منذ اللحظة الأولى لانطلاق عهد الرئيس السيسى قرر أن يعيد الأمة العربية إلى وحدتها وأمنها واستقرارها، ويدعم الدول العربية التى عانت ويلات الصراعات والحروب والانقسامات الداخلية، ويؤكد مراراً وتكراراً أهمية تقوية وبناء الدولة الوطنية ومؤسساتها لمواجهة التحديات والتهديدات.
فلم يتأخر الرئيس عن تقديم الدعم غير المحدود للأشقاء فى العراق والسودان ولبنان وليبيا.. وهو أيضاً الذى يعتبر ويؤكد أن الأمن القومى المصرى جزء لا يتجزأ من الأمن القومى العربي.. والعربى الخليجي.. وتجسد مشاركة الرئيس السيسى فى مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة أسمى معانى التضامن والتكاتف العربى من أجل استعادة العراق لدوره الفاعل فى أمته ومحيطه الإقليمي، وأيضاً رسمت كلمة الرئيس السيسى فى المؤتمر ملامح رؤية وخارطة طريق لبناء العراق الجديد.. وكل الدول الساعية لطى صفحات الحروب والصراعات والتدخل فى الشئون الداخلية والانقسامات التى لم تجلب سوى الدمار والخراب وغياب الأمن والاستقرار والسلام.
نحن أمام خارطة طريق ورؤية شاملة.. أعلنها الرئيس فى كلمته أمام مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة.. لترسيخ الأمن والسلام والاستقرار.. وبناء وتقوية واستعادة الدولة الوطنية.. وبناء الدول والأوطان.
السيسى .. ودعم العراق
مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، تجسد رسالة مهمة للغاية وتأكيداً لدعم مصر للعراق بلا حدود.. وإرادة مصرية قوية لاستعادة العراق من جديد لحضنه العربى ودوره الإقليمى كدولة عربية شقيقة هى مهد الحضارات، غنى بموارده البشرية والطبيعية، ويحظى بموقع استراتيجى فريد بين العالم، ويؤثر على أمن واستقرار المنطقة.. وعودة العراق الآمن المستقر، هى نقطة انطلاق للمنطقة المضطربة إلى الاستقرار والسلام.
الحقيقة أن مشاركة الرئيس السيسى فى مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، الذى حظى بحضور رفيع المستوي، هى أن مصر تتعامل بالأفعال لا بالأقوال.. وتجسد عمق وشرف سياستها لتحقيق التكاتف والتضامن العربى وإعادة اللُّحمة العربية وتصفية وتنقية الأجواء لمواجهة أخطر التحديات والتهديدات التى تواجه الأمة.
الرئيس السيسى أشاد بما تحقق فى العراق خلال تولى الدكتور مصطفى الكاظمى رئاسة الوزراء العراقية من القضاء على الإرهاب، ودحر تنظيم داعش الإرهابي.. ومصر لديها الإرادة السياسية الفاعلة فى استعادة العراق ودوره الإقليمي، وبناء العراق الجديد الذى يرتكز على التعاون والشراكة مع دول الجوار والأشقاء والأصدقاء،.. وأن يكون العراق للعراقيين، وأن يتحول هذا التنوع العراقى إلى نقطة قوة، لا سبباً للضعف والانقسام والتشرذم.
منذ اللحظة الأولى أعلنت «مصرــ السيسي» دعمها القوى والشامل والمطلق لعودة العراق وأمنه واستقراره.. وتنميته وإعادة إعماره على أسس السلم والأمن وتحقيق تطلعات العراقيين فى حياة أفضل ترتكز على الاستقرار.
العلاقات الثنائية «المصريةــ العراقية»، شهدت فى عهد الرئيس السيسى تطوراً كبيراً وصل إلى حد الشراكة.. وهناك مشروعات عملاقة بين البلدين، سواء فى الإطار الثنائى أو الثلاثى «مصر والعراق والأردن»..
الدولة المصرية تبسط يدها وتفتح قلبها للأشقاء فى العراق.. وتضع لهم خارطة طريق نحو استعادة العراق، مُغلفة بروح وجوهر ومضمون التجربة المصرية.. من خلال الأهمية القصوى لتقوية الدولة الوطنية ومؤسساتها بما لديها من قدرة على التصدي.. والاضطلاع بمهامها فى صون أمن واستقرار العراق وحماية مقدرات شعبه ووحدة أراضيه.
الحقيقة نحن أمام عراق جديد لديه إرادة قوية ورؤية صادقة فى طى صفحات الماضي.. وفتح صفحات وتاريخ جديد ليتسنى له أن يكون العراق نقطة انطلاق لأمن واستقرار جيرانه.. وعنصراً فاعلاً ومساهماً فى أمن المنطقة.. لينهى عقوداً من تصدير الأزمات والتوترات.. أصبح لدى العراق قناعة صادقة وكاملة بأن طريق الحروب والأزمات لن يحقق إلا الخراب والدمار ومعاناة الشعوب وانهيار الأوطان.. فالعراق أصبح يطمح فى استعادة دوره الريادى بالمنطقة من خلال استلهام مبادئ الأمن والسلم والتعاون والرغبة فى تعزيز المشتركات.
العراق الجديد أيضاً يرفض بشكل قاطع وهو تحول تاريخي، استخدام أراضيه كساحة للصراعات الإقليمية والدولية أو منطلقاً للاعتداء على جيرانه من أى جهة.
العراق بانعقاد مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة أصبح لديه طموح فى التعاون والدعم من كل الأصدقاء والجيران من خلال وضع المدن العراقية على طريق الإصلاح والتطوير والتنمية المستدامة والبناء والاستثمار مع جيران وأصدقاء العراق فى كل دول العالم.
العراق الجديد يعول على مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة فى تحقيق شراكات اقتصادية كبرى مع جيرانه وأصدقائه فى كل العالم ومساهماً فى أمن واستقرار ورخاء المنطقة من خلال تكامل اقتصادى يستند على المشتركات التاريخية والجغرافية والثقافية.
هناك مفهوم جديد للعلاقات الخارجية العراقية يقوم على أساس التعاون والتضامن والتفاهم المشترك والعلاقات الأخوية والمصالح المشتركة.
مشاركة وحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، هى رسالة مهمة وقوية.. كما قلت.. تؤكد دعماً مطلقاً لعودة العراق.. ووقوف مصر قلباً وقالباً مع الشعب العراقي، إيماناً من مصر بأن العراق ركيزة مهمة فى تقدم الأمة وأمنها القومى وأيضاً فى استعادة الأمن والاستقرار لمنطقة عانت ومازالت اضطرابات وتهديدات خطيرة، بالإضافة إلى تسخير قدرات وإمكانيات وخبرات مصر لدعم الأشقاء فى مشروع الوطن الهادف إلى بناء وتقوية الدولة الوطنية ومؤسساتها، وأيضاً إطلاق أكبر عملية للتنمية المستدامة لإعادة إعمار العراق بمشاركة الأشقاء والأصدقاء وفى مقدمتهم مصر، هذا من ناحية.. أما من الناحية الأخرى فقد جاءت كلمة الرئيس السيسى لتجسد وبحق خارطة طريق لاستعادة الدول وبنائها وبلوغ أهدافها فى الأمن والاستقرار والتنمية من خلال رؤية تحقق قوة الداخل، وأيضاً بناء علاقات دولية أساسها الاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية، وأيضاً الشراكة والتعاون لصالح تحقيق أحلام وتطلعات الشعوب.
الحقيقة.. وكما قلت فى مقالات سابقة.. إن مصر بدأت مشوار وطريق بناء الدولة الحديثة والقوية القادرة من خلال رؤية ثاقبة، ومسار عبقري، شمل بناء غير مسبوق فى الداخل، وعلاقات دولية متوهجة فى إطار الاحترام المتبادل، أفضت فى النهاية إلى دور وثقل ومكانة مصرية متوهجة ومرموقة.
تضمنت كلمة الرئيس مجموعة من الرسائل المهمة التى تشكل خارطة طريق لبناء العراق الجديد، وأيضاً تعكس الثوابت المصرية ليس فى العراق فقط، ولكن فى كل دول العالم كالتالي:
أولا: إن مصر تقف سنداً ودعماً لجهود الحكومة العراقية نحو تقوية الدولة الوطنية ومؤسساتها بما يمكنها من الاضطلاع بمهامها فى صون أمن واستقرار العراق، وحماية مقدرات شعبه، ووحدة أراضيه.. ولعل مفهوم الدول الوطنية هو مفهوم مصرى أكد عليه الرئيس السيسى مراراً وتكراراً على مدار 7 سنوات، سواء فى الحفاظ على الدولة الوطنية أو تقويتها أو إعادة بنائها، لأنها السبيل الوحيد لمواجهة ودرء التحديات والتهديدات والمخاطر وحماية الشعب وصون مقدراته.
ثانيا: إن مصر ترفض التدخلات الخارجية فى شئون العراق والاعتداءات على أراضيه، وتدعو مختلف القوى إلى احترام سيادة العراق وخيارات شعبه.. وهو ما تطالب به مصر دوماً، ليس فى العراق فحسب، ولكن أيضاً ليبيا وسوريا وأى دولة عربية.. وهو مبدأ وسياسة مصرية عامة.
ثالثا: أكد الرئيس السيسى على مبادئ وثوابت مصر فى العلاقات الدولية من خلال حُسن الجوار، وعدم الاعتداء والاحترام المتبادل لسيادة الدول والامتناع غير المشروط عن التدخل فى شئونها الداخلية والتوقف عن سياسة فرض الأمر الواقع باستخدام القوة العسكرية والمادية، وعدم توفير ملاذات آمنة أو أى شكل من أشكال الدعم للجماعات الإرهابية والمتطرفة، أو نقل عناصرها من دول إلى أخرى.. وهى مبادئ رسَّختها مصر على مدار الـ7 سنوات.
رابعا: إيمان مصر وقيادتها السياسية بأن العراق، إحدى قلاع العروبة، ومراكز الحضارة فى العالمين العربى والإسلامى وأهمية استعادة دوره وأمنه واستقراره، وبناء الشراكات فى كافة المجالات، سواء على الصعيد «المصرى العراقي»، أو «المصرى العراقى الأردني» فى الإطار الإقليمى الأوسع.
خامسا: إن نجاح العراق فى القضاء على الإرهاب ودحر مشروع داعش الظلامي.. والحفاظ على وحدة العراق وأمنه ونسيجه الوطني، خطوة مهمة على طريق تحقيق الأمن والاستقرار، تنطلق من خلالها عمليات الإصلاح الاقتصادى على كافة المستويات وبمختلف القطاعات، وهو ما يعكس رؤية وإرادة عراقية لإحداث نقلة نوعية.
سادسا: هناك إرادة مصرية ودعم مطلق ومساندة قوية لدعم الحكومة العراقية فى جميع جهودها الرامية لتحقيق استقرار العراق واستعادة مكانته التاريخية ودوره العربى والإقليمى الفاعل، وترسيخ موقعه فى العالم العربي.. ومن هذا المنطلق جاءت آلية التعاون الثلاثى بين مصر والعراق والأردن لترجمة الإرادة السياسية إلى واقع ملموس، وهو ما نراه الآن من جهود مصرية لدعم العراق فى نموذج واقعى للتعاون والشراكة، وبناء المستقبل لكافة الشعوب العربية وشعوب المنطقة كافة، وإصرار مصر وحرصها على تنفيذ كافة المشروعات المشتركة بين الدول الثلاث الشقيقة.
الحقيقة أن كل يوم يؤكد الرئيس السيسى شرف السياسة المصرية وعلاقاتها الدولية مع الأشقاء والأصدقاء وكل دول العالم، فمصر لا تقول.. ولكن على الدوام تفعل وتنفذ.. فهى النموذج والقدوة والتضامن والتكاتف العربي، الآخذ بيد الأشقاء إلى الأمن والاستقرار والبناء وتقوية الدولة الوطنية.. ودعم اللُّحمة العربية فى مواجهة أخطر التحديات والتهديدات.
الحقيقة أيضاً أننا أمام قائد عظيم هو الرئيس السيسي، رسم للمنطقة خارطة طريق ورؤية تعتمد على الصدق والشرف والأفعال، للخروج بها من النفق المظلم من الحروب والصراعات والنزاعات والأطماع، ومحاولات فرض سياسات الأمر الواقع التى لا تتفق مع مقررات الشرعية الدولية.. خارطة السيسى للنجاة والعبور بالمنطقة إلى الأمن والسلام والاستقرار ترتكز على الاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، أو انتهاك سيادة الدول.. وترسيخ إطار التعاون والشراكة والحوار والحلول السلمية للصراعات وعلاقات حسن الجوار وعدم التهديد أو العدوان.. وكل ذلك يشكل ملامح رؤية مصرية للوصول إلى منطقة يسودها الأمن والاستقرار والسلام.. فمصر التى تأخذ بيد الأشقاء فى ليبيا وفلسطين.. هى نفسها مَن تقدم الدعم غير المحدود للأشقاء فى العراق.. إن مصر القوية القادرة تتحدث بلغة السلام والبناء والتعمير والخير لكل شعوب المنطقة.. خاصة أن المنطقة عانت ويلات الصراعات، ولم تجن أى عائد من الحروب سوى التدمير والخراب واستنزاف الموارد والثروات.
أثق أن هناك عراقاً جديداً، تتشكل ملامحه، يطوى صفحات الماضى من حروب وصراعات وتمزق وانهيار أمني.. إلى مشارف بناء القوة والقدرة وتنمية الدولة الوطنية.. وتحقيق انطلاقة تنموية، تلبى تطلعات العراقيين، ونفتح أبوابها للاستثمار والمشروعات والعلاقات الاقتصادية مع دول الجوار من الأشقاء والأصدقاء ودول المنطقة والعالم.
تحيا مصر