تصدر قريباً عن مؤسسة بيت الحكمة للثقافة، طبعة جديدة منقحة ومراجعة للنسخة الأصلية من ترجمة مترجمين صينيين مجهولين لمختارات قصصية لأديب الصين لوشون، من إعداد ومراجَعة وتقديم الدكتور أحمد السعيد.
صدرت هذه المختارات في طبعتها الأولى خلال الثورة الثقافية الصينية عن دار النشر باللغات الأجنبية في سبعينات القرن الماضي، وبدون اