السبت 23 نوفمبر 2024

مقالات

«هوس طالبان».. من الكهوف إلى «الجيم»

  • 30-8-2021 | 11:33
طباعة

«حركة طالبان».. هذا الاسم كثيرا ما أفزع الأفغان نظرا لأنها حركة مسلحة تسعى إلى السيطرة على البلاد بشتى الطرق، معتمدة على الترهيب والقتل وإطلاق النار، وأحيانا العمليات التفجيرية ليس ضد القوات الأمريكية فقط ولكن ضد أي تجمع مثلما حدث مؤخرا في مطار كابول.

الحركة تمكنت مؤخرا من السيطرة على مساحات كبيرة وأماكن في أفغانستان، بعدما أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخرا انسحاب قواته من البلد الأسيوي الذي دائما ما يتجدد فيه الصراع وتكون نتائجه ضحايا بالآلاف، مما يدل على أنهم كانوا يتطلعون بكثير من الشغف والانتظار لهذا القرار حتى يبسطوا سيطرتهم على أفغانستان.

من المشاهد التي أظهرت ذلك تواجد عناصر طالبان في صالة «الجيم» واستخدام الألعاب والأدوات الرياضية، وحضور بعضهم مباريات كرة القدم، وكأنهم حرموا من هذه الأشياء نظرا لتواجدهم الدائم في الكهوف والجبال خوفا من قناصة الأمريكان، وأيضا مشاهد دخولهم المؤسسات الحكومية التي أوجدت في خواطرنا حب الظهور وحب الحياة والتنافس وتصدر المشهد.

ما ترتب على ذلك من هروب الآلاف من الأفغان على طائرات إجلاء الرعايا الأجانب من مطار كابول، ونظرات الخوف في أعين الأطفال والنساء، مشاهد تفطر القلوب، لأن من هربوا يعلمون جيدا ما ينتظرهم من هؤلاء المتعطشين للسلطة والمتعطشين للقمع والتحكم في الأرواح.. وعلى غرار مسرحية «جحا يحكم المدينة» أصبحت حركة طالبان تحكم أفغانستان.

الحركة يبدو أنها انتهجت طريقا للتقرب من الشعب الأفغاني حيث ظهر ذلك جليا في تصريحات المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، عندما قال: إن طالبان تتوقع تولي السيطرة على مطار كابول بشكل كامل قريبا جدا فور رحيل القوات الأمريكية، وسوف تعلن حكومة كاملة في غضون أيام.. وإنه تم تعيين مسئولين لإدارة مؤسسات رئيسية مثل وزارتي الصحة العامة والتعليم والبنك المركزي.. وإنه يتوقع حل المشكلات الاقتصادية الخطيرة التي أدت إلى تضرر العملة الأفغانية قريبا.

المتابع للخطاب الطالباني مؤخرا يرى أنهم يروجون لفكرة احترام الحريات وعمل وتعليم المرأة ونبذ العنف، إلا أن ذلك يظل قيد التطبيق الفعلي وشعور المواطنين به، وعليه يطمئنون أو ينتفضون مقاومين له.. أو يلجأون للاختيار الآخر ويلحقون بمن سبقوهم إلى خارج البلاد.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة