قالت الصحيفة الباكستانية "إكسبريس تريبيون" اليوم الأحد إنه منذ سقوط كابول وخضوعها لسيطرة حركة طالبان تنخرط باكستان بهدوء مع الأطراف المعنية الرئيسية على المستويين الإقليمي والدولي برسالة مفادها أنه لا ينبغي ترك أفغانستان بمفردها ويجب منح فرصة للحكومة الأفغانية القادمة التي من المحتمل أن تقودها حركة طالبان.
وصرح مسؤولون مطلعون للصحيفة بأن هناك وجهة نظر مدروسة بين صانعي السياسة في باكستان مفادها أن المجتمع الدولي يجب ألا يحكم مسبقا على طالبان.
وذكرت الصحيفة الباكستانية أن هذه هي الرسالة التي حملها وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي خلال جولته الأخيرة التي شملت زيارة أربع دول هي طاجيكستان وأوزبكستان وتركمانستان وإيران، ومن المرجح أن يقوم بزيارات أكثر إلى الدول التي لها مصالح في مستقبل أفغانستان.
إلا أن المسؤولين قالوا إنه بينما كانت باكستان تدعو إلى دعم النظام الجديد في أفغانستان فإن هذا لا يعني أنها لم تطلب من طالبان الأفغانية تشكيل حكومة شاملة وموسعة، وأضاف المسؤولون أن طالبان أعطت حتى الآن إشارات إيجابية.
ويعتقد مسؤول باكستاني كبير أنه قبل أي اعتراف دولي تحتاج طالبان إلى قبول محلي.
وأكد قريشي في بيان يوم السبت أن باكستان على اتصال بقيادة طالبان الأفغانية للمضي قدما، مشيرا إلى أن طالبان أعطت إشارات إيجابية ويجب على العالم أن يشجعهم، كما حث المجتمع الدولي على تجنب تكرار أخطاء الماضي وعدم ترك أفغانستان وشأنها وقال "إذا تُركت أفغانستان بمفردها فسيكون ذلك كارثة على الجميع"، مشددا على ضرورة البقاء على اتصال معها.
وأشارت الصحيفة كذلك إلى أنه في الآونة الأخيرة سعى رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان أيضا للحصول على دعم العالم لحركة طالبان الأفغانية، وقال "إن طالبان تفعل بالضبط ما كان العالم يطلبه ووعدت باحترام حقوق الإنسان والمرأة ووافقت على حكومة شاملة وعدم السماح باستخدام الأراضي الأفغانية مرة أخرى من قبل الإرهابيين".
ومنذ أن استولت حركة طالبان الأفغانية على كابول جمدت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى جميع المساعدات المالية، الأمر الذي من شأنه أن يجعل من الصعب للغاية على الحكومة القادمة إدارة شؤون البلاد، ومع ذلك تأمل باكستان أن تكون هذه الخطوة مؤقتة وعندما تتشكل الحكومة الأفغانية سيعيد المجتمع الدولي النظر في استراتيجيته تجاهها.