الأربعاء 8 مايو 2024

نداء السيسي: خلوا‭ ‬بالكم‭ ‬من‭ ‬بلادكم‭ ..‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬النجاة‭ ‬والعبور‭ ‬للمستقبل

مقالات29-8-2021 | 21:18

     وصايا‭ ‬أمينة‭ ‬وشريفة،‭ ‬يتحدث‭ ‬بها‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬للشعوب‭ ‬العربية،‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬أوطانهم‭ ‬وبنائها‭.. ‬تشكل‭ ‬رؤية‭ ‬شاملة‭ ‬لحماية‭ ‬الدول.. ‬ وجاء‭ ‬حديث‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬للشعب‭ ‬العراقى‭ ‬الشقيق‭ ‬وافياً‭ ‬وشافياً‭ ‬وكافياً‭.. ‬ليعبروا‭ ‬بالعراق‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان،‭ ‬والاستقرار‭ ‬والبناء‭ ‬والرخاء‭.. ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬يتحدث‭ ‬بلسان‭ ‬الحكمة،‭ ‬عن‭ ‬تجربة‭ ‬وواقع‭ ‬عاشته‭ ‬مصر،‭ ‬وانتصرت‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات،‭ ‬وصنعت‭ ‬بقيادة‭ ‬حكيمة‭ ‬وشعب‭ ‬تحدى‭ ‬الصعاب،‭ ‬أمجاداً‭ ‬ومعجزات‭ ‬تنموية‭ ‬وعمرانية‭.. ‬بَنَتْ‭ ‬قلاع‭ ‬القدرة‭ ‬الشاملة‭ ‬والمؤثرة‭.. ‬حديث‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬للعراقيين‭ ‬هو‭ ‬بمثابة‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬ورؤية‭ ‬ثاقبة‭.. ‬ليعود‭ ‬العراق‭ ‬قوياً‭ ‬قادراً‭.. ‬ملبياً‭ ‬لتطلعات‭ ‬وطموحات‭ ‬شعبه‭ ‬فى‭ ‬حياة‭ ‬آمنة‭ ‬مستقرة‭ ‬كريمة‭.‬

حديث‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬للعراقيين‭ ‬أمس‭ ‬الأول،‭ ‬ومن‭ ‬قبل‭ ‬لكافة‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭: ‬خلوا‭ ‬بالكم‭ ‬من‭ ‬بلادكم‭.. ‬يجسد‭ ‬رؤية‭ ‬ثاقبة‭ ‬وعقيدة‭ ‬شريفة،‭ ‬وبلسان‭ ‬تجربة‭ ‬عصرية‭ ‬مبهرة‭.. ‬فوصايا‭ ‬الرئيس‭ ‬للعراقيين‭ ‬تمثل‭ ‬دستور‭ ‬حياة‭ ‬وقراءة‭ ‬عبقرية‭ ‬للماضى‭ ‬والتاريخ‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأوطان،‭ ‬وبناء‭ ‬الدول‭ ‬لاستعادة‭ ‬أمجاد‭ ‬الأمة‭ ‬التى‭ ‬تمتلك‭ ‬أسباب‭ ‬الخلود‭ ‬والتقدم‭.‬

