قصر محمد على باشا الأثري بمنطقة شبرا الخيمة بالقليوبية يعد تحفة معمارية وأثرية لها قيمتها التاريخية، وقد تم بناء القصر فى عام 1808 م حيث اختار محمد على موقعا على شاطئ النيل في منطقة شبرا الخيمة لإقامة قصر للراحة والاستجمام.

تقع مساحة القصر على 50 فدانًا ويضم مجموعة من البساتين والأشجار ، كان أول منشآت القصر هو سراى الاقامة وكان موضعها وسط طريق الكورنيش الحالي وكان ملحقا بها عدة مبان خشبية لموظفى دواوين القصر والحراسة ، اضافة الى مرسى للمراكب على النيل.

قصر محمد على باشا تم بناؤه على مراحل استمرت حوالي 13 عاما ابتداء من عام 1808 م حتى عام 1821 م ويضم حديقة ضخمة تضم مبانى بطرز مختلفة يطلق عليها اكشاك او سرايات وكانت اولى المنشآت التى أقيمت هى سراي الإقامة 1808 وقد أزيلت لشق الطريق الزراعى ، وسراى الساقية 1811 وسراى الفسقية 1821 وسراى الجبلاية 1836 وسراى الفسقية التى ستتم فيها الاحتفالات الرسمية الكبرى وقد تم إنشاء مهبط للطائرات خارجها ، وتتكون من مبنى مستطيل 76 مترا ونصف المتر فى 88 مترا ونصف المتر.

و للوصول إلى القصر قام محمد على بالأمر بإنشاء شارع شبرا وفي عام 1847م كانت بداية شارع شبرا، وكان هدف محمد على أن يحول هذا الشارع إلي مكان للنزهة والترويح خارج عاصمته مصر، وحتى يتحقق ذلك جاء القرار بأن يكون الشارع أعرض شوارع مصر في هذا العهد، وأكثرها استقامة.

وخلال السنوات الماضية تعرض القصر للإهمال الشديد الا ان تم توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة الآثار والهيئة الهندسية للقوات المسلحة للبدء فى اعمال التطوير ، وخلال الفترة الماضية تم الانتهاء من جميع الأعمال بمبنى كشك الجبلاية، والاستلام المبدئي له ، كما نسبة التنفيذ بمبنى قصر الفسقية وصلت إلى ٩٩%، وجاري البدء بأعمال الاستلام المبدئي له.

وشملت أعمال قصر الفسقية فك الرخام القديم وترميمه وإعادة تركيب للأرضيات والحوائط الرخامية، ورفع كفاءة البحيرة والجزيرة الوسطى، وترميم العناصر الأثرية بها وكذلك تم معالجة الأخشاب بالجمالون الخشبي وتغيير الأخشاب المتهالكة، والترميم والتدعيم الإنشائي للقباب والحنايا والأروقة.

كما نسبة تنفيذ الأعمال بالممشى السياحي المؤدي إلى القصر ووصلت إلى ٩٨٪، وتتضمنت الاعمال بازارات، وغرف أمن وأمانات ، وجراج للسيارات، ومشايات، وبرجولات ، كما تم الانتهاء من إنشاء مرسى نيلي للمراكب على الكورنيش المقابل للقصر وكوبري مشاه لنقل السائحين من المرسى إلى القصر، بنسبة تصل إلى ٩٦٪.

والجدير بالذكر أن قصر محمد علي بشبرا يتفرد بالجمع بين الأسلوب الأوروبي في الزخارف وروح تخطيط العمارة الإسلامية، حيث ساعدت المساحة الشاسعة له علي اختيار طراز معماري فريد، والذي يعتمد على الحديقة الشاسعة المحاطة بسور ضخم تتخلله أبواب قليلة العدد وتوجد بالحديقة عدة مباني كل منها يحمل صفات معمارية مميزة، كانت سرايا الإقامة أول وأهم منشآت القصر وكان ملحق بها عدة مباني خشبية لموظفي القصر والحراسة ، وايضا سراي الفسقية، بالإضافة إلى سرايا الجبلاية التي شهدت إدخال نظام الإضاءة الحديثة، ومبنى الفسقية.