الثلاثاء 21 مايو 2024

من‭ ‬آن‭ ‬لآخر


عبد الرازق توفيق

مقالات29-8-2021 | 12:17

عبد الرازق توفيق

منذ‭ ‬اللحظة‭ ‬الأولى‭ ‬لانطلاق‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬قرر‭ ‬أن‭ ‬يعيد‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬إلى‭ ‬وحدتها‭ ‬وأمنها‭ ‬واستقرارها،‭ ‬ويدعم‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬التى‭ ‬عانت‭ ‬ويلات‭ ‬الصراعات‭ ‬والحروب‭ ‬والانقسامات‭ ‬الداخلية،‭ ‬ويؤكد‭ ‬مراراً‭ ‬وتكراراً‭ ‬أهمية‭ ‬تقوية‭ ‬وبناء‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات.

‬فلم‭ ‬يتأخر‭ ‬الرئيس‭ ‬عن‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬غير‭ ‬المحدود‭ ‬للأشقاء‭ ‬فى‭ ‬العراق‭ ‬والسودان‭ ‬ولبنان‭ ‬وليبيا‭.. ‬وهو‭ ‬أيضاً‭ ‬الذى‭ ‬يعتبر‭ ‬ويؤكد‭ ‬أن‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصرى‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬العربي‭.. ‬والعربى‭ ‬الخليجي‭.. ‬وتجسد‭ ‬مشاركة‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬فى‭ ‬مؤتمر‭ ‬بغداد‭ ‬للتعاون‭ ‬والشراكة‭ ‬أسمى‭ ‬معانى‭ ‬التضامن‭ ‬والتكاتف‭ ‬العربى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استعادة‭ ‬العراق‭ ‬لدوره‭ ‬الفاعل‭ ‬فى‭ ‬أمته‭ ‬ومحيطه‭ ‬الإقليمي،‭ ‬وأيضاً‭ ‬رسمت‭ ‬كلمة‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬فى‭ ‬المؤتمر‭ ‬ملامح‭ ‬رؤية‭ ‬وخارطة‭ ‬طريق‭ ‬لبناء‭ ‬العراق‭ ‬الجديد‭.. ‬وكل‭ ‬الدول‭ ‬الساعية‭ ‬لطى‭ ‬صفحات‭ ‬الحروب‭ ‬والصراعات‭ ‬والتدخل‭ ‬فى‭ ‬الشئون‭ ‬الداخلية‭ ‬والانقسامات‭ ‬التى‭ ‬لم‭ ‬تجلب‭ ‬سوى‭ ‬الدمار‭ ‬والخراب‭ ‬وغياب‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والسلام‭.‬

نحن‭ ‬أمام‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬ورؤية‭ ‬شاملة‭.. ‬أعلنها‭ ‬الرئيس‭ ‬فى‭ ‬كلمته‭ ‬أمام‭ ‬مؤتمر‭ ‬بغداد‭ ‬للتعاون‭ ‬والشراكة‭.. ‬لترسيخ‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬والاستقرار‭.. ‬وبناء‭ ‬وتقوية‭ ‬واستعادة‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭.. ‬وبناء‭ ‬الدول‭ ‬والأوطان‭.‬

السيسى‭ .. ‬ودعم‭ ‬العراق

مشاركة‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬فى‭ ‬مؤتمر‭ ‬بغداد‭ ‬للتعاون‭ ‬والشراكة،‭ ‬تجسد‭ ‬رسالة‭ ‬مهمة‭ ‬للغاية‭ ‬وتأكيداً‭ ‬لدعم‭ ‬مصر‭ ‬للعراق‭ ‬بلا‭ ‬حدود‭.. ‬وإرادة‭ ‬مصرية‭ ‬قوية‭ ‬لاستعادة‭ ‬العراق‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬لحضنه‭ ‬العربى‭ ‬ودوره‭ ‬الإقليمى‭ ‬كدولة‭ ‬عربية‭ ‬شقيقة‭ ‬هى‭ ‬مهد‭ ‬الحضارات،‭ ‬غنى‭ ‬بموارده‭ ‬البشرية‭ ‬والطبيعية،‭ ‬ويحظى‭ ‬بموقع‭ ‬استراتيجى‭ ‬فريد‭ ‬بين‭ ‬العالم،‭ ‬ويؤثر‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة‭.. ‬وعودة‭ ‬العراق‭ ‬الآمن‭ ‬المستقر،‭ ‬هى‭ ‬نقطة‭ ‬انطلاق‭ ‬للمنطقة‭ ‬المضطربة‭ ‬إلى‭ ‬الاستقرار‭ ‬والسلام‭.‬

الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬مشاركة‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬فى‭ ‬مؤتمر‭ ‬بغداد‭ ‬للتعاون‭ ‬والشراكة،‭ ‬الذى‭ ‬حظى‭ ‬بحضور‭ ‬رفيع‭ ‬المستوي،‭ ‬هى‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬تتعامل‭ ‬بالأفعال‭ ‬لا‭ ‬بالأقوال‭.. ‬وتجسد‭ ‬عمق‭ ‬وشرف‭ ‬سياستها‭ ‬لتحقيق‭ ‬التكاتف‭ ‬والتضامن‭ ‬العربى‭ ‬وإعادة‭ ‬اللُّحمة‭ ‬العربية‭ ‬وتصفية‭ ‬وتنقية‭ ‬الأجواء‭ ‬لمواجهة‭ ‬أخطر‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬الأمة‭.‬
الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬أشاد‭ ‬بما‭ ‬تحقق‭ ‬فى‭ ‬العراق‭ ‬خلال‭ ‬تولى‭ ‬الدكتور‭ ‬مصطفى‭ ‬الكاظمى‭ ‬رئاسة‭ ‬الوزراء‭ ‬العراقية‭ ‬من‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الإرهاب،‭ ‬ودحر‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش‭ ‬الإرهابي‭.. ‬ومصر‭ ‬لديها‭ ‬الإرادة‭ ‬السياسية‭ ‬الفاعلة‭ ‬فى‭ ‬استعادة‭ ‬العراق‭ ‬ودوره‭ ‬الإقليمي،‭ ‬وبناء‭ ‬العراق‭ ‬الجديد‭ ‬الذى‭ ‬يرتكز‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬والشراكة‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬والأشقاء‭ ‬والأصدقاء،‭.. ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬العراق‭ ‬للعراقيين،‭ ‬وأن‭ ‬يتحول‭ ‬هذا‭ ‬التنوع‭ ‬العراقى‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬قوة،‭ ‬لا‭ ‬سبباً‭ ‬للضعف‭ ‬والانقسام‭ ‬والتشرذم‭.‬

منذ‭ ‬اللحظة‭ ‬الأولى‭ ‬أعلنت‭ ‬‮«‬مصرــ‭ ‬السيسي‮»‬‭ ‬دعمها‭ ‬القوى‭ ‬والشامل‭ ‬والمطلق‭ ‬لعودة‭ ‬العراق‭ ‬وأمنه‭ ‬واستقراره‭.. ‬وتنميته‭ ‬وإعادة‭ ‬إعماره‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬السلم‭ ‬والأمن‭ ‬وتحقيق‭ ‬تطلعات‭ ‬العراقيين‭ ‬فى‭ ‬حياة‭ ‬أفضل‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬الاستقرار‭.‬

العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬‮«‬المصريةــ‭ ‬العراقية‮»‬،‭ ‬شهدت‭ ‬فى‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬تطوراً‭ ‬كبيراً‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬الشراكة‭.. ‬وهناك‭ ‬مشروعات‭ ‬عملاقة‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬الإطار‭ ‬الثنائى‭ ‬أو‭ ‬الثلاثى‭ ‬‮«‬مصر‭ ‬والعراق‭ ‬والأردن‮»‬‭.‬.

الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬تبسط‭ ‬يدها‭ ‬وتفتح‭ ‬قلبها‭ ‬للأشقاء‭ ‬فى‭ ‬العراق‭.. ‬وتضع‭ ‬لهم‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬نحو‭ ‬استعادة‭ ‬العراق،‭ ‬مُغلفة‭ ‬بروح‭ ‬وجوهر‭ ‬ومضمون‭ ‬التجربة‭ ‬المصرية‭.. ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الأهمية‭ ‬القصوى‭ ‬لتقوية‭ ‬الدولة‭  ‬الوطنية‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬بما‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬التصدي‭.. ‬والاضطلاع‭ ‬بمهامها‭ ‬فى‭ ‬صون‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬العراق‭ ‬وحماية‭ ‬مقدرات‭ ‬شعبه‭ ‬ووحدة‭ ‬أراضيه‭.‬

الحقيقة‭ ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬عراق‭ ‬جديد‭ ‬لديه‭ ‬إرادة‭ ‬قوية‭ ‬ورؤية‭ ‬صادقة‭ ‬فى‭ ‬طى‭ ‬صفحات‭ ‬الماضي‭.. ‬وفتح‭ ‬صفحات‭ ‬وتاريخ‭ ‬جديد‭ ‬ليتسنى‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬العراق‭ ‬نقطة‭ ‬انطلاق‭ ‬لأمن‭ ‬واستقرار‭ ‬جيرانه‭.. ‬وعنصراً‭ ‬فاعلاً‭ ‬ومساهماً‭ ‬فى‭ ‬أمن‭ ‬المنطقة‭.. ‬لينهى‭ ‬عقوداً‭ ‬من‭ ‬تصدير‭ ‬الأزمات‭ ‬والتوترات‭.. ‬أصبح‭ ‬لدى‭ ‬العراق‭ ‬قناعة‭ ‬صادقة‭ ‬وكاملة‭ ‬بأن‭ ‬طريق‭ ‬الحروب‭ ‬والأزمات‭ ‬لن‭ ‬يحقق‭ ‬إلا‭ ‬الخراب‭ ‬والدمار‭ ‬ومعاناة‭ ‬الشعوب‭ ‬وانهيار‭ ‬الأوطان‭.. ‬فالعراق‭ ‬أصبح‭ ‬يطمح‭ ‬فى‭ ‬استعادة‭ ‬دوره‭ ‬الريادى‭ ‬بالمنطقة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استلهام‭ ‬مبادئ‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬والتعاون‭ ‬والرغبة‭ ‬فى‭ ‬تعزيز‭ ‬المشتركات‭.‬

العراق‭ ‬الجديد‭ ‬أيضاً‭ ‬يرفض‭ ‬بشكل‭ ‬قاطع‭ ‬وهو‭ ‬تحول‭ ‬تاريخي،‭ ‬استخدام‭ ‬أراضيه‭ ‬كساحة‭ ‬للصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬أو‭ ‬منطلقاً‭ ‬للاعتداء‭ ‬على‭ ‬جيرانه‭ ‬من‭ ‬أى‭ ‬جهة‭.‬
العراق‭ ‬بانعقاد‭ ‬مؤتمر‭ ‬بغداد‭ ‬للتعاون‭ ‬والشراكة‭ ‬أصبح‭ ‬لديه‭ ‬طموح‭ ‬فى‭ ‬التعاون‭ ‬والدعم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الأصدقاء‭ ‬والجيران‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وضع‭ ‬المدن‭ ‬العراقية‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتطوير‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬والبناء‭ ‬والاستثمار‭ ‬مع‭ ‬جيران‭ ‬وأصدقاء‭ ‬العراق‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.‬

العراق‭ ‬الجديد‭ ‬يعول‭ ‬على‭ ‬مؤتمر‭ ‬بغداد‭ ‬للتعاون‭ ‬والشراكة‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬شراكات‭ ‬اقتصادية‭ ‬كبرى‭ ‬مع‭ ‬جيرانه‭ ‬وأصدقائه‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬العالم‭ ‬ومساهماً‭ ‬فى‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬ورخاء‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تكامل‭ ‬اقتصادى‭ ‬يستند‭ ‬على‭ ‬المشتركات‭ ‬التاريخية‭ ‬والجغرافية‭ ‬والثقافية‭.‬

هناك‭ ‬مفهوم‭ ‬جديد‭ ‬للعلاقات‭ ‬الخارجية‭ ‬العراقية‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬التعاون‭ ‬والتضامن‭ ‬والتفاهم‭ ‬المشترك‭ ‬والعلاقات‭ ‬الأخوية‭ ‬والمصالح‭ ‬المشتركة‭.‬