لم‭ ‬أستطع‭ ‬مقاومة‭ ‬الكتابة‭ ‬عن‭ ‬حديث‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬للشعب‭ ‬العراقي‭.. ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬أعتبره‭ ‬موجهاً‭ ‬للعراقيين‭ ‬فحسب‭.. ‬ولكن‭ ‬لكل‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭.. ‬وعلى‭ ‬الأخص‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭.. ‬فهو‭ ‬الوصفة‭ ‬السحرية‭ ‬للحفاظ‭ ‬وبناء‭ ‬الأوطان‭.‬
حديث‭ ‬الرئيس‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأوطان‭ ‬والبلدان‭.. ‬يتكرر‭ ‬دوماً،‭ ‬يتضمن‭ ‬خطوات‭ ‬ومبادئ‭ ‬تُجسِّد‭ ‬ركائز‭ ‬قوية‭ ‬لبناء‭ ‬الدول،‭ ‬وأعتبره‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬لكل‭ ‬الشعوب‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬الوطن‭ ‬القوى‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬حمايتهم‭ ‬وتحقيق‭ ‬تطلعاتهم‭.‬
قبل‭ ‬الخوض‭ ‬فى‭ ‬تفاصيل‭ ‬حديث‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬للشعب‭ ‬العراقى‭ ‬الذى‭ ‬تكرر‭ ‬مرات‭ ‬ومرات‭ ‬لشعوب‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نصائح‭ ‬أمينة‭ ‬وشريفة‭ ‬ومخلصة،‭ ‬جاءت‭ ‬نتاج‭ ‬الحكمة‭ ‬والقراءة‭ ‬العبقرية‭ ‬للتاريخ‭ ‬وإدراك‭ ‬الحقيقة‭ ‬الراسخة‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬التهديدات‭ ‬والمؤامرات‭ ‬والمخططات‭.. ‬والخطوات‭ ‬والإجراءات‭ ‬والقواعد‭ ‬النموذجية‭ ‬للحفاظ‭ ‬وبناء‭ ‬الدول‭.. ‬قبل‭ ‬الخوض‭ ‬فى‭ ‬تفاصيل‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي‭.. ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬أذكر‭ ‬ما‭ ‬شاهدته‭ ‬وسمعته‭ ‬خلال‭ ‬وجودى‭ ‬فى‭ ‬قناة‭ ‬الإخبارية‭ ‬العراقية،‭ ‬ضيفاً‭ ‬لمدة‭ ‬ساعة‭ ‬على‭ ‬الهواء‭ ‬فى‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬المحايد‮»‬‭.. ‬وجدت‭ ‬سعادة‭ ‬غامرة‭ ‬بحديث‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬للعراقيين‭.. ‬وفخراً‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي‭.. ‬وأيضاً‭ ‬سعادة‭ ‬غامرة‭ ‬بمحبة‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬للعراق‭ ‬وشعبه،‭ ‬ودعمه‭ ‬غير‭ ‬المحدود‭.. ‬ووجوده‭ ‬لمرتين‭ ‬متتاليتين‭ ‬فى‭ ‬بغداد‭ ‬فى‭ ‬وقت‭ ‬قصير‭.. ‬هذه‭ ‬الكلمات‭ ‬والتقدير‭ ‬والمحبة‭ ‬العراقية‭ ‬للرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬أشعرتنى‭ ‬بالفخر،‭ ‬وحظيت‭ ‬بحفاوة،‭ ‬وشعرت‭ ‬بتقدير‭ ‬لمصر‭ ‬قيادة‭ ‬وشعباً‭.. ‬إنها‭ ‬القيادة‭ ‬المصرية‭ ‬الحكيمة‭ ‬التى‭ ‬صنعت‭ ‬لمصر‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الحب‭ ‬الجارف‭ ‬فى‭ ‬قلوب‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية،‭ ‬والتى‭ ‬تحاول‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬والخيانة‭ ‬النيل‭ ‬منه‭ ‬بالأكاذيب‭ ‬والشائعات‭ ‬والتشويه‭.. ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬يريدونه‭ ‬مجرد‭ ‬أضغاث‭ ‬أحلام‭.‬

أعود‭ ‬لحديث‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬للشعب‭ ‬العراقي،‭ ‬ولشعوب‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬مراراً‭ ‬وتكراراً‭.. ‬ولشعوب‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬زياراته‭ ‬ولقاءاته،‭ ‬يوصى‭ ‬الشعوب‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬أوطانها‭.. ‬ولا‭ ‬أنسى‭ ‬كلمة‭ ‬ومقولة‭ ‬الرئيس‭: ‬‮«‬خلوا‭ ‬بالكم‭ ‬من‭ ‬بلادكم‭.. ‬وخُدوا‭ ‬بالكم‭ ‬من‭ ‬أوطانكم‭.. ‬وحافظوا‭ ‬على‭ ‬دولكم‮»‬‭.‬

الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬وجَّه‭ ‬حديثه‭ ‬للشعب‭ ‬العراقى‭ ‬قائلاً‭: ‬‮«‬أيها‭ ‬الشعب‭ ‬العراقى‭ ‬العظيم‭.. ‬أنتم‭ ‬أمة‭ ‬عريقة‭ ‬ذات‭ ‬مكانة‭ ‬وحضارة‭ ‬وتاريخ،‭ ‬ولديكم‭ ‬تنوع‭ ‬وتعداد‭ ‬وتعدد،‭ ‬وأعتبره‭ ‬ثراءً‭ ‬عظيماً‭.. ‬ندائى‭ ‬وحديثى‭ ‬إليكم‭: ‬حافظوا‭ ‬على‭ ‬بلادكم‭.. ‬ابنوا‭ ‬وعمَّروا،‭ ‬وتعاونوا‭ ‬وشاركوا‭.. ‬ابنوا‭ ‬مستقبلكم‭ ‬ومستقبل‭ ‬أبنائكم‭.. ‬عمَّروا‭ ‬مدنكم‭ ‬ومزارعكم‭ ‬ومصانعكم‭.. ‬تعاونوا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مستقبلكم،‭ ‬وشاركوا‭ ‬فى‭ ‬اختيار‭ ‬مَن‭ ‬يقودكم‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭.. ‬فالانتخابات‭ ‬مسئولية‭ ‬شعبية‭ ‬عظيمة‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬مستقبل‭ ‬الدول‭.. ‬أيها‭ ‬الشعب‭ ‬العظيم،‭ ‬يستحق‭ ‬العراق‭ ‬بكم‭ ‬المكانة‭ ‬الرفيعة،‭ ‬ويستحق‭ ‬العراق‭ ‬بكم‭ ‬الرُقِيّ‭ ‬والتطور‭ ‬والاستقرار‭ ‬والسلام‭ ‬والأمان‮»‬‭.‬

الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬يؤمن‭ ‬بمكانة‭ ‬وحضارة‭ ‬الشعب‭ ‬العراقى‭ ‬ودوره‭ ‬الفاعل‭ ‬والمؤثر‭ ‬فى‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬والمنطقة‭.. ‬ولدى‭ ‬الرئيس‭ ‬رؤية‭ ‬استراتيجية‭ ‬وإرادة‭ ‬قوية‭ ‬لاستعادة‭ ‬العراق‭ ‬دوره‭ ‬وإعادته‭ ‬إلى‭ ‬حضن‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬بكل‭ ‬حضارته‭ ‬وكوادره‭ ‬البشرية،‭ ‬وثرواته‭ ‬الطبيعية‭.. ‬وموقعه‭ ‬الاستراتيجي‭.. ‬فى‭ ‬توقيت‭ ‬بالغ‭ ‬الدقة،‭ ‬يمر‭ ‬بالأمة‭ ‬والمنطقة‭ ‬العربية،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬طى‭ ‬صفحة‭ ‬الماضى‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬عانى‭ ‬العراق‭ ‬من‭ ‬إنهاك‭ ‬الحروب‭ ‬والصراعات،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬ساحة‭ ‬للصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭.‬

مصر‭ ‬تولى‭ ‬اهتماماً‭ ‬كبيراً‭ ‬بالتعاون‭ ‬والشراكة‭ ‬مع‭ ‬العراق‭.. ‬وتقارباً‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬أو‭ ‬الثلاثية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شراكة‭ ‬مصر‭ ‬والعراق‭ ‬والأردن،‭ ‬وما‭ ‬بينهم‭ ‬من‭ ‬مشروعات‭ ‬استراتيجية‭ ‬عملاقة‭.. ‬تُعد‭ ‬نموذجاً‭ ‬للتعاون‭ ‬والتكامل‭ ‬‮«‬العربى‭ -‬‭ ‬العربي‮»‬‭.‬

