دعا البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، جميع القادة السياسيين والروحيين للمساعدة في تخطي هذه المرحلة ومنع أي إجراء يؤثر على الوِحدة الوطنية في لبنان، حيث أنها تعيش أياما حرجة في ظل أجواء مشحونة لا تحتمل مزيدًا من التشنج وفتح معارك جانبية.
وأكد الراعي - في عظته الأسبوعية اليوم الأحد - ضرورة البقاء في لبنان، موضحًا أنه يتفهم دواعي التفكير بالهجرة المؤقتة في ظل الفَقرِ والبطالة وضيق المعيشية، معتبرًا أن الهِجرة هي أخطر نزف يتعرض له المجتمع، مشيرًا إلى أن البلاد في حالة حرب والبقاء هو أساس الإنقاذ.
وقال: "إن لبنان بحاجة إلى مصالحات وعى الأخص بين المسؤولين وبينهم وبين الشعب وبينهم وبين السياسة"، معتبرًا أن المواطنين اللبنانيين ناقمين على كل السياسيين لأنهم ما زالوا منشغلين بما وصفه بـ"التافه" من الحصص والحسابات، فيما الشعب متروك فريسة الجوع والقهر والفقر والإذلال والهجرة على حد وصفه.
وأضاف أن الشعب ناقم على السياسيين لأنهم يعطلون المتوفر من الحلول السياسية والاقتصادية والمالية والتربوية والمعيشية، ولا يريدون أن يتصالحوا مع شعبهم، وذلك في إشارة لتعطيل تشكيل حكومة جديدة لمدة تزيد على العام منذ استقالة حكومة الدكتور حسان دياب في 10 أغسطس العام الماضي.
وأوضح أن المسئولين والسياسيين يصمون آذانهم عن سماع الذين ينصحون ويرجون التوقف عن سياسة التدمير الذاتي للبلاد، والإسراع في تشكيل حكومة إنقاذية تكون بمستوى التحديات، حيادية غير حزبية وغير فئوية، تتألّف من ذوي كفاءات عالية تثير أسماؤهم الارتياح والأمل بحكومة ناجحة.
وأكد أن المداهمات التي قامت بها الأجهزة الأمنية أخيرًا على مستودعات المحروقات ومخازن الأدوية ومخابئ الأغذية، تكشف أن الفساد ليس محصورًا في الطبقة السياسية بل هو منتشر في المجتمع اللبناني.
وشدد على تشجيع الأجهزة الأمنية على توسيع مداهماتها لتشمل جميع المحتكرين ومنع التهريب، داعيا القضاء اللبناني إلى ملاحقة المحتكرين والمهربين بعيدًا عن الضغوط السياسية والطائفية والمذهبية.