مشاركة‭ ‬وحضور‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬مؤتمر‭ ‬بغداد‭ ‬للتعاون‭ ‬والشراكة،‭ ‬هى‭ ‬رسالة‭ ‬مهمة‭ ‬وقوية‭.. ‬كما‭ ‬قلت‭.. ‬تؤكد‭ ‬دعماً‭ ‬مطلقاً‭ ‬لعودة‭ ‬العراق‭.. ‬ووقوف‭ ‬مصر‭ ‬قلباً‭ ‬وقالباً‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬العراقي،‭ ‬إيماناً‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬بأن‭ ‬العراق‭ ‬ركيزة‭ ‬مهمة‭ ‬فى‭ ‬تقدم‭ ‬الأمة‭ ‬وأمنها‭ ‬القومى‭ ‬وأيضاً‭ ‬فى‭ ‬استعادة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬لمنطقة‭ ‬عانت‭ ‬ومازالت‭ ‬اضطرابات‭ ‬وتهديدات‭ ‬خطيرة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تسخير‭ ‬قدرات‭ ‬وإمكانيات‭ ‬وخبرات‭ ‬مصر‭ ‬لدعم‭ ‬الأشقاء‭ ‬فى‭ ‬مشروع‭ ‬الوطن‭ ‬الهادف‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬وتقوية‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬ومؤسساتها،‭ ‬وأيضاً‭ ‬إطلاق‭ ‬أكبر‭ ‬عملية‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬لإعادة‭ ‬إعمار‭ ‬العراق‭ ‬بمشاركة‭ ‬الأشقاء‭ ‬والأصدقاء‭ ‬وفى‭ ‬مقدمتهم‭ ‬مصر،‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬ناحية‭.. ‬أما‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الأخرى‭ ‬فقد‭ ‬جاءت‭ ‬كلمة‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬لتجسد‭ ‬وبحق‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬لاستعادة‭ ‬الدول‭ ‬وبنائها‭ ‬وبلوغ‭ ‬أهدافها‭ ‬فى‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والتنمية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رؤية‭ ‬تحقق‭ ‬قوة‭ ‬الداخل،‭ ‬وأيضاً‭ ‬بناء‭ ‬علاقات‭ ‬دولية‭ ‬أساسها‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬فى‭ ‬الشئون‭ ‬الداخلية،‭ ‬وأيضاً‭ ‬الشراكة‭ ‬والتعاون‭ ‬لصالح‭ ‬تحقيق‭ ‬أحلام‭ ‬وتطلعات‭ ‬الشعوب‭.‬

الحقيقة‭.. ‬وكما‭ ‬قلت‭ ‬فى‭ ‬مقالات‭ ‬سابقة‭.. ‬إن‭ ‬مصر‭ ‬بدأت‭ ‬مشوار‭ ‬وطريق‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة‭ ‬والقوية‭ ‬القادرة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رؤية‭ ‬ثاقبة،‭ ‬ومسار‭ ‬عبقري،‭ ‬شمل‭ ‬بناء‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬فى‭ ‬الداخل،‭ ‬وعلاقات‭ ‬دولية‭ ‬متوهجة‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل،‭ ‬أفضت‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬إلى‭ ‬دور‭ ‬وثقل‭ ‬ومكانة‭ ‬مصرية‭ ‬متوهجة‭ ‬ومرموقة‭.‬
تضمنت‭ ‬كلمة‭ ‬الرئيس‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الرسائل‭ ‬المهمة‭ ‬التى‭ ‬تشكل‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬لبناء‭ ‬العراق‭ ‬الجديد،‭ ‬وأيضاً‭ ‬تعكس‭ ‬الثوابت‭ ‬المصرية‭ ‬ليس‭ ‬فى‭ ‬العراق‭ ‬فقط،‭ ‬ولكن‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬كالتالي‭:‬

أولا:‬‭ ‬إن‭ ‬مصر‭ ‬تقف‭ ‬سنداً‭ ‬ودعماً‭ ‬لجهود‭ ‬الحكومة‭ ‬العراقية‭ ‬نحو‭ ‬تقوية‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬بما‭ ‬يمكنها‭ ‬من‭ ‬الاضطلاع‭ ‬بمهامها‭ ‬فى‭ ‬صون‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬العراق،‭ ‬وحماية‭ ‬مقدرات‭ ‬شعبه،‭ ‬ووحدة‭ ‬أراضيه‭.. ‬ولعل‭ ‬مفهوم‭ ‬الدول‭ ‬الوطنية‭ ‬هو‭ ‬مفهوم‭ ‬مصرى‭ ‬أكد‭ ‬عليه‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬مراراً‭ ‬وتكراراً‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬7‭ ‬سنوات،‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬أو‭ ‬تقويتها‭ ‬أو‭ ‬إعادة‭ ‬بنائها،‭ ‬لأنها‭ ‬السبيل‭ ‬الوحيد‭ ‬لمواجهة‭ ‬ودرء‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬والمخاطر‭ ‬وحماية‭ ‬الشعب‭ ‬وصون‭ ‬مقدراته‭.‬

ثانيا: ‬إن‭ ‬مصر‭ ‬ترفض‭ ‬التدخلات‭ ‬الخارجية‭ ‬فى‭ ‬شئون‭ ‬العراق‭ ‬والاعتداءات‭ ‬على‭ ‬أراضيه،‭ ‬وتدعو‭ ‬مختلف‭ ‬القوى‭ ‬إلى‭ ‬احترام‭ ‬سيادة‭ ‬العراق‭ ‬وخيارات‭ ‬شعبه‭.. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تطالب‭ ‬به‭ ‬مصر‭ ‬دوماً،‭ ‬ليس‭ ‬فى‭ ‬العراق‭ ‬فحسب،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضاً‭ ‬ليبيا‭ ‬وسوريا‭ ‬وأى‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭.. ‬وهو‭ ‬مبدأ‭ ‬وسياسة‭ ‬مصرية‭ ‬عامة‭.‬

ثالثا: ‬أكد‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬وثوابت‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حُسن‭ ‬الجوار،‭ ‬وعدم‭ ‬الاعتداء‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬لسيادة‭ ‬الدول‭ ‬والامتناع‭ ‬غير‭ ‬المشروط‭ ‬عن‭ ‬التدخل‭ ‬فى‭ ‬شئونها‭ ‬الداخلية‭ ‬والتوقف‭ ‬عن‭ ‬سياسة‭ ‬فرض‭ ‬الأمر‭ ‬الواقع‭ ‬باستخدام‭ ‬القوة‭ ‬العسكرية‭ ‬والمادية،‭ ‬وعدم‭ ‬توفير‭ ‬ملاذات‭ ‬آمنة‭ ‬أو‭ ‬أى‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬الدعم‭ ‬للجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬والمتطرفة،‭ ‬أو‭ ‬نقل‭ ‬عناصرها‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‭.. ‬وهى‭ ‬مبادئ‭ ‬رسَّختها‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الـ7‭ ‬سنوات‭.‬

رابعا: ‬إيمان‭ ‬مصر‭ ‬وقيادتها‭ ‬السياسية‭ ‬بأن‭ ‬العراق،‭ ‬إحدى‭ ‬قلاع‭ ‬العروبة،‭ ‬ومراكز‭ ‬الحضارة‭ ‬فى‭ ‬العالمين‭ ‬العربى‭ ‬والإسلامى‭ ‬وأهمية‭ ‬استعادة‭ ‬دوره‭ ‬وأمنه‭ ‬واستقراره،‭ ‬وبناء‭ ‬الشراكات‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬المجالات،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬‮«‬المصرى‭ ‬العراقي‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬‮«‬المصرى‭ ‬العراقى‭ ‬الأردني‮»‬‭ ‬فى‭ ‬الإطار‭ ‬الإقليمى‭ ‬الأوسع‭.‬

خامسا:‬‭ ‬إن‭ ‬نجاح‭ ‬العراق‭ ‬فى‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‭ ‬ودحر‭ ‬مشروع‭ ‬داعش‭ ‬الظلامي‭.. ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬العراق‭ ‬وأمنه‭ ‬ونسيجه‭ ‬الوطني،‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬عمليات‭ ‬الإصلاح‭ ‬الاقتصادى‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المستويات‭ ‬وبمختلف‭ ‬القطاعات،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬رؤية‭ ‬وإرادة‭ ‬عراقية‭ ‬لإحداث‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭.‬

سادسا: ‬هناك‭ ‬إرادة‭ ‬مصرية‭ ‬ودعم‭ ‬مطلق‭ ‬ومساندة‭ ‬قوية‭ ‬لدعم‭ ‬الحكومة‭ ‬العراقية‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬جهودها‭ ‬الرامية‭ ‬لتحقيق‭ ‬استقرار‭ ‬العراق‭ ‬واستعادة‭ ‬مكانته‭ ‬التاريخية‭ ‬ودوره‭ ‬العربى‭ ‬والإقليمى‭ ‬الفاعل،‭ ‬وترسيخ‭ ‬موقعه‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭.. ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬جاءت‭ ‬آلية‭ ‬التعاون‭ ‬الثلاثى‭ ‬بين‭ ‬مصر‭ ‬والعراق‭ ‬والأردن‭ ‬لترجمة‭ ‬الإرادة‭ ‬السياسية‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬ملموس،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬مصرية‭ ‬لدعم‭ ‬العراق‭ ‬فى‭ ‬نموذج‭ ‬واقعى‭ ‬للتعاون‭ ‬والشراكة،‭ ‬وبناء‭ ‬المستقبل‭ ‬لكافة‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬وشعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬كافة،‭ ‬وإصرار‭ ‬مصر‭ ‬وحرصها‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬كافة‭ ‬المشروعات‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الثلاث‭ ‬الشقيقة‭.‬

الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬يؤكد‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬شرف‭ ‬السياسة‭ ‬المصرية‭ ‬وعلاقاتها‭ ‬الدولية‭ ‬مع‭ ‬الأشقاء‭ ‬والأصدقاء‭ ‬وكل‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬فمصر‭ ‬لا‭ ‬تقول‭.. ‬ولكن‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬تفعل‭ ‬وتنفذ‭.. ‬فهى‭ ‬النموذج‭ ‬والقدوة‭ ‬والتضامن‭ ‬والتكاتف‭ ‬العربي،‭ ‬الآخذ‭ ‬بيد‭ ‬الأشقاء‭ ‬إلى‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والبناء‭ ‬وتقوية‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭.. ‬ودعم‭ ‬اللُّحمة‭ ‬العربية‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬أخطر‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭.‬

الحقيقة‭ ‬أيضاً‭ ‬أننا‭ ‬أمام‭ ‬قائد‭ ‬عظيم‭ ‬هو‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي،‭ ‬رسم‭ ‬للمنطقة‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬ورؤية‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الصدق‭ ‬والشرف‭ ‬والأفعال،‭ ‬للخروج‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬النفق‭ ‬المظلم‭ ‬من‭ ‬الحروب‭ ‬والصراعات‭ ‬والنزاعات‭ ‬والأطماع،‭ ‬ومحاولات‭ ‬فرض‭ ‬سياسات‭ ‬الأمر‭ ‬الواقع‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تتفق‭ ‬مع‭ ‬مقررات‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭.. ‬خارطة‭ ‬السيسى‭ ‬للنجاة‭ ‬والعبور‭ ‬بالمنطقة‭ ‬إلى‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬فى‭ ‬الشئون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول،‭ ‬أو‭ ‬انتهاك‭ ‬سيادة‭ ‬الدول‭.. ‬وترسيخ‭ ‬إطار‭ ‬التعاون‭ ‬والشراكة‭ ‬والحوار‭ ‬والحلول‭ ‬السلمية‭ ‬للصراعات‭ ‬وعلاقات‭ ‬حسن‭ ‬الجوار‭ ‬وعدم‭ ‬التهديد‭ ‬أو‭ ‬العدوان‭.. ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬يشكل‭ ‬ملامح‭ ‬رؤية‭ ‬مصرية‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬يسودها‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والسلام‭.. ‬فمصر‭ ‬التى‭ ‬تأخذ‭ ‬بيد‭ ‬الأشقاء‭ ‬فى‭ ‬ليبيا‭ ‬وفلسطين‭.. ‬هى‭ ‬نفسها‭ ‬مَن‭ ‬تقدم‭ ‬الدعم‭ ‬غير‭ ‬المحدود‭ ‬للأشقاء‭ ‬فى‭ ‬العراق‭.. ‬إن‭ ‬مصر‭ ‬القوية‭ ‬القادرة‭ ‬تتحدث‭ ‬بلغة‭ ‬السلام‭ ‬والبناء‭ ‬والتعمير‭ ‬والخير‭ ‬لكل‭ ‬شعوب‭ ‬المنطقة‭.. ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬عانت‭ ‬ويلات‭ ‬الصراعات،‭ ‬ولم‭ ‬تجن‭ ‬أى‭ ‬عائد‭ ‬من‭ ‬الحروب‭ ‬سوى‭ ‬التدمير‭ ‬والخراب‭ ‬واستنزاف‭ ‬الموارد‭ ‬والثروات‭.‬

أثق‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عراقاً‭ ‬جديداً،‭ ‬تتشكل‭ ‬ملامحه،‭ ‬يطوى‭ ‬صفحات‭ ‬الماضى‭ ‬من‭ ‬حروب‭ ‬وصراعات‭ ‬وتمزق‭ ‬وانهيار‭ ‬أمني‭.. ‬إلى‭ ‬مشارف‭ ‬بناء‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬وتنمية‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭.. ‬وتحقيق‭ ‬انطلاقة‭ ‬تنموية،‭ ‬تلبى‭ ‬تطلعات‭ ‬العراقيين،‭ ‬ونفتح‭ ‬أبوابها‭ ‬للاستثمار‭ ‬والمشروعات‭ ‬والعلاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬من‭ ‬الأشقاء‭ ‬والأصدقاء‭ ‬ودول‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭.‬

تحيا مصر