الخميس 2 مايو 2024

تفجير كابل.. صفعة أخيرة قبل الخروج!

مقالات27-8-2021 | 22:45

جمهورى من بدأ الحرب الأمريكية فى أفغانستان (بوش جونيور)، وجمهورى من أنهاها (دونالد ترامب) وإن لم يمهله الوقت لتنفيذ قراره ليكمل خطة الانسحاب جون بايدن الرئيس الأمريكى الحالى.

عشرون سنة كان يخالها الأمريكيون ستكون نزهة أو ربما لعبة من ألعاب الفيديوجيم بطلها لن يهزم بينما يصرع كل أعدائه وحده بتكلفة تجاوزت النصف تريليون دولار، دخول غامض وخروج غامض وسنوات ضائعة ليس من عمر بلد مازال محلك سر بداية، من بنيته التحتية نهاية بجيشه الذى فر سريعا من معركة خاسرة أخيرة أمام طالبان التى يبدو أنها تهيأت وتحضرت وتزودت طيلة سنوات مضت سياسيا وعسكريا، بل سنوات ضائعة من أجيال حاولت جاهدة تصديق خرافة تفجير البرجين بأيدى بن لادن ومعاونيه، طالبان الجاهزة اليوم سياسيا وعسكريا تتمسك وبشدة بالولاء لفكرة وجود الكيان الطالبانى لدولة وخلافة إسلامية بدايتها محاربة الكفرة السوفيت وتستمر لمحاربة الكفرة الأفغان ومن يوالونهم من الأمريكيين طيلة الوجود الأمريكى على الأراضى الأفغانية، وحتى بعد الخروج الكبير لأمريكا وحلف الناتو والذى لم يكتمل بعد.

 

يأتى تفجير كابل المزدوج بعد أخبار ملأت مسامع الدنيا عن موعده لدى المخابرات البريطانية والامريكية قبل التنفيذ بيوم ونصف لتتوقف عمليات الأجلاء تنتظر تنفيذ التفجير!

ورغم أن التفجير لم يكن مخفيا بل وسبقته مهلة ليست بالقليلة يتم ويخلف وراءه العشرات من القتلى والجرحى يصيب القوات الأمريكية وبواقى كبريائها فى مقتل مجددا وكأن الخروج من أفغانستان واعتلاء طالبان الحكم ليس كافيا وحده بل ينقصه تلك الصفعة على الصدغ الأمريكى التى ربما تناساها وقت خروجه من فيتنام فى السبعينيات من القرن الماضي!

لتفجير كابل قبل يومين عدة سيناريوهات البعض تبنى السيناريو الأسهل وهو تفجير بتدبير أمريكى حتى تسحب أمريكا نفسها سريعا ولكن هل من الممكن أن يزيد بايدن من احراجه أمام العالم والأهم أمام صحافته ومن كانوا يوالونه منهم قبل اعتلاء طالبان للحكم فى أفغانستان!

ثلاثة عشر نعشا ستعود إلى أمريكا لجنود قضوا نحبهم فى التفجير وحسب الروايات الروسية فالتفجير ناجم عن تدمير الأمريكان لذخائرها هناك!

ولكن لماذا لم تنتظر القوات الأمريكية حتى يومها الأخير المحدد بـ 31 أغسطس هل كانت بحاجة لهذه العجلة وهذه الخسائر بين قواتها فى هذا التوقيت الحساس من حكم بايدن الذى لم يكمل عامه الأول ليرسم خيبة أمل على وجه العالم كله الذى شاهد اليأس يملأ قلوب الملايين من الأفغان ليجدوا الموت تحت عجلات طائرات دول حلف الناتو أهون من الموت تحت أقدام طالبان!

السيناريو الثانى هو أن التفجير يأتى بعملية انتحارية أعلن عنها تنظيم ولاية خراسان الذى تشمل سيطرة أجزاء من أفغانستان وباكستان وإيران واسيا الوسطى، وإن صحت الرواية فهذا التنظيم الداعشى المنشق عن طالبان فى الأصل سيكون البعبع القادم لطالبان وربما الحجة الجاهزة لكثير من الأحداث المقبلة ليس فى أفغانستان وحدها بل فى المنطقة كلها!

السيناريو الأخير التفجير بيد طالبان نفسها وإن كان هذا هو أضعف السيناريوهات لأن التنظيم وإن أراد خروج قوات الناتو فى موعد حدده إلا أن تشبثه بقراره لا يستدعى إذلاله هو الآخر أمام العالم يريد إظهار قوته وسيطرته فى أول تحدٍ حقيقي له، وإن فرضنا أن التنظيم لن يهتم بعدد قتلاه الذى يقدر بالعشرات قضوا فى التفجير، فالمؤكد أن يهمه هو خلق هذه الصورة للسلام الزائف والهدوء على الأراضى الأفغانية.

Dr.Randa
Dr.Radwa