الأحد 24 نوفمبر 2024

المـقـــــــــــاتــــــل

  • 24-5-2017 | 14:02

طباعة

بقلم : خالد ناجح

عندما تمر السنون والأعوام.. ويسطر التاريخ صفحاته عما شهدته مصر من أحداث خلال القرن الواحد والعشرين.. وعندما يتصفح أحفادنا تاريخ هذه الحقبة من الزمن.. سيجدون أن مصر قد قادها ابن من أبنائها المخلصين.. نجح فى تخليصها من براثن حكم جماعة الإخوان المسلمين إلى الأبد.. هو الرئيس عبد الفتاح السيسى.

لو سألت أى أم مصرية: ماذا تتمنين من وظيفة لابنك عندما يَكبُر .. ولا أكون مبالغا إذا قلت إن الإجابات فى معظمها ستكون طبيبًا أو مهندسًا أو طياراً....لكن القدر قد يأتى بما ليس على البال، والله دائمًا يختار لنا الأفضل.

لم تكن تعرف الحاجة سعاد مع زوجها سعيد السيسي، واللذان يسكنان الطابق الثالث بمنزل بناه الجد الحاج حسين خليل السيسي، رقم ٧ بعطفة البرقوقية، من شارع الخرنفش، الواقع على جنبات شارع المعز لدين الله الفاطمى بحى الجمالية، أنها أنجبت رجلا ساقه القدر ليحمل هموم ٩٠ مليون مصري، ودعواتهم فى نفس الوقت له بالتوفيق.

يا الله لو تمنت سيدة أن يصبح ابنها رئيسًا فسوف تتراجع بمجرد معرفتها بالمسئوليات الجسام، والتحديات غير المسبوقة التى يُنتظر أن تقع على عاتق الرئيس - أى رئيس-.

منصب الرئيس فى هذه الفترة العصيبة من تاريخ مصر مشقة وليس ترفاً، معاناة وليس راحة، وعقوبة وليس مكافأة، فالرئيس السيسى رجل عسكرى درس وتدرب وتربى وترقى فى تلك المؤسسة العريقة، وبلغ أرفع المناصب التى يمكن له أن يبلغها.

ربما دفعت الخلفية العسكرية الصلبة الرجل للمنصب على اعتبار أن الرئاسة فى وقت الشدة مجرد خدمة جديدة وقد اعتاد أن يقدم كثيرا من الخدمات لوطنه الذى أفنى شبابه فى خدمته.

السيسى ليس غريباً على التحديات والصعاب، والمشقة، فالمناصب الحساسة والخطيرة التى تولاها الرجل فى القوات المسلحة تجعله على دراية تامة بماهية المسئوليات ومنها بالتأكيد مسئوليته أو قل خدمته الرئاسية.

لم تكن السيدة الطيبة رحمها الله تعلم أن ابنها الذى أنجبته سوف يتسلم مصر «شبه دولة»، وأن يبذل جهداً خلال فترة ولايته الأولى تعادل جهودا بذلت على مدار عشرات السنوات، لينقلها من مصر المنهارة إلى مصر العفية الشابة، وكان يعلم قبل تحمل المسئولية أن التحديات التى تواجهها «أم الدنيا» أكبر من  أى رئيس، وأكبر من أى حكومة، لكن الشعب المصرى بوعيه قادر على مواجهة هذه التحديات بوقوفه خلف رئيسه، وأن يكون حب الشعب للرئيس الدافع الحقيقى لتقبل أية صعاب ومعاناة وألم من أجل الانتقال إلى مربع الدولة العفية الشابة.

لم تكن تعلم السيدة الطيبة رحمها الله أن ابنها سوف يعانى .. نعم يعاني

يعانى من نخبة تطلع إلى أن يشاركها ودعاها أكثر مرة للقائه، والتقوه لكنهم لم يهيئوا أنفسهم أو يبعدوا مصالحهم الشخصية كى يفهموه، أو بالأحرى خذلوه قد يكون عن عدم عمدٍ مرة، أو عن عمدٍ مرات ومرات، نخبة كان يُطلِعها على مؤامرة تُحاك ضد الوطن، لكنهم إما لم يقدروا الموقف، أو لم يريدوا تقديره، ولم يكن يعلم أن هناك فجوة بين طرح الأفكار وآليات التنفيذ، وبين التنظير، فهم يطرحون الأفكار، وعند التنفيذ لا تجد صادقًا فما أسهل النضال على الفضائيات!

نعم عانى الرئيس السيسى ومايزال من إعلامٍ لم ولن يفهم معنى أننا فى حرب، والرئيس حذره من الوقوع فى أخطاءِ وخطايا الإضرار بالوطن، لكن الإعلام ومع تنبيهات الرئيس المتكررة وضع البلد فى مواقف لا تحسد عليها، وأقرب مثالين قضيتى سد النهضة، والشاب الإيطالى ريجيني، ومع ذلك حلم الرئيس كان وما يزال هو المسيطر على الموقف من الإعلام، رغم الخسائر الكبيرة فى بلدٍ لا وقت فيه لأى خسارة مهما صغرت فالاقتصاد ينزف ويبحث عن انتعاش ويحتاج للتعافي.

الرئيس يعانى من بعض المصريين الذين لا هم لهم سوى مكاسبهم الشخصية، فاستغلوا حاجة البلد للدولار وتلاعبوا بسعره، وجعلوه، سلعة تحتكر وخزنوه، غير عابئين بما يمثله ذلك من خطر على الاقتصاد المصرى ، لم يتوقف أثر الاحتكار على الدولار فذهبوا للسلع الأساسية مثل السكر والأرز والزيت، فى محاولة لخلق أزمة جديدة للمواطن، ساعدتهم حكومة لم تستطع تقصيرا أو تجاهلا السيطرة على السوق، رغم الاجتماعات الكثيرة التى دعا لها الرئيس الحكومة، ونبه مرارًا على ضرورة ضبط السوق، ومحاربة الفساد.

الرئيس السيسى أول رئيس يحارب الفساد بشكل حقيقي، وما يزال يدعم الرقابة الإدارية ويحرص على إشراكها فى كل موضوع حتى يستطيع محاربة الفساد الذى أصبح لدى الكثير جزءا لا يتجزأ من ثقافتهم اليومية.

لم تكن تعلم السيدة الطيبة رحمها الله أن ابنها سوف يعانى من الإرهاب، الذى يعد أكبر تحد يواجه أى دولة؛ بسبب آثاره المدمرة على كل دروب الحياة داخل البلد، لما له من تأثيرات سلبية واضحة على البطالة والتضخم والتمويل والاستثمار وقطاع التأمين وقطاع السياحة وميزان المدفوعات وسعر الصرف، كما أنه يحول موارد الدولة لمحاربة الإرهاب حتى يتحقق الأمن والاستقرار، فيؤثر على مشروعات التنمية الاقتصادية والبنية التحتية والخدمات المقدمة للمواطن، كما أنه يؤثر على إقامة المشروعات فتحجم الشركات الكبرى عن الاستثمار فى الدول التى بها إرهاب خوفًا على أموالها، فالإرهاب بيئة طاردة للاستثمار دوليا، كما أنه يفرغ الخطط والسياسات الاقتصادية والتنموية من مضمونها، وأن مختلف تلك التنظيمات وإن كانت تحمل أسماءً متعددة إلا أنها تستقى أفكارها المتطرفة من نبع واحد، وهو ما يقتضى انتهاج مقاربة شاملة للتصدى للإرهاب تكشف حقيقة تلك التنظيمات وتتعامل بحسم مع ما يبثه من أفكار هدامة. 
لكن حلم الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ وصوله للحكم، كان أكبر من مؤامراتهم ومصالحهم وإرهابهم وهو أن تصبح مصر «أد الدنيا» كما كان ولا يزال يؤكد على ذلك فى كل خطاباته.

لذلك فهو يسابق الزمن لتحقيق هذا الحلم، من الدخول فى مشاريع قومية كبرى، مثل قناة السويس، والعاصمة الإدارية الجديدة، والمليون ونصف المليون فدان، والمليون وحدة سكنية، وتنمية سيناء، والمشروع القومى للطرق، وغيرها، من المشروعات التى كان يأمل الرئيس أن تُخرج الاقتصاد المصرى من كبوته وتأخذ بيده إلى الطريق الصحيح.

الرئيس السيسى تسلم مصر والمنطقة كلها تواجه تحديات جسيمة تستهدف وحدة وتماسك الدول العربية، وسلامة أراضيها، وتهدد مقدرات شعوبها ومصالحها العالية، وفى مقدمتها الأزمة السورية، وأهمية التوصل لحل سياسى لها ينهى معاناة الشعب السوري، كما تستحوذ القضية الفلسطينية على جزءٍ كبير من تفكير الرئيس، وكيفية كسر الجمود فى الموقف الراهن، والعمل على استئناف المفاوضات، وفقا للمرجعيات الدولية، ووصولا لتنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، وبالطبع لن تغيب تطورات الموقف فى ليبيا وأهمية دعم المؤسسات الليبية الرسمية وأبرزها البرلمان المنتخب والجيش الوطنى بالإضافة إلى مساندة الحل السياسى وصولا إلى تحقيق الأمن والاستقرار للشعب الليبى والأوضاع فى العراق وأهمية دعم جهود الحكومة العراقية للتغلب على التحديات التى تواجهها بما يعزز أمن واستقرار العراق ويدعم التوافق الوطنى بين مختلف أطياف الشعب العراقى فى حربها ضد داعش.

نعم لم تكن تعلم السيدة الطيبة رحمها الله أن ابنها سوف يعانى من مؤامرة من أخطر أنواع التآمر والحصار من الداخل حيث فصيل أعلن أنه إما يحكم المصريين أو يقتلهم , ( انتهى هذا الفصيل قانونًا ولكن يعمل بإرهاب إخوانى واضح وصريح ) يسانده فى دهاليز الظلام  فصيل من العملاء والممولين من الخارج ويمثلون قطيعا مغيبا من النشطاء والمغيبين كارهى الوطن والجيش والشرطة ويمثلون الطابور الخامس لإثارة الفوضى واختلاق الأزمات أو تكبير أزمات صغيرة ،نعم مؤامرة دولية وأن ما حدث فى مصر كان الخطوة الرئيسية فى تنفيذ باقى المخطط فى (اليمن – ليبيا – البحرين – السعودية – الجزائر – المغرب)، وأن الهدف النهائى نجاح مشروع «الشرق الأوسط الكبير» الذى يتبناه المحافظون ورموز الصيهونية العالمية للهيمنة على العالم العربى وتفتيت الدول العربية إلى دويلات تضمن أن تكون إسرائيل هى السيد المطاع فى الشرق الأوسط..

وكانت مصر درة التاج أو الجائزة الكبرى، الحصار المفروض على مصر منذ أعوام وخاصة بعد تولى السيسى مقاليد الحكم وتدمير المخطط الدولى للمنطقة ومصر, لم يهدأ يومًا والمجابهة مستمرة رغم الخسائر البشرية (الشهداء) والمادية؛ حيث يمثل الإرهاب أهم وسائل هذا الحصار.

تمثل المؤامرة حربًا واسعة ضد مصر ولكنها بأساليب جديدة بأنماط الجيل الرابع والخامس للحروب كانت تسعى لهدم الشعوب بأيدى أبنائها واستخدام مفارقات واختلافات ثنائية يتم اختلاقها لهذا الغرض وأهمها المتعصبون والمتشددون دينيًا وعليه يكون الناتج إرهابا وشبابًا مغيبًا يهدم وطنه، ولولا ستر الله وجيش مصر وقائدها ما نجت مصر من المؤامرة.

ورغم كل هذه الظروف شهدت القوات المسلحة المصرية طفرة نوعية وكمية هائلة فى مجال التسليح غير مسبوقة فى تاريخها الحديث، ولأول مرة منذ إعادة بناء القوات المسلحة بعد نكسة ٥ يونيو ١٩٦٧ وخلال العامين ونصف الأخيرين نجحت القيادة المصرية فى تحقيق قفزات واسعة الخطى فى أسلحة كافة الأفرع الرئيسية وضعتها فى مصاف أقوى وأكبر الجيوش.

وقد تميزت الوثبة التى تحققت أخيراً بثراء فكرة تنويع مصادر السلاح التى تمت ترجمتها على أرض الواقع برؤية خلاقة جعلت القوات المسلحة تتقدم بخطوات حثيثة وثابتة نحو تعزيز وتطوير قدراتها بامتلاك أحدث نظم التسليح فى العالم، مما يمكنها من حماية ركائز الأمن القومى المصرى فى وقت يموج فيه الشرق الأوسط بالاضطراب وعدم الاستقرار.

وبعد كل هذا كان السيسى دائما ما يضع الأخلاق نصب عينيه حتى إنه طالب جميع الطلاب فى مدارس مصر بالالتزام أخلاقيا، وشدد على ضرورة إدراج الأخلاق والمبادئ والمُثُل العليا كمحددات لتقييم الطلاب جنباً إلى جنب مع تنمية المهارات واللياقة البدنية.

وفى أحد اجتماعاته بأعضاء مجلس علماء وخبراء مصر قال إن منظومة القيم والأخلاق فى المجتمع تعد الحاكم الأول لسلوك المواطنين، وتقوم بدورٍ جوهرى فى تقدم الشعوب والأوطان، وتمثل حافزًا ووازعًا لمزيد من العمل والإنتاج، فضلًا عن نشر الرُقى والتحضر فى كافة مناحى الحياة سواء فى الشارع المصرى أو على المستويين الثقافى والأدبى حتى إن أعضاء المجلس اقترحوا إنشاء لجنة لتنمية الأخلاق والضمير، وتعزيز قيم العمل والانتماء، لتباشر عملها تحت رعاية مؤسسة الرئاسة.

عانينا جميعاً وبدرجات متفاوتة من الفترة الماضية، لكن الرئيس عبدالفتاح السيسى كان له الحظ الأوفر من المعاناة وتحمل كبطل محارب وضعته الظروف فى قلب الأحداث ملبيا نداء الشعب المصرى ولم يأبه بشعبيته فى كل أمور الحكم وعمل واجتهد وكد ونال حب شعبه ودعواتهم، بعد كل ذلك هل من عاقل يفكر بانتخاب مرشح آخر للرئاسة فى ٢٠١٨؟
لكل هذا وأكثر ، الآن أعلن انحيازى لترشيح الرئيس عبدالفتاح السيسى لرئاسة مصر لفترة ثانية تبدأ فى ٢٠١٨.

لأن المثاتل الذى أعلن الحرب منفردا على داعش والأخوان وكل الكيانات الإرهابية نيابة عن العالم ومازال يقاتل ضد الفقر والجوع يقابل من أجل بناء مصر الحديثة .

 

    الاكثر قراءة