الأربعاء 26 يونيو 2024

سيادة الرئيس.. لا تحزن

24-5-2017 | 14:07

بقلم: سليمان عبدالعظيم

على الشاشة الصغيرة كان الخبر عن لقاء تم بين الرئيس السيسى وأحد الرؤساء الأفارقة.. ظللت أتابع الخبر وتفاصيله بينما أتناول عشائى.. لا أعلم لماذا قلت لزوجتى فجأة تخيلى لو الراجل ده قرف من اللى بيحصل فى البلد، وقرر أنه ما يرشحش نفسه السنة الجاية.. أو.. أو.. بكل الفزع والهلع ردت: يانهار أسود وهى تخبط بيدها على صدرها شأنها شأن كل واحدة ست فى مصر عندما يصلها خبر موت أحد أقاربها.

مضغت اللقمة، التى كادت تقف فى زورى من شدة انفعال الست مراتى وأنا أفكر فى العذاب اليومى، الذى يلقاه الرئيس السيسى سواء من جوه أو من بره.. أسعار ترتفع تنشل مرتبات الموظفين وفوقها كل علاوة تحطها الدولة.. إعلام مسائى يطبل ويزغرد على كل الأخبار اللى زى النيلة اللى بتنشرها الجرائد النكدية الصباحية.. أصحاب هذه الجرائد هم أنفسهم أصحاب قنوات اليأس والإحباط.. وإذا ماكانوش كده بيكونوا نسايب أو نصايب سيان..

أشعر فى الأيام الأخيرة بأن الرئيس غاضب منفعل.. حزين.. أراه تكاد الدموع تسح من عينيه.. الواحد شايل هم الولاد الأربعة وأمهم وهو شايل هم ٩٢ مليون مصرى.. شيلة طبعًا تقيلة.. تقيلة قوى قوى..

تانى يوم دخلت على الفيس لقيت نفسى اللى حسيت به إمبارح مكتوب على بوست بلغة ليس فيها قعورة أو منظرة كتبه واحد اكتشفت أنه صديق قديم لى كانت آخر مرة شفته فيها قبل اللى حصل فى يناير ٢٠١١!

من حلاوته البوست كنت عاوز أبوس اللى مكتوب.. وصاحب البوست (نور بكر)..الله عليك يادكتور السياحة.. الله عليك ياناصرى حتى النخاع.. إيه الحلاوة دى.. إيه العنوان الجذاب ده.. «سيادة الرئيس لا تحزن».. الله الله ينور عليك يادكتور نور.. اسمح لى أعيد نشر ما كتبته من أول العنوان حتى آخر الكلام:

سيادة الرئيس لا تحزن..

عفوًا عظيم مصر وكبيرها .. أعلاه عنوان لم أقصد به سوى تذكير الناس والعباد مصداقًا لقوله تعالى: «وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين».

.. ينسى الناس أيام كان الواحد منا لا يأمن أن يخرج من منزله هو أو وأسرته..

.. ينسى الناس أيام لجان شعبية كان يقف فيها الناس أمام منازلهم فى الشارع خوفًا من سرقة وترويع وإرهاب محتمل..

.. ينسى الناس أياما غبرة سوداء انتشرت فيها رائحة الغاز والبارود وتاهت الجمعة - التى تمنيناها، حيث أصبح كل جمعة بمسمى.. يحمل الخوف والترهيب وغياب الناس.. حتى عن المساجد..

.. جمعة الغضب.. وجمعة الحسم.. وجمعة المصير.. وجمعة القرف وجمعة «أم ترتر»..

.. ينسى الناس أيام الخطف والفدية للبشر والسيارات وخطف بسمة اللى سابها زوجها أو خطيبها وقتئذ عمرو حمزاوى وجرى فى شوارع مدينة الشيخ زايد..

.. ينسى الناس أياما طاح فيها الوريث وشلته فى كل مواقع والحكم وأصبحت «السياسات» الباب الملكى للسلطة والنفوذ والتحكم فى العباد والرقاب.. .

.. ينسى الناس أياما تقدم فيها قتلة السادات عبود الزمر وطارق الزمر وعاصم عبدالماجد احتفالات أكتوبر وقطع كبير الإخوان الدكتور مرسى العلاقات مع سوريا الشقيقة، بينما الكل صامتون.. .

ينسى الناس فتح أبواب السجون للقتلة ومساجين تنظيم الجهاد والإرهابيين لتنتشر فى العاصمة القاهرة ميلشيات تزرع الخوف، وتعتصم فى رابعة والنهضة رافعين شعار نكاح الجهاد ومكبرين مهللين لاقتراب الأسطول الأمريكى من سواحلنا..!

.. ينسى الناس يوم بكى فنانو مصر على مسرح نادى الجلاء، مطالبين الفريق أول السيسى: قلنا: خلى بالك من مصر يا أفندم..

.. ينسى الناس أننا هتفنا ضد حكم مرسى والإخوان أيام أنذرهم وزير الدفاع المهلة نسينا يومها أننا تقننا يلا ياسيسى خد قرارك شعب مصر فى انتظارك.. ثم هتفنا :انزل ياسيسى وكمل مشوارك.

.. ينسى الناس أن السيسى صارحنا بأوضاع البلاد بعد فوضى وخراب وأعباء للإصلاح فتعهدنا بمشاركته ودعمه وتحمل كل المخاطر..

.. ينسى الناس أنه لو كان نام السيسى يوم ٣٠ يونيه وتهاون الجيش.. كان سيكون حالنا وبيع نسائنا فى أسواق العبيد.

.. ينسى الناس أن السيسى ورجاله حملوا رؤوسهم على أكفهم استجابة لنداء الناس ومصر..

.. ختاما أقول لم ينس شعبنا عطاء الرجال وخطواتهم الثابتة على طريق الغد المشرق ولتحيا مصر رغم ما بذلته جماعة الشر من محاولات - لا تزال - لتزييف الوعى واستثمار معاناة الناس والعزف على آلام الناس الصابرين والصامدين..

.. لم ينس الناس بعد تولى السيسى سدة الحكم ما حققه بسرعة وبسياسات حكيمة من عودة مظفرة لمصر لموقعها ومكانتها عربيا وإفر يقيا ودوليا.. عزيزة بين الأمم..

.. وختاما.. شعبنا الصابر فى الأزقة والنجوع وكل الربوع لن يبيع الأرض والعرض والشرف بقزازة زيت أو كيلو لحم.. شعبنا علم الدنيا أنه تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها.. ونموت نموت وتحيا مصر.. نحن الصابرين على مكاره حكم القتلة والإخوان وفوضى نحانيح وباعة الأوطان.. نحن الذين نرضع وأولادنا منذ الطفولة يعنى إيه كلمة وطن..

.. من قلب مصرى منزه عن الهوى قاتل ويقاتل حتى اليوم دفاعا عنها أقولها ياريس.. الشعب معك وحولك.. الشعب الحقيقى الذى يعشق ترابها وقلة المال غياتها حتى ولو كان الثمن وطن وشعب.. كمل مشوارك معانا..

..لا تهن ولا تحزن إنك أنت الأعلى.. . الشعب والناس معك.. صدورنا دروع تحمى خطاك ليبقى لنا وطن.

بالبلدى ولا يهمك ياريس.. الشعب كاشفهم ياريس..

وتحيا مصر .. تحيا مصر.. تحيا مصر..

• • • •

الله ينور عليك يا نور يا بكر.. وعندك كل الحق .. يا ريس لا تحزن!!