تحل اليوم 27 أغسطس ذكرى ميلاد فيلسوف المثالية جورج هيجل، ويعد هيجل واحدًا من الفلاسفة الألمان، الذين صاروا على نحو فلسفة الجمال والتمثل بالفضيلة والأخلاق.

 

ولد هيجل في مدينة شوتجارت الألمانية لعائلة بروسية (نسبة إلى بروسيا) تنتمي إلى البورجوازية الصغيرة، وكان والده موظفاً في الدولة البروسية، ودخل هيجل المدرسة في سن الثالثة، وحين دخل "المدرسة اللاتينية" في سن الخامسة كان بالفعل يعرف الأبجدية اللاتينية التي سبق أن علمته أمه إياها، في سن السادسة التحق بمدرسة متقدمة في شتوتجارت، في فترة المراهقة كان هيجل قارئا نهمًا، وكان ينسخ مقاطع طويلة مما يقرأ، من الكتاب الذين كان يقرأ لهم: الشاعر فريدريش جوتليب كلوبشتوك وكتاب عصر التنوير مثل إفرايم ليسينج، وكانت أطروحة هيغل للتخرج من الثانوية بعنوان "حالة ركود الفن والمعرفة في تركيا".

 

اعتبرت الفلسفة الهيجلية في أواخر القرن الثامن عشر أن الميزة الأساسية للإنسان هي "الوعي بالذات".

 

وكانت هذه السمة "تجعله قادرا على الارتداد إلى ذاته، وهي نفسها جوهر الفكر الذي يعني الإنعكاس أو الإرتداد"، استعمل هيجل مفهوم "الوعي" لتأسيس فلسفة شمولية للتاريخ الذي هو المنتوج الأهم للعقل الإنساني، وبناء على ذلك فإن تاريخ العالم من وجهة نظر هيجل هو صراع من جانب الروح لتصل إلى مرحلة الوعي الذاتي وهي المرحلة التي تكون فيها حرة عندما تسيطر على العالم.

 

أمَّا عن فلسفة هيجل.. فيقول هو عن نفسه إنَّ فلسفته عبارة عن امتداد لما سبقها من الفلسفات السابقة وليست نشوءًا جديدًا وقد احتوت الفلسفات السابقة كلها، فهو يمثل تفسير لما أراد أن يفسره الفلاسفة الذين سبقوه ولم يستطيعوا أن يقوموا بذلك أو لم تسنح الفرصة في خوض التجربة الإنسانية لتفسير ذلك.

 

رحل هيجل عن عالمنا بعدما أصيب بمرض الكوليرا، ففي شهر أغسطس من عام 1831 اجتاحت الكوليرا برلين فغادر هيجل المدينة إلى مكان يدعى "كروزبرج"، وساءت حالته الصحية وكان نادرا ما يخرج من مسكنه، بدأ العام الدراسي الجديد في أكتوبر، فعاد هيجل إلى برلين، وكان يظن أن وباء الكوليرا قد اختفى من المدينة، وفي 14 نوفمبر عام 1831 مات هيجل متأثرًا بهذا الوباء.