العناصر والوحدات المعمارية المألوفة في الحمامات .
الوصف المعماري الدقيق للحمام
وقد يكون المدخل الي ممر طويل فرشت أرضيته ببلاطات من الحجر ويعلو هذا الممر سقف خشبي مسطح يوجد بصدره نافذه صغيره مستطيلة ثم ينكسر الممر في زاوية قائمة وينتهي الي المسلخ.
والمسلخ: هو عبارة عن مساحة مربعة علي جوانبه مصاطب مرتفعة ليستريح عليها المستحمين ويلاحظ ان المصطبة التي في الجهة الغربية مخصصة (لمعلم الحمام) الذي يستقبل المستحمين اما المصاطب الثلاثة في الجوانب الثلاثة الأخرى فعلي كل منها حجاب خشبي ويعلو المصاطب سقف خشبي مسطح ويتوسط مساحة المسلخ فسقية مثمنة المسقط مبنية بالأجر وملبسة بالرخام ويعلو الفسقية سقف خشبي متوسطة شخشيخة مثمنة الشكل أيضا وفي نهاية المصطبة التي يجلس عليها (معلم الحمام) سلم يصعد الي سطح الحمام يجاور هذه المصطبة فتحت باب تؤدي الي دهليز فرشت ارضيته بالرخام الملون ويعلوه قبو تتخلله فتحات صغيره للتهوية والاضاءة وعلي يمين الداخل في الدهليز فتحة باب تؤدي الي المرحاض ثم ينتهي الدهليز الي (بيت أول).
بيت أول: هو عبارة عن ايوان به مقعد مرتفع مربع وحوض من الرخام ويعلوه قبو به فتحات للتهوية والاضاءة ويوجد بهذه الغرفة باب صغير يؤدي الي بيت الحرارة.
بيت الحرارة: هو عبارة عن أربعة اواوين صغيرة يتوسطها فسقية مثمنة من الرخام تغطيها قبة تتخللها فتحات او ثقوب للاضاءة مغشاة بالزجاج الملون وبصدركل ايوان مسطبة يتوسطها حوض
يلاحظ ان الارضيات مفروشة بالرخام الملون اما الجوانب الأربعة الأخرى المحصورة بين الاواوين فتؤدي الي مغطسين وبعض الخلاوي الجانبية والمغطس الأول تؤدي اليه فتحة لباب محصورة بين الايوانين الأول والثاني علي يمين الداخل الي بيت الحرارة وترتفع أرضية خلوة المغطس عن مستوي أرضية بيت الحرارة
ويصعد اليها بثلاث درجات ويتوسط حوض المغطس أرضية الخلوة وهو ذو مسقط مربع ينخفض الي مستوي يخفي ثلاثة ارباع جسم الشخص المستحم , ويعلو الخلوة قبو به فتحات صغيرة للاضاءة ويزود المغطس بالماء الساخن عن طريق أنبوب علوي واخر سفلي لتصريف الماء وارضية المغطس مفروشة بالرخام , اما المغطس الثاني فيشغل الخلوة المحصورة بين فتحتي الايوانين الثاني والثالث ويصعد اليه أيضا عن طريق درج مكون من ثلاث درجات وهو يشبه سابقه جميلة.