وصايا أمينة وشريفة، يتحدث بها الرئيس السيسى للشعوب العربية، للحفاظ على أوطانهم وبنائها.. تشكل رؤية شاملة لحماية الدول.. وجاء حديث الرئيس السيسى للشعب العراقى الشقيق وافياً وشافياً وكافياً.. ليعبروا بالعراق إلى بر الأمن والأمان، والاستقرار والبناء والرخاء.. الرئيس السيسى يتحدث بلسان الحكمة، عن تجربة وواقع عاشته مصر، وانتصرت على كافة التحديات والتهديدات، وصنعت بقيادة حكيمة وشعب تحدى الصعاب، أمجاداً ومعجزات تنموية وعمرانية.. بَنَتْ قلاع القدرة الشاملة والمؤثرة.. حديث الرئيس السيسى للعراقيين هو بمثابة خارطة طريق ورؤية ثاقبة.. ليعود العراق قوياً قادراً.. ملبياً لتطلعات وطموحات شعبه فى حياة آمنة مستقرة كريمة.
حديث الرئيس السيسى للعراقيين أمس الأول، ومن قبل لكافة الشعوب العربية: خلوا بالكم من بلادكم.. يجسد رؤية ثاقبة وعقيدة شريفة، وبلسان تجربة عصرية مبهرة.. فوصايا الرئيس للعراقيين تمثل دستور حياة وقراءة عبقرية للماضى والتاريخ للحفاظ على الأوطان، وبناء الدول لاستعادة أمجاد الأمة التى تمتلك أسباب الخلود والتقدم.
لم أستطع مقاومة الكتابة عن حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى للشعب العراقي.. الذى لا أعتبره موجهاً للعراقيين فحسب.. ولكن لكل شعوب العالم.. وعلى الأخص الشعوب العربية.. فهو الوصفة السحرية للحفاظ وبناء الأوطان.
حديث الرئيس عن أهمية الحفاظ على الأوطان والبلدان.. يتكرر دوماً، يتضمن خطوات ومبادئ تُجسِّد ركائز قوية لبناء الدول، وأعتبره خارطة طريق لكل الشعوب للوصول إلى الوطن القوى القادر على حمايتهم وتحقيق تطلعاتهم.
قبل الخوض فى تفاصيل حديث الرئيس السيسى للشعب العراقى الذى تكرر مرات ومرات لشعوب أخرى من خلال نصائح أمينة وشريفة ومخلصة، جاءت نتاج الحكمة والقراءة العبقرية للتاريخ وإدراك الحقيقة الراسخة للحفاظ على الدول من مخاطر التهديدات والمؤامرات والمخططات.. والخطوات والإجراءات والقواعد النموذجية للحفاظ وبناء الدول.. قبل الخوض فى تفاصيل ما قاله الرئيس السيسي.. لابد أن أذكر ما شاهدته وسمعته خلال وجودى فى قناة الإخبارية العراقية، ضيفاً لمدة ساعة على الهواء فى برنامج «المحايد».. وجدت سعادة غامرة بحديث الرئيس السيسى للعراقيين.. وفخراً بكل ما قاله الرئيس السيسي.. وأيضاً سعادة غامرة بمحبة الرئيس السيسى للعراق وشعبه، ودعمه غير المحدود.. ووجوده لمرتين متتاليتين فى بغداد فى وقت قصير.. هذه الكلمات والتقدير والمحبة العراقية للرئيس السيسى أشعرتنى بالفخر، وحظيت بحفاوة، وشعرت بتقدير لمصر قيادة وشعباً.. إنها القيادة المصرية الحكيمة التى صنعت لمصر كل هذا الحب الجارف فى قلوب الشعوب العربية، والتى تحاول قوى الشر والخيانة النيل منه بالأكاذيب والشائعات والتشويه.. لكن ما يريدونه مجرد أضغاث أحلام.
أعود لحديث الرئيس السيسى للشعب العراقي، ولشعوب الدول العربية مراراً وتكراراً.. ولشعوب دول الخليج فى كل زياراته ولقاءاته، يوصى الشعوب بالحفاظ على أوطانها.. ولا أنسى كلمة ومقولة الرئيس: «خلوا بالكم من بلادكم.. وخُدوا بالكم من أوطانكم.. وحافظوا على دولكم».
الرئيس السيسى وجَّه حديثه للشعب العراقى قائلاً: «أيها الشعب العراقى العظيم.. أنتم أمة عريقة ذات مكانة وحضارة وتاريخ، ولديكم تنوع وتعداد وتعدد، وأعتبره ثراءً عظيماً.. ندائى وحديثى إليكم: حافظوا على بلادكم.. ابنوا وعمَّروا، وتعاونوا وشاركوا.. ابنوا مستقبلكم ومستقبل أبنائكم.. عمَّروا مدنكم ومزارعكم ومصانعكم.. تعاونوا من أجل مستقبلكم، وشاركوا فى اختيار مَن يقودكم إلى الأمام.. فالانتخابات مسئولية شعبية عظيمة فى بناء مستقبل الدول.. أيها الشعب العظيم، يستحق العراق بكم المكانة الرفيعة، ويستحق العراق بكم الرُقِيّ والتطور والاستقرار والسلام والأمان».
الرئيس السيسى يؤمن بمكانة وحضارة الشعب العراقى ودوره الفاعل والمؤثر فى الأمة العربية والمنطقة.. ولدى الرئيس رؤية استراتيجية وإرادة قوية لاستعادة العراق دوره وإعادته إلى حضن الأمة العربية بكل حضارته وكوادره البشرية، وثرواته الطبيعية.. وموقعه الاستراتيجي.. فى توقيت بالغ الدقة، يمر بالأمة والمنطقة العربية، ولابد من طى صفحة الماضى بعد أن عانى العراق من إنهاك الحروب والصراعات، بعد أن تحول إلى ساحة للصراعات الإقليمية والدولية.
مصر تولى اهتماماً كبيراً بالتعاون والشراكة مع العراق.. وتقارباً غير مسبوق سواء على صعيد العلاقات الثنائية أو الثلاثية من خلال شراكة مصر والعراق والأردن، وما بينهم من مشروعات استراتيجية عملاقة.. تُعد نموذجاً للتعاون والتكامل «العربى - العربي».
فى حديث الرئيس السيسى للعراقيين، ووصاياه لهم بالحفاظ على بلادهم.. فبناء الدول والحفاظ عليها هو مسئولية الشعوب.. ولعل قول الرئيس السيسى مخاطباً المصريين فى مناسبات كثيرة: «البلد دى مش هيحميها غير شعبها، رغم قوة جيش مصر العظيم، وشرطتها الوطنية».. وعندما قال الرئيس مراراً وتكراراً للمصريين على مدار 7 سنوات: «كونوا على قلب رجل واحد» .. مشيراً بقبضة يده فى تجسيد للوحدة والاتحاد والاصطفاف.
الحقيقة أننا أمام حديث خاص للشعب العراقي، يدرك ماضيه وواقعه ويبنى جسور وقلاع مستقبله، الذى يتطلع إلى هذا الشعب العظيم.. ففى الوحدة والتلاحم والاصطفاف تكمن القوة والقدرة على التحدى وتجاوز الصعاب، والبناء الذى يفوق التوقعات.
حديث الرئيس السيسى للعراقيين ومن قبل لكل الشعوب العربية، نابع من القلب.. ويجسد نوايا صادقة وشريفة.. وعروبة متجذرة فى الوجدان والعقيدة.. ورؤية وإرادة لاستعادة أمجاد الأمة وانتشالها من آلامها ومشاكلها.
فالرئيس طبق قناعاته ومبادئ ومحاور رؤيته فى مصر.. وحققت نجاحات وإنجازات وطفرات وقفزات، وملحمة بناء غير مسبوقة، ودور ومكانة وثقل فى الخارج.. وعلاقات دولية تقوم على الاحترام المتبادل، لذلك عندما يتحدث الرئيس للعراقيين، فهو يتحدث بصدق وواقع نفذه على الأرض.. ليس أقوالاً، ولكن أفعالاً وإنجازات ونجاحات، لذلك لدى الرئيس رؤية واقعية يقدمها للشعب العراقي.. وهم أهل لذلك، فهم شعب الحضارة والتاريخ، لديهم من التنوع والتعداد والتعدُد الذى يُعد ثراءً عظيماً.
فالبناء والتعمير والتعاون والمشاركة من كل العراقيين هو أهم حتميات بناء الأوطان والحفاظ عليها.. فحب الأوطان يتجاوز مسألة الكلام إلى العمل والصبر والتضحية والتجرد، وإنكار الذات والمشاركة.. وبناء المستقبل.. أيضاً لا يكون بالانقسام والتشرذم والاختلاف، فتذهب ريح العراقيين، بل بالتكاتف والتضامن والاحتشاد خلف عنوان واحد فقط هو الوطن.
فلا أحد يريد الشقاء والبلاء والخراب لأبنائه وأحفاده، الذين هم عنوان المستقبل.
الرئيس يتحدث إلى العراقيين قائلاً: «عمروا مدنكم ومزارعكم ومصانعكم».. تلك هى جوهر ومضمون وفحوى تجربة الـ7 سنوات المصرية التى قادها بحكمة ورؤية وإرادة الرئيس السيسي، وأراد أن ينقلها للعراقيين.. فالبناء والتعمير والإصلاح فى كل المجالات والقطاعات، كما حدث فى مصر، ومازال يسابق الزمن.
نقطة مهمة جداً أثارها الرئيس السيسى فى حديثه للعراقيين وندائه لهم بأهمية المشاركة فى اختيار قيادتهم.. أو بمعنى أدق مَن يقودهم إلى الأمام.. وهناك المشاركة فى الانتخابات ليست رفاهية، ولكنها مسئولية وطنية تحدد ملامح المستقبل وتؤثر على مسيرة الوطن وحياة المواطن.. فلابد أن يمتلك المواطن الوعى سواء بأهمية المشاركة، أو فيمن يختار، طبقاً لقناعاته بحيث تشكل أسباب الاختيار.. لأن مصر عانت عقب أحداث يناير 2011 من غياب الوعى فى الاختيار.. وكاد ذلك يؤثر على مصر ومستقبل الوطن.. لكن المصريين استردوا وعيهم وصححوا أوضاعهم فى ثورة عظيمة «30 يونيو 2013» واختاروا القيادة الجديرة بصناعة المستقبل والأمل، والتى حققت المعجزات لمصر.. ومثلها العراق أيضاً على مدار أكثر من 40 عاماً، عاش بين شقى الرحَي، ما بين الحروب والصراعات التى لا تتوقف، وأيضاً الديكتاتورية.. لذلك كان الحصاد والنتيجة الطبيعية معاناة وانتهاكات.. وضعف للدولة الوطنية وقدراتها، وعلى أرواح ودماء أبنائها.
حديث الرئيس السيسى للعراقيين السبت الماضى فى مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، وأحاديثه للشعوب العربية فى مناسبات وزيارات عديدة يمثل عين ورأس الحكمة.. وحصاد تجارب وقراءة عبقرية للتاريخ والماضى واستفادة من أخطاء العقود الماضية ومضمون رؤية الرئيس السيسى يمثل «الخلطة السحرية».. وخارطة الطريق، سواء للحفاظ على أمن واستقرار وقوة وقدرة الأوطان، أو تقوية الدولة الوطنية، أو فى حالة ثالثة استعادتها.. لكن الدولة الوطنية القوية والقادرة هى صمام الأمان للشعوب.. وهناك شعوب تعض أصابع الندم والحسرة على عدم وعيها، وتسببها فى إسقاط دولها تحت شعارات واهية لم تَجْن منها سوى الخراب والدمار والقتل والإرهاب.
وصايا الرئيس السيسى للعراقيين هى «منهج» ودروس ورؤى من أجل إنقاذ العراق.. وإعادة بنائه وتعميره، وإقامة دولته القوية اقتصادياً، والمتوحدة سياسياً، والفاعلة إقليمياً وعربياً ودولياً.. التى تُعد القيمة المضافة للأمة العربية فى توقيت بالغ الدقة.
رسالة إلى كل الشعوب العربية: انتبهوا إلى رسائل مصر جيداً، ففيها الدرس والحكمة.. والطريق إلى المستقبل.