يحاول الإنسان منذ بدء الخليقة السيطرة على الأفكار التي ترواده وأيضا يحلم بقراءة أفكار الآخرين ولذلك يحاول العلماء صناعة أجهزة باستطاعتها قراءة الأفكار ، يقول خبراء الذين يعملون على تلك التقنية إنه "بمجرد أن تفكر في الاتصال بشخص ما، سوف يتم تنفيذ هذا الأمر.
وكذلك سوف يكون بمقدورك التحكم في المؤشر على شاشة الكمبيوتر بمجرد التفكير في المكان الذي تريد من المؤشر الذهاب إليه". وظهرت بالفعل مؤشرات على تقنية قراءة الأفكار التي تعرف باسم "المعلوماتية البيولوجية" من خلال نماذج بسيطة قدمتها بعض شركات الألعاب مثل "ماتل".
كما ابتكر المهندسون في أي.بي.إم وشركات أخرى سماعات رأس مزودة بمجسات متطورة يمكنها قراءة الإشارات الكهربائية للمخ والتعرف على تعبيرات الوجه وقياس مستويات التركيز وأفكار الشخص، لكن دون أن تترجم الأفكار التي تقرأها إلى أوامر يتم تنفيذها.
وقالت أي. بي. إم إنه "في غضون خمس سنوات سنبدأ في مشاهدة تطبيقات بدائية لهذه التكنولوجيا في مجال الألعاب والترفيه". وذكرت الشركة أن من بين التغييرات الكبيرة التي ستطرأ على عالم التكنولوجيا اختفاء كلمات المرور والاستعاضة عنها بأنظمة البيانات البيومترية.
وجاء في القائمة السنوية التي تصدرها أي. بي. إم إن: "تكوينك البيولوجي هو المفتاح لهويتك الفردية، وفي القريب العاجل، سيكون هذا التكوين هو الوسيلة لحماية هويتك". وأضافت الشركة "تصور أنه سيكون بإمكانك أن تتوجه إلى ماكينة الصراف الآلي لتسحب ما تريده من المال بشكل آمن عن طريق نطق اسمك بصوت مرتفع أو التطلع إلى جهاز صغير للتعرف على بصمة عينك، وبالمثل سيكون بمقدورك التحقق من حسابك المصرفي عبر هاتفك المحمول أو جهاز الكمبيوتر اللوحي الخاص بك".
وتتوقع شركة (أي.بي.إم) كذلك أن يتم تغذية الأجهزة الالكترونية في المستقبل القريب بالطاقة عن طريق حركات جسم المستخدم. وتوضح الشركة هذه المسألة قائلة إن "أي شيء يتحرك تتولد عنه طاقة، وفي غضون السنوات الخمس المقبلة، فإن الابتكارات الحديثة في مجال تكنولوجيا الطاقة المتجددة ستتيح إمكانية توليد الطاقة من خلال أي جسم متحرك بدءا من أمواج المحيطات وانتهاء بحركة أحذيتنا"، وأضافت أن "المياه التي تجري في أنابيب المنزل سوف تستخدم لتوليد الطاقة اللازمة .
وترجح شركة أي.بي.إم أن إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا لن تقتصر على الأغنياء والدول المتقدمة، مشيرة إلى أن الفجوة الرقمية سوف تكون قد اختفت بالكامل خلال السنوات الخمسة المقبلة، حيث جاء في القائمة السنوية أنه "خلال خمس سنوات سوف تكون الفجوة بين مالكي التكنولوجيا والمحرومين منها قد تراجعت إلى حد كبير بفضل تكنولوجيا الأجهزة النقالة".
كما أن هناك مشروعا جديدا وهو اعتماد الأفراد على تثبيت شرائح ذكية في أجسامهم للقيام بوظائف حيوية، ودعم حياتهم اليومية، وأداء مهام مثل: قياس البيانات الحيوية للجسم، وضبط مستويات الأنسولين، وتقوية السمع، والتحكم في الأجهزة، وإجراء معاملات إلكترونية، والدخول إلى أنظمة الكمبيوتر. وعلى الرغم من العوائد والتطبيقات المتعددة لهذه التكنولوجيا؛ إلا أنها تتضمن عدة تهديدات من بينها تهديدات الاختراق وانتهاكات الخصوصية والمراقبة الدائمة للأفراد.
كما سعى بعض الباحثين إلى زراعة الشرائح الإلكترونية بالغة الصغر تحت جلد الإنسان لحفظ المعلومات بداخلها وقياس الموشرات الحيوية في إطار ما يُطلق عليه (internet of people)، حيث يطمح العلماء إلى أن تقوم هذه الشرائح بمجموعة من الوظائف من خلال الدوائر الكهربائية. وعلى الرغم من أن الفكرة ذاتها ليست بالحديثة، حيث بدأت الإرهاصات الأولى لها مع قيام الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، بكشف النقاب عن زرع شريحة كمبيوتر بحجم قطعة نقود معدنية في دماغ خنزير تميهدًا لتجربته على البشر.
وكان ماسك، وهو الرئيس التنفيذي لشركتي “تيسلا” للسيارات الكهربائية و”سبيس إكس” الفضائية، كشف العام الماضي عن شريحة بحجم قطعة نقود معدنية، مزودة بأسلاك رفيعة للغاية يمكن زرعها آليًا في الدماغ بواسطة روبوت أشبه بآلة خياطة شديدة الدقة وتعمل الشريحة بواسطة البلوتوث وترتبط بالهاتف المحمول، عبر تطبيقات وتزرع الشريحة في الدماغ، من دون الحاجة للمبيت في المستشفى ولا تترك أثرًا باستثناء ندب بسيط تحت الشعرويخطط مبتكر الشريحة، لمعالجة المصابين بأمراض عصبية في هدفها القريب، أما في هدفها على المدى الطويل تحقيق رفاهية إضافية للإنسان، مقابل بضعة آلاف من الدولارات.
ومن خلال ذلك يمكن لجهاز الكمبيوتر التوقع بمكان وجود أطراف الخنزير في كل لحظة، ما يخلق أملًا بإعادة القدرات الحركية للأشخاص المصابين بشلل رباعي، وعبر ماسك عن ثقته بذلك عبر الابتكار التجريبي وتعمل شركات كثيرة على تقنيات للتحكم بأجهزة الكمبيوتر من طريق التفكير، كما يجري تطوير أدوات أخرى للتفاعل بيت الدماغ والآلة.
ويعتقد البعض أنه يمكن زرعها قريبًا في الأشخاص الأصحاء لمساعدتنا في مراقبة وظائف الدماغ لدينا وحتى تعزيزها. في العام الماضي ، قال Elon Musk إن عمليات زرع الدماغ التي يتم بناؤها بواسطة شركته الناشئة Neuralink ستكون يومًا ما مثل "Fitbit في جمجمتك". أولاً ، على الرغم من ذلك ، سيتعين عليهم أن يكونوا أكثر دقة وأقل اقتحامًا.
قال أرتو نورميكو ، الذي قاد البحث أحد التحديات الكبيرة في مجال واجهات الدماغ والحاسوب هو هندسة طرق لاستكشاف أكبر عدد ممكن من النقاط في الدماغ" . "حتى الآن ، كانت معظم أجهزة BCI عبارة عن أجهزة متجانسة - تشبه إلى حد ما أسرة صغيرة من الإبر كانت فكرة فريقنا هي تفكيك ذلك الكتلة المتراصة إلى مستشعرات صغيرة يمكن توزيعها عبر القشرة الدماغية.
تحتوي كل شريحة صغيرة على أقطاب كهربائية لالتقاط الإشارات الكهربائية من أنسجة المخ ، ودوائر لتضخيم الإشارة ، وملف صغير من الأسلاك يرسل ويستقبل الإشارات اللاسلكية. يتم توصيل الرقائق بسطح الدماغ ويتم وضع ملف ترحيل رقيق يساعد على تحسين نقل الطاقة اللاسلكية إلى الخلايا العصبية فوق المنطقة التي يتم وضعها فيها.
ثم يتم لصق رقعة رقيقة تحتوي على ملف آخر على الجزء الخارجي من فروة الرأس فوق ملف الترحيل. يعمل هذا مثل برج الهاتف المحمول المصغر ، باستخدام بروتوكول شبكة مصمم خصيصًا للاتصال بكل من الخلايا العصبية على حدة. كما أنه ينقل الطاقة إلى الخلايا العصبية.
في ورقة بحثية في Nature Electronics ، أظهر الفريق أنه يمكنهم زرع 48 شريحة صغيرة في دماغ الفئران واستخدامها لتسجيل وتحفيز النشاط العصبي. في حين سيتم دمج كلتا الإمكانيات في جهاز واحد ، لغرض الدراسة ، تم تصميم بعض الخلايا العصبية للتسجيل بينما تم تصميم البعض الآخر للتحفيز.
يقول الباحثون إن دقة التسجيلات لديها مجال للتحسين ، لكنهم تمكنوا من التقاط إشارات دماغية عفوية واكتشاف متى تم تحفيز الدماغ باستخدام غرسة تقليدية. كما أظهروا أنهم يستطيعون توجيه دماغ عصبي واحد لتحفيز النشاط العصبي ، وهو ما تمكنوا من التقاطه باستخدام أجهزة التسجيل التقليدية.