فى‭ ‬حديث‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬للعراقيين،‭ ‬ووصاياه‭ ‬لهم‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬بلادهم‭.. ‬فبناء‭ ‬الدول‭ ‬والحفاظ‭ ‬عليها‭ ‬هو‭ ‬مسئولية‭ ‬الشعوب‭.. ‬ولعل‭ ‬قول‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬مخاطباً‭ ‬المصريين‭ ‬فى‭ ‬مناسبات‭ ‬كثيرة: ‬‮«‬البلد‭ ‬دى‭ ‬مش‭ ‬هيحميها‭ ‬غير‭ ‬شعبها،‭ ‬رغم‭ ‬قوة‭ ‬جيش‭ ‬مصر‭ ‬العظيم،‭ ‬وشرطتها‭ ‬الوطنية‮»‬‭.. ‬وعندما‭ ‬قال‭ ‬الرئيس‭ ‬مراراً‭ ‬وتكراراً‭ ‬للمصريين‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬7‭ ‬سنوات‭: ‬‮«‬كونوا‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد»‭ .. ‬مشيراً‭ ‬بقبضة‭ ‬يده‭ ‬فى‭ ‬تجسيد‭ ‬للوحدة‭ ‬والاتحاد‭ ‬والاصطفاف‭.‬


الحقيقة‭ ‬أننا‭ ‬أمام‭ ‬حديث‭ ‬خاص‭ ‬للشعب‭ ‬العراقي،‭ ‬يدرك‭ ‬ماضيه‭ ‬وواقعه‭ ‬ويبنى‭ ‬جسور‭ ‬وقلاع‭ ‬مستقبله،‭ ‬الذى‭ ‬يتطلع‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬العظيم‭.. ‬ففى‭ ‬الوحدة‭ ‬والتلاحم‭ ‬والاصطفاف‭ ‬تكمن‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬التحدى‭ ‬وتجاوز‭ ‬الصعاب،‭ ‬والبناء‭ ‬الذى‭ ‬يفوق‭ ‬التوقعات‭.‬

حديث‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬للعراقيين‭ ‬ومن‭ ‬قبل‭ ‬لكل‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية،‭ ‬نابع‭ ‬من‭ ‬القلب‭.. ‬ويجسد‭ ‬نوايا‭ ‬صادقة‭ ‬وشريفة‭.. ‬وعروبة‭ ‬متجذرة‭ ‬فى‭ ‬الوجدان‭ ‬والعقيدة‭.. ‬ورؤية‭ ‬وإرادة‭ ‬لاستعادة‭ ‬أمجاد‭ ‬الأمة‭ ‬وانتشالها‭ ‬من‭ ‬آلامها‭ ‬ومشاكلها‭.‬
فالرئيس‭ ‬طبق‭ ‬قناعاته‭ ‬ومبادئ‭ ‬ومحاور‭ ‬رؤيته‭ ‬فى‭ ‬مصر‭.. ‬وحققت‭ ‬نجاحات‭ ‬وإنجازات‭ ‬وطفرات‭ ‬وقفزات،‭ ‬وملحمة‭ ‬بناء‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة،‭ ‬ودور‭ ‬ومكانة‭ ‬وثقل‭ ‬فى‭ ‬الخارج‭.. ‬وعلاقات‭ ‬دولية‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل،‭ ‬لذلك‭ ‬عندما‭ ‬يتحدث‭ ‬الرئيس‭ ‬للعراقيين،‭ ‬فهو‭ ‬يتحدث‭ ‬بصدق‭ ‬وواقع‭ ‬نفذه‭ ‬على‭ ‬الأرض‭.. ‬ليس‭ ‬أقوالاً،‭ ‬ولكن‭ ‬أفعالاً‭ ‬وإنجازات‭ ‬ونجاحات،‭ ‬لذلك‭ ‬لدى‭ ‬الرئيس‭ ‬رؤية‭ ‬واقعية‭ ‬يقدمها‭ ‬للشعب‭ ‬العراقي‭.. ‬وهم‭ ‬أهل‭ ‬لذلك،‭ ‬فهم‭ ‬شعب‭ ‬الحضارة‭ ‬والتاريخ،‭ ‬لديهم‭ ‬من‭ ‬التنوع‭ ‬والتعداد‭ ‬والتعدُد‭ ‬الذى‭ ‬يُعد‭ ‬ثراءً‭ ‬عظيماً‭.‬

فالبناء‭ ‬والتعمير‭ ‬والتعاون‭ ‬والمشاركة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬العراقيين‭ ‬هو‭ ‬أهم‭ ‬حتميات‭ ‬بناء‭ ‬الأوطان‭ ‬والحفاظ‭ ‬عليها‭.. ‬فحب‭ ‬الأوطان‭ ‬يتجاوز‭ ‬مسألة‭ ‬الكلام‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬والصبر‭ ‬والتضحية‭ ‬والتجرد،‭ ‬وإنكار‭ ‬الذات‭ ‬والمشاركة‭.. ‬وبناء‭ ‬المستقبل‭.. ‬أيضاً‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬بالانقسام‭ ‬والتشرذم‭ ‬والاختلاف،‭ ‬فتذهب‭ ‬ريح‭ ‬العراقيين،‭ ‬بل‭ ‬بالتكاتف‭ ‬والتضامن‭ ‬والاحتشاد‭ ‬خلف‭ ‬عنوان‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭ ‬هو‭ ‬الوطن‭.‬

فلا‭ ‬أحد‭ ‬يريد‭ ‬الشقاء‭ ‬والبلاء‭ ‬والخراب‭ ‬لأبنائه‭ ‬وأحفاده،‭ ‬الذين‭ ‬هم‭ ‬عنوان‭ ‬المستقبل‭.‬

الرئيس‭ ‬يتحدث‭ ‬إلى‭ ‬العراقيين‭ ‬قائلاً‭: ‬‮«‬عمروا‭ ‬مدنكم‭ ‬ومزارعكم‭ ‬ومصانعكم‮»‬‭.. ‬تلك‭ ‬هى‭ ‬جوهر‭ ‬ومضمون‭ ‬وفحوى‭ ‬تجربة‭ ‬الـ7‭ ‬سنوات‭ ‬المصرية‭ ‬التى‭ ‬قادها‭ ‬بحكمة‭ ‬ورؤية‭ ‬وإرادة‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي،‭ ‬وأراد‭ ‬أن‭ ‬ينقلها‭ ‬للعراقيين‭.. ‬فالبناء‭ ‬والتعمير‭ ‬والإصلاح‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬والقطاعات،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬ومازال‭ ‬يسابق‭ ‬الزمن‭.‬

نقطة‭ ‬مهمة‭ ‬جداً‭ ‬أثارها‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬فى‭ ‬حديثه‭ ‬للعراقيين‭ ‬وندائه‭ ‬لهم‭ ‬بأهمية‭ ‬المشاركة‭ ‬فى‭ ‬اختيار‭ ‬قيادتهم‭.. ‬أو‭ ‬بمعنى‭ ‬أدق‭ ‬مَن‭ ‬يقودهم‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭.. ‬وهناك‭ ‬المشاركة‭ ‬فى‭ ‬الانتخابات‭ ‬ليست‭ ‬رفاهية،‭ ‬ولكنها‭ ‬مسئولية‭ ‬وطنية‭ ‬تحدد‭ ‬ملامح‭ ‬المستقبل‭ ‬وتؤثر‭ ‬على‭ ‬مسيرة‭ ‬الوطن‭ ‬وحياة‭ ‬المواطن‭.. ‬فلابد‭ ‬أن‭ ‬يمتلك‭ ‬المواطن‭ ‬الوعى‭ ‬سواء‭ ‬بأهمية‭ ‬المشاركة،‭ ‬أو‭ ‬فيمن‭ ‬يختار،‭ ‬طبقاً‭ ‬لقناعاته‭ ‬بحيث‭ ‬تشكل‭ ‬أسباب‭ ‬الاختيار‭.. ‬لأن‭ ‬مصر‭ ‬عانت‭ ‬عقب‭ ‬أحداث‭ ‬يناير‭ ‬2011‭ ‬من‭ ‬غياب‭ ‬الوعى‭ ‬فى‭ ‬الاختيار‭.. ‬وكاد‭ ‬ذلك‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬ومستقبل‭ ‬الوطن‭.. ‬لكن‭ ‬المصريين‭ ‬استردوا‭ ‬وعيهم‭ ‬وصححوا‭ ‬أوضاعهم‭ ‬فى‭ ‬ثورة‭ ‬عظيمة‭ ‬‮«‬30‭ ‬يونيو‭ ‬2013‮»‬‭ ‬واختاروا‭ ‬القيادة‭ ‬الجديرة‭ ‬بصناعة‭ ‬المستقبل‭ ‬والأمل،‭ ‬والتى‭ ‬حققت‭ ‬المعجزات‭ ‬لمصر‭.. ‬ومثلها‭ ‬العراق‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬عاماً،‭ ‬عاش‭ ‬بين‭ ‬شقى‭ ‬الرحَي،‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الحروب‭ ‬والصراعات‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تتوقف،‭ ‬وأيضاً‭ ‬الديكتاتورية‭.. ‬لذلك‭ ‬كان‭ ‬الحصاد‭ ‬والنتيجة‭ ‬الطبيعية‭ ‬معاناة‭ ‬وانتهاكات‭.. ‬وضعف‭ ‬للدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬وقدراتها،‭ ‬وعلى‭ ‬أرواح‭ ‬ودماء‭ ‬أبنائها‭.‬

حديث‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬للعراقيين‭ ‬السبت‭ ‬الماضى‭ ‬فى‭ ‬مؤتمر‭ ‬بغداد‭ ‬للتعاون‭ ‬والشراكة،‭ ‬وأحاديثه‭ ‬للشعوب‭ ‬العربية‭ ‬فى‭ ‬مناسبات‭ ‬وزيارات‭ ‬عديدة‭ ‬يمثل‭ ‬عين‭ ‬ورأس‭ ‬الحكمة‭.. ‬وحصاد‭ ‬تجارب‭ ‬وقراءة‭ ‬عبقرية‭ ‬للتاريخ‭ ‬والماضى‭ ‬واستفادة‭ ‬من‭ ‬أخطاء‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬ومضمون‭ ‬رؤية‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬يمثل‭ ‬‮«‬الخلطة‭ ‬السحرية‮»‬‭.. ‬وخارطة‭ ‬الطريق،‭ ‬سواء‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬وقوة‭ ‬وقدرة‭ ‬الأوطان،‭ ‬أو‭ ‬تقوية‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية،‭ ‬أو‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬ثالثة‭ ‬استعادتها‭.. ‬لكن‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬القوية‭ ‬والقادرة‭ ‬هى‭ ‬صمام‭ ‬الأمان‭ ‬للشعوب‭.. ‬وهناك‭ ‬شعوب‭ ‬تعض‭ ‬أصابع‭ ‬الندم‭ ‬والحسرة‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬وعيها،‭ ‬وتسببها‭ ‬فى‭ ‬إسقاط‭ ‬دولها‭ ‬تحت‭ ‬شعارات‭ ‬واهية‭ ‬لم‭ ‬تَجْن‭ ‬منها‭ ‬سوى‭ ‬الخراب‭ ‬والدمار‭ ‬والقتل‭ ‬والإرهاب‭.‬
وصايا‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬للعراقيين‭ ‬هى‭ ‬‮«‬منهج‮»‬‭ ‬ودروس‭ ‬ورؤى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنقاذ‭ ‬العراق‭.. ‬وإعادة‭ ‬بنائه‭ ‬وتعميره،‭ ‬وإقامة‭ ‬دولته‭ ‬القوية‭ ‬اقتصادياً،‭ ‬والمتوحدة‭ ‬سياسياً،‭ ‬والفاعلة‭ ‬إقليمياً‭ ‬وعربياً‭ ‬ودولياً‭.. ‬التى‭ ‬تُعد‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬للأمة‭ ‬العربية‭ ‬فى‭ ‬توقيت‭ ‬بالغ‭ ‬الدقة‭.‬

رسالة‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭: ‬انتبهوا‭ ‬إلى‭ ‬رسائل‭ ‬مصر‭ ‬جيداً،‭ ‬ففيها‭ ‬الدرس‭ ‬والحكمة‭.. ‬والطريق‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل‭.‬

Egypt Air