الإثنين 13 مايو 2024

جائحة‭ ‬الساحل

مقالات3-9-2021 | 21:21

    حالة‭ ‬من‭ ‬الانفلات‭ ‬يتعامل‭ ‬بها‭ ‬الناس‭ ‬تجاه‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬المتبعة‭ ‬للوقاية ‭ ‬من‭ ‬‮«‬كوفيد‭ ‬ــ‭ ‬19‮»‬‭ ‬ومع‭ ‬دخول‭ ‬الموجة‭ ‬الرابعة‭.. ‬واقتراب‭ ‬بدء‭ ‬العام‭ ‬الدراسى‭ ‬الجديد‭.. ‬ تنذر‭ ‬بخطر‭ ‬كبير‭.. ‬‮«‬جائحة‮»‬‭ ‬أخرى‭ ‬فى‭ ‬الساحل‭ ‬الشمالى،‭ ‬أصابت‭ ‬الأخلاق‭ ‬والقيم‭ ‬والرُقى،‭ ‬وأفرزت‭ ‬تداعيات‭ ‬سلبية‭ ‬مثل‭ ‬القبح‭ ‬والتدنى‭ ‬والابتذال‭.. ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نتصدى‭ ‬بحسم‭ ‬وحزم‭.. ‬لنعيد‭ ‬الانضباط‭ ‬السلوكى‭ ‬والأخلاقى‭.. ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬هؤلاء‭ ‬المهملون‭ ‬والمنفلتون‭ ‬إلى‭ ‬بؤر‭ ‬للخطر‭ ‬المجتمعى‭.. ‬فليكن‭ ‬القول‭ ‬الفصل‭ ‬فى‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬دون‭ ‬تردد‭ ‬وبقسوة‭.‬

يقال‭ ‬إننا‭ ‬دخلنا‭ ‬فى‭ ‬الموجة‭ ‬الرابعة‭ ‬من‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬‭.. ‬والحديث‭ ‬عن‭ ‬تعدد‭ ‬أنواع‭ ‬الفيروس‭ ‬وتحوراته‭.. ‬وخطورة‭ ‬الأنواع‭ ‬الجديدة‭.. ‬فى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬نحن‭ ‬على‭ ‬بُعد‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الدراسى‭ ‬الجديد‭.. ‬والدكتور‭ ‬طارق‭ ‬شوقي،‭ ‬وزيرالتربية‭ ‬والتعليم‭ ‬أعلنها‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭: ‬الحضور‭ ‬الكامل،‭ ‬وتفعيل‭ ‬الحضور‭ ‬والغياب‭ ‬بالمدارس‭.. ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬جميل‭ ‬وعادي،‭ ‬لكن‭ ‬الغريب‭ ‬والعجيب‭ ‬جداً‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬نرى‭ ‬شخصاً‭ ‬فى‭ ‬الشارع‭ ‬أو‭ ‬المواصلات‭ ‬العامة‭ ‬أو‭ ‬الشواطئ‭ ‬والمصايف‭ ‬والساحل‭ ‬الشمالي،‭ ‬وما‭ ‬أدراك‭ ‬ما‭ ‬الساحل‭ ‬الشمالي،‭ ‬الناس‭ ‬مش‭ ‬لابسة‭ ‬حاجة‭ ‬‮ «هتلبس‭ ‬كمامة»؟‭!.. ‬وهذا‭ ‬التكدس‭ ‬والازدحام‭ ‬فى‭ ‬المولات‭ ‬والسلاسل‭ ‬التجارية‭.. ‬وعودة‭ ‬المقاهى‭ ‬‮«‬والشيشة‮»‬‭ ‬جهاراً‭ ‬نهاراً،‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعارها،‭ ‬وكل‭ ‬الأمور‭ ‬لدى‭ ‬المواطن‭ ‬سداح‭ ‬مداح،‭ ‬رغم‭ ‬نداءات‭ ‬الحكومة‭ ‬المتكررة‭ ‬بتوخى‭ ‬الحذر‭ ‬والالتزام‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الاحترازية،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يسمع،‭ ‬ولا‭ ‬أحد‭ ‬يتعظ‭ ‬من‭ ‬أعداد‭ ‬الموتى‭ ‬فى‭ ‬العالم،‭ ‬أو‭ ‬العذاب‭ ‬الذى‭ ‬يلقاه‭ ‬المصابون‭.‬

بطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬ومع‭ ‬دخول‭ ‬الموجة‭ ‬الرابعة‭ ‬واقتراب‭ ‬انتهاء‭ ‬الصيف،‭ ‬ودخول‭ ‬‮«‬البرد‮» ‬‭.. ‬وحالة‭ ‬الفوضى‭ ‬والإهمال،‭ ‬وعدم‭ ‬الالتزام‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الاحترازية،‭ ‬وبدء‭ ‬العام‭ ‬الدراسى،‭ ‬ستكون‭ ‬الأمور‭ ‬ليست‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يرام‭.. ‬وما‭ ‬نراه‭ ‬فى‭ ‬الشارع‭ ‬المصرى‭ ‬ينذر‭ ‬بخطر‭ ‬داهم‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬تجاهل‭ ‬المواطن‭ ‬لأى‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الإجراءات،‭ ‬إلا‭ ‬مَنْ‭ ‬رحم‭ ‬ربى‭.‬

الغريب‭ ‬أن‭ ‬المواطن‭ ‬ملتزم‭ ‬بدخول‭ ‬محطات‭ ‬مترو‭ ‬الأنفاق‭ ‬‮«‬بالكمامة‮»‬‭.. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الموقف‭ ‬داخل‭ ‬عربات‭ ‬المترو‭ ‬مختلف‭ ‬تماماً،‭ ‬فلا‭ ‬تجد‭ ‬إلا‭ ‬القليل‭ ‬ممن‭ ‬يرتدى‭ ‬‮«‬الكمامة‮»‬‭.. ‬ حتى‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬قال‭ ‬ساخراً‭ ‬إن‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬‭ ‬ من‭ ‬فرط‭ ‬الزحام‭ ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬لنفسها‭ ‬مكاناً‭.. ‬فلا‭ ‬أدرى‭ ‬لماذا‭ ‬يفعل‭ ‬الناس‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأمور،‭ ‬ويفرطون‭ ‬فى‭ ‬سلامتهم‭ ‬أولاً،‭ ‬وسلامة‭ ‬المحيطين‭ ‬بهم‭ ‬ثانياً‭.. ‬ويعلمون‭ ‬جيداً‭ ‬أنهم‭ ‬يذهبون‭ ‬إلى‭ ‬منازلهم،‭ ‬حيث‭ ‬أسرهم‭ ‬أو‭ ‬الأب‭ ‬والأم‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬السن‭.. ‬وفى‭ ‬النهاية‭ ‬لم‭ ‬يتخذ‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬العظة‭ ‬والعبرة‭ ‬مما‭ ‬حدث‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬من‭ ‬وفيات‭ ‬وإصابات‭ ‬وآثار‭ ‬سلبية‭.‬
الدولة‭ ‬بح‭ ‬صوتها‭ ‬بالتحذير‭ ‬ومطالبة‭ ‬المواطنين‭ ‬بالالتزام‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬والتوعية‭ ‬بخطورة‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس‭ ‬اللعين‭.‬

لذلك‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬المؤشرات‭ ‬والتوقعات‭ ‬طبقاً‭ ‬للمشاهد‭ ‬الحالية،‭ ‬وما‭ ‬نراه‭ ‬فى‭ ‬المدن‭ ‬الساحلية‭ ‬والشوارع‭ ‬والمواصلات‭ ‬العامة‭ ‬ووسائل‭ ‬النقل‭ ‬والمقاهى‭ ‬والمولات‭.. ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬العام‭ ‬الدراسى‭ ‬الجديد‭ ‬مستقراً،‭ ‬رغم‭ ‬جهود‭ ‬الدولة‭ ‬فى‭ ‬السعى‭ ‬لتطعيم‭ ‬المدرسين‭ ‬وأعضاء‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬فى‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات؟‭!!‬

الأمر‭ ‬يحتاج‭ ‬الآن‭ ‬تدخلاً‭ ‬حاسماً‭ ‬وحازماً‭.. ‬وإعادة‭ ‬الانضباط‭ ‬وتعظيم‭ ‬العقوبات‭.. ‬وإنهاء‭ ‬حالة‭ ‬الفوضي‭.. ‬فالدولة‭ ‬تريد‭ ‬استمرار‭ ‬الحياة‭ ‬والعمل‭ ‬مع‭ ‬الأخذ‭ ‬بأعلى‭ ‬درجات‭ ‬الحيطة‭ ‬والإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬لتجنب‭ ‬الإصابة‭ ‬والوقاية‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬وكوارث‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس‭ ‬اللعين‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬يتردد‭ ‬عن‭ ‬أشكال‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬‮«‬تحور‭ ‬الفيروس‮»‬.‬

على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬تُفاجأ‭ ‬فى ‬‮ «‬الأسانسيرات»‬‭ ‬أنك‭ ‬وسط‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬مَن‭ ‬يرتدى  ‬‮«‬الكمامة‮»‬ ‭‬وكأن‭ ‬الأمور‭ ‬عادية‭ ‬وطبيعية،‭ ‬وليس‭ ‬هناك‭ ‬وجود‭ ‬لفيروس‭ ‬خطير،‭ ‬حيَّر‭ ‬العالم‭ ‬والمراكز‭ ‬البحثية،‭ ‬وأودى‭ ‬بحياة‭ ‬الملايين،‭ ‬وتسبب‭ ‬فى‭ ‬كوارث‭ ‬اقتصادية‭ ‬جسيمة،‭ ‬وأربك‭ ‬الدول‭ ‬الكبري،‭ ‬وعطَّل‭ ‬الحياة‭ ‬فى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬بقاع‭ ‬المعمورة،‭ ‬وعزل‭ ‬البلدان‭ ‬عن‭ ‬بعضها‭ ‬البعض‭.‬

مَن‭ ‬أمِنَ‭ ‬العقاب‭ ‬أساء‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬فيروس  ‬‮«‬كورونا»‬‭ ‬وضرب‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬عرض‭ ‬الحائط‭ ‬وتسبب‭ ‬فى‭ ‬إلحاق‭ ‬الضرر‭ ‬بالناس‭ ‬من‭ ‬حوله ‬وهدد‭ ‬بكارثة‭ ‬مع‭ ‬المهملين‭ ‬أمثاله‭.‬

ما‭ ‬يحدث‭ ‬فى‭ ‬الساحل‭ ‬الشمالى‭ ‬لا‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬المصريين‭ ‬أو‭ ‬أخلاقهم‭ ‬ومبادئهم‭ ‬وقيمهم‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬بل‭ ‬مهازل‭ ‬ترتكب‭ ‬باسم‭ ‬الحرية‭.. ‬والساحل‭ ‬أيضاً‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬مصر،‭ ‬تنطبق‭ ‬عليه‭ ‬قوانين‭ ‬وقيم‭ ‬وأخلاقيات‭ ‬المصريين‭.. ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬لكل‭ ‬هذا‭ ‬‮«‬الفجور‮»‬‭ ‬فى‭ ‬السلوك‭ ‬أن‭ ‬يستشرى،‭ ‬وغير‭ ‬مسموح‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬نمطاً‭ ‬للحياة‭ ‬أو‭ ‬نسقاً‭ ‬مجتمعياً‭.. ‬لأنه‭ ‬ضد‭ ‬قيم‭ ‬وأصول‭ ‬وعادات‭ ‬المصريين‭.. ‬فالمشاهد‭ ‬و«الفيديوهات‮»‬‭ ‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬عُرى‭ ‬وتدنٍ‭ ‬وسكر‭ ‬وعربدة‭ ‬وخلاعة‭ ‬ومجون‭ ‬وابتذال‭ ‬وسوقية‭ ‬وبلطجة،‭ ‬وبنات‭ ‬وسيدات‭ ‬يتمايلن‭.. ‬ومطربين‭ ‬ومطربات‭ ‬درجة‭ ‬عاشرة‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬الساقطات‭.‬

الساحل‭ ‬الشمالى‭ ‬فيه‭ ‬فئة‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬فى‭ ‬منتهى‭ ‬التسيب‭ ‬والانحلال‭ ‬والعربدة،‭ ‬ولا‭ ‬أقول‭ ‬الإباحية‭.. ‬فقد‭ ‬كنا‭ ‬نستكثر‭ ‬على‭ ‬الأجانب‭ ‬سلوكياتهم‭ ‬فى‭ ‬شواطئنا‭ ‬ومنتجعاتنا‭.. ‬والآن‭ ‬نرى‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬المصريين‭ ‬ما‭ ‬يفوق‭ ‬بعشرات‭ ‬المرات‭ ‬سلوك‭ ‬الأجانب،‭ ‬الذين‭ ‬يعبرون‭ ‬عن‭ ‬ثقافاتهم‭ ‬وطبيعة‭ ‬مجتمعاتهم‭.. ‬لكنه‭ ‬ليس‭ ‬سلوك‭ ‬أو‭ ‬ثقافة‭ ‬المصريين‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭.‬

الثراء‭ ‬لا‭ ‬يعنى‭ ‬الفُحش‭ ‬والقُبح،‭ ‬بل‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المال‭ ‬فرصة‭ ‬ثمينة‭ ‬للإبداع‭ ‬والجمال‭ ‬والرُقىّ‭ ‬والتحضُر‭.. ‬وهنا‭.. ‬أين‭ ‬الأسر‭ ‬المصرية‭.. ‬وأين‭ ‬نخوة‭ ‬الشباب‭.. ‬وغيرته‭ ‬على‭ ‬زوجته‭ ‬أو‭ ‬أخته‭.. ‬هل‭ ‬وصل‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬ديوث‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬الشخص‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬يغار‭ ‬على‭ ‬أهله،‭ ‬عندما‭ ‬يرى‭ ‬منهم‭ ‬منكراً‭ ‬أو‭ ‬فحْشاء؟‭!!.. ‬لا‭ ‬أدرى‭ ‬كيف‭ ‬تقبل‭ ‬النساء‭ ‬الرجال‭.. ‬وسلامات‭ ‬بالأحضان‭.. ‬والزوج‭ ‬والشقيق‭ ‬يشاهد‭ ‬أمامه‭.. ‬الأمر‭ ‬تجاوز‭ ‬ذلك‭ ‬بكثير،‭ ‬رقص‭ ‬بلا‭ ‬ملابس‭ ‬على‭ ‬شاطئ‭ ‬البحر‭ ‬ونساء‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬سكر‭ ‬وترنح‭.. ‬وحفلات‭ ‬يسكنها‭ ‬ويديرها‭ ‬الشيطان‭ ‬نفسه،‭ ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬فيها‭ ‬أى‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الاحترام‭ ‬أو‭ ‬الأخلاق‭.. ‬بل‭ ‬الكل‭ ‬فى‭ ‬واحد‭.‬

المولى‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬من‭ ‬فوق‭ ‬سبع‭ ‬سماوات‭ ‬احترم‭ ‬العلاقة‭ ‬الخاصة‭ ‬بين‭ ‬الزوجين‭.. ‬وساقها‭ ‬بأدب‭ ‬فريد‭ ‬‮«‬نساؤكم‭ ‬حرث‭ ‬لكم‭ ‬فأتوا‭ ‬حرثكم‭ ‬أنى‭ ‬شئتم‮»‬‭.. ‬و«هُن‭ ‬لباس‭ ‬لكم‭ ‬وأنتم‭ ‬لباس‭ ‬لهن‮»‬‭.. ‬ و«قدموا‭ ‬لأنفسكم‮» ‬‭.. ‬فهل‭ ‬هناك‭ ‬رُقى‭ ‬وأدب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭.. ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬المولى‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬استحي،‭ ‬وهو‭ ‬الأعظم‭ ‬والقادر‭.. ‬فكيف‭ ‬لهذه‭ ‬الفئات‭ ‬أن‭ ‬تتجرأ‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭.. ‬ربما‭ ‬يخرج‭ ‬علينا‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬دُعاة‭ ‬الإباحية‭ ‬والانفلات‭ ‬الأخلاقي‭.. ‬يتهموننا‭ ‬بمصادرة‭ ‬الحريات‭.. ‬وأقول‭: ‬هذه‭ ‬ليست‭ ‬حريات،‭ ‬بل‭ ‬دعارة‭ ‬واضحة‭.. ‬ومكتملة،‭ ‬وللأسف‭ ‬ليست‭ ‬مصايف،‭ ‬ولكنها‭ ‬‮«‬مواخير‮» ‬‭.. ‬وأماكن‭ ‬للعاهرات‭.. ‬وغير‭ ‬مقبول‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬أن‭ ‬يتقبل‭ ‬المصريون‭ ‬هذا‭ ‬الانحلال‭ ‬والانحراف،‭ ‬والابتعاد‭ ‬عن‭ ‬منظومة‭ ‬القيم‭ ‬والأخلاق‭ ‬المصرية،‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬حساب‭ ‬وقانون‭ ‬وإعادة‭ ‬صياغة‭ ‬لسلوكيات‭ ‬هؤلاء،‭ ‬ووضع‭ ‬ضوابط‭ ‬للمصايف‭.. ‬فغير‭ ‬معقول‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬حفلات‭ ‬ماجنة‭ ‬وخليعة‭ ‬على‭ ‬الشواطئ،‭ ‬الفتيات‭ ‬عاريات،‭ ‬وفى‭ ‬أحضان‭ ‬الشباب‭.. ‬وربما‭ ‬نشهد‭ ‬قريباً‭ ‬شواطئ‭ ‬للعُراة،‭ ‬وغيرها‭.. ‬ولا‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬لأننى‭ ‬أخجل‭ ‬من‭ ‬ذكر‭ ‬ظواهر‭ ‬أخرى‭.‬

أكرر‭ ‬السؤال‭:‬ ‬أين‭ ‬الأسر‭ ‬المصرية‭.. ‬وهل‭ ‬هذه‭ ‬عاداتنا‭ ‬وتقاليدنا،‭ ‬وأخلاقنا،‭ ‬وتعاليم‭ ‬أدياننا؟‭!.. ‬وهل‭ ‬المال‭ ‬والثراء‭ ‬يعنى‭ ‬الفُحْش‭ ‬والإباحية‭ ‬والتدني؟‭!.. ‬وأين‭ ‬النخوة‭ ‬والغيرة‭ ‬على‭ ‬الزوجة‭ ‬والابنة‭ ‬والأخت‭.. ‬هل‭ ‬أصبحنا‭ ‬بلا‭ ‬أى‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الخجل‭ ‬والحياء؟‭!.. ‬لا‭ ‬أقول‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬ظاهرة‭ ‬عامة،‭ ‬فالمصريون‭ ‬شعب‭ ‬محترم،‭ ‬يتمتع‭ ‬بالنخوة‭ ‬والرجولة‭ ‬والتدين‭ ‬الصحيح‭.. ‬وأعرف‭ ‬أثرياء‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الأخلاق‭ ‬والقيم‭.. ‬لكن‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نبحث‭ ‬ونسأل‭: ‬من‭ ‬أين‭ ‬هؤلاء‭.. ‬ومن‭ ‬أين‭ ‬جاءوا‭.. ‬وكيف‭ ‬تربوا؟‭!.. ‬وهل‭ ‬سنظل‭ ‬صامتين‭ ‬مكتوفى‭ ‬الأيدى‭ ‬حيال‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬والسلوكيات‭ ‬الدخيلة؟‭!!‬

لماذا‭ ‬لا‭ ‬تقام‭ ‬الحفلات‭ ‬ليلاً‭ ‬وليس‭ ‬على‭ ‬البحر،‭ ‬وبشروط‭ ‬وضوابط‭.. ‬وهناك‭ ‬مَن‭ ‬يراجعها،‭ ‬ويحاسب‭ ‬على‭ ‬التجاوز‭ ‬فى‭ ‬الشكل‭ ‬التقليدى‭ ‬للحفلات‭.. ‬وأين‭ ‬الرقابة‭ ‬والقانون‭ ‬والحساب‭ ‬والعقاب‭.. ‬فالساحل‭ ‬أرض‭ ‬مصرية‭ ‬تنطبق‭ ‬عليها‭ ‬قوانين‭ ‬الفعل‭ ‬الفاضح‭ ‬فى‭ ‬الطريق‭ ‬العام،‭ ‬فالخصوصية‭ ‬أنك‭ ‬تفعل‭ ‬ما‭ ‬تشاء‭ ‬فى‭ ‬بيتك‭ ‬وبضوابط‭ ‬أيضاً،‭ ‬فلا‭ ‬تحوله‭ ‬إلى‭ ‬بيت‭ ‬دعارة،‭ ‬ولكن‭ ‬افعل‭ ‬مع‭ ‬أهلك‭ ‬ما‭ ‬تشاء،‭ ‬وفى‭ ‬نطاق‭ ‬الأسرة‭.‬ هذا‭ ‬الانفلات‭ ‬والإباحية‭ ‬لا‭ ‬يبشران‭ ‬بالخير‭.. ‬فالمولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬يقول‭: ‬‮: «وإذا‭ ‬أردنا‭ ‬أن‭ ‬نهلك‭ ‬قرية‭ ‬أمرنا‭ ‬مترفيها‭ ‬ففسقوا‭ ‬فيها‭ ‬فحق‭ ‬عليها‭ ‬القول‭ ‬فدمرناها‭ ‬تدميراً‮» ‬‭.. ‬صدق‭ ‬اللَّه‭ ‬العظيم‭.. ‬وأنا‭ ‬لست‭ ‬من‭ ‬المتشددين‭ ‬أو‭ ‬المتطرفين‭.. ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬ديننا،‭ ‬وهذه‭ ‬أخلاقياتنا‭.. ‬فالرسول‭ ‬العظيم‭ (‬صلى‭ ‬اللَّه‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬عندما‭ ‬جاءه‭ ‬شاب‭ ‬يريد‭ ‬السماح‭ ‬له‭ ‬بالزنى،‭ ‬قال‭ ‬له:‭ ‬‮ «أترضاه‭ ‬لأمك‭ ‬أو‭ ‬أختك»‬‭.. ‬تلك‭ ‬هى‭ ‬النخوة‭ ‬والرجولة،‭ ‬وطبيعة‭ ‬البشر‭ ‬ونواميس‭ ‬الكون‭.. ‬أما‭ ‬هذا‭ ‬الانحراف،‭ ‬فلا‭ ‬نعرفه‭.. ‬أن‭ ‬يقف‭ ‬المرء‭ ‬دون‭ ‬إحساس‭ ‬أو‭ ‬خجل‭ ‬وزوجته‭ ‬أو‭ ‬ابنته‭ ‬أمامه‭ ‬شبه‭ ‬عارية،‭ ‬أو‭ ‬يقبلها‭ ‬شخص‭ ‬غريب،‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬المحارم‭.. ‬فتلك‭ ‬مصيبة،‭ ‬وتستطيع‭ ‬أن‭ ‬تبنى‭ ‬عليها‭ ‬أموراً‭ ‬أكثر‭ ‬خطورة‭.. ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬انهيار‭ ‬وانحلال‭ ‬بعض‭ ‬الأسر‭.. ‬وتحول‭ ‬المال‭ ‬والثراء‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مصدراً‭ ‬للرقى‭ ‬والاحترام‭ ‬إلى‭ ‬مصدر‭ ‬للانحلال‭.. ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نحاسب‭ ‬ونعيد‭ ‬صياغة‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة‭ ‬قبل‭ ‬فوات‭ ‬الأوان‭.. ‬فمن‭ ‬أمن‭ ‬العقاب‭ ‬أساء‭ ‬الأدب‭.. ‬وعلينا‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬نوفر‭ ‬البديل‭ ‬الراقى‭ ‬والمحترم‭.. ‬فلا‭ ‬نترك‭ ‬الساحة‭ ‬للقبح‭ ‬والتدنى‭ ‬والابتذال‭.. ‬فكيف‭ ‬نترك‭ ‬الساحة‭ ‬للساقطات‭ ‬من‭ ‬المطربات‭ ‬ومطربى‭ ‬المهرجانات‭.. ‬والقبح‭.. ‬وعلينا‭ ‬أن‭ ‬ندفع‭ ‬بأصحاب‭ ‬المواهب‭ ‬والفن‭ ‬الراقى‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد،‭ ‬لنرتقى‭ ‬بالذوق‭ ‬العام‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الفن‭ ‬الاستهلاكي،‭ ‬الذى‭ ‬تحكمه‭ ‬الغرائز‭ ‬والإباحية‭ ‬والقبح‭.‬
ظواهر‭ ‬شاكوش‭ ‬وبيكا‭ ‬وروبي،‭ ‬وأغانى‭ ‬المؤخرات‭ ‬و«الهوت‭ ‬شورت‮»‬‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬ترحل‭ ‬كما‭ ‬رحلت‭ ‬‮«‬الغازية‮»‬‭ ‬لننشر‭ ‬الجمال‭ ‬والرقى‭ ‬والطهر،‭ ‬ليحل‭ ‬محل‭ ‬التدنى‭ ‬والابتذال‭ ‬والفُحش‭.‬

لا‭ ‬حديث‭ ‬للناس‭ ‬فى‭ ‬الشوارع‭ ‬وعلى‭ ‬الـ«سوشيال‭ ‬ميديا‮»‬ ‭ ‬والمكاتب‭ ‬سوى‭ ‬عن‭: ‬إيه‭ ‬اللى‭ ‬بيحصل‭ ‬فى‭ ‬الساحل؟‭!.. ‬هذه‭ ‬‮«‬المليطة»‬‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تتوقف‭ ‬فوراً‭.. ‬وتُعاد‭ ‬صياغة‭ ‬المنظومة‭.. ‬وهذا‭ ‬الشباب‭ ‬المنحل‭ ‬كيف‭ ‬سيتحمل‭ ‬المسئولية‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭.. ‬وهل‭ ‬يمكن‭ ‬التعويل‭ ‬عليه‭ ‬فى‭ ‬المستقبل؟‭!.. ‬وهل‭ ‬أصبح‭ ‬بعض‭ ‬الشباب‭ ‬عبيداً‭ ‬للنزوات‭ ‬والغرائز‭ ‬والقبح؟‭!.. ‬وما‭ ‬خفى‭ ‬كان‭ ‬أعظم،‭ ‬ولا‭ ‬داعى‭ ‬للحديث‭.‬

علينا‭ ‬أن‭ ‬نتوقف‭ ‬ونحاسب‭ ‬أنفسنا‭ ‬كأسر‭.. ‬بل‭ ‬كشعب‭.. ‬هل‭ ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬البعض‭ ‬منا‭ ‬يتفق‭ ‬مع‭ ‬أخلاقياتنا‭ ‬وقيمنا‭ ‬وديننا‭.. ‬أم‭ ‬نحن‭ ‬أسْرَى‭ ‬ثقافات‭ ‬تدسها‭ ‬قوى‭ ‬معادية‭ ‬وإباحية‭ ‬ممنهجة‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تنال‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬وشبابه‭ ‬الذى‭ ‬يمثل‭ ‬عصب‭ ‬أمنه‭ ‬القومي؟‭!!‬

نحتاج‭ ‬إعادة‭ ‬بعث‭ ‬وإحياء‭ ‬لمنظومة‭ ‬القيم‭ ‬المصرية،‭ ‬وضوابط‭ ‬لكل‭ ‬شيء‭.. ‬ليس‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬مصادرة‭ ‬الحرية،‭ ‬لأنها‭ ‬ليست‭ ‬حرية،‭ ‬بل‭ ‬أشياء‭ ‬أخري،‭ ‬يعف‭ ‬اللسان‭ ‬عن‭ ‬ذكرها‭.‬

أقول‭ ‬إن‭ ‬مصر‭ ‬بخير‭.. ‬وإن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬صادر‭ ‬من‭ ‬فئة‭ ‬قليلة،‭ ‬لا‭ ‬تمثل‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬المحافظ،‭ ‬صاحب‭ ‬الأخلاق‭ ‬والشهامة‭ ‬والرجولة‭ ‬والنخوة،‭ ‬والمتدين‭ ‬بشكل‭ ‬صحيح‭ ‬ووسطي‭.. ‬لذلك‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬وقفة‭ ‬مع‭ ‬هؤلاء‭.‬
نحتاج‭ ‬تفعيل‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬للوقاية‭ ‬من‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬،‭ ‬ونحتاج‭ ‬أيضاً‭ ‬إجراءات‭ ‬احترازية‭ ‬لحماية‭ ‬مجتمعنا‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬سلوكيات‭ ‬الساحل،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬وقف‭ ‬خطر‭ ‬انتشار‭ ‬جائحة‭ ‬الساحل‭ ‬وإعادة‭ ‬صياغة‭ ‬المنظومة‭ ‬لضبط‭ ‬الأمور‭ ‬فى‭ ‬المصايف‭ ‬والمنتجعات‭.‬
 

Dr.Radwa
Egypt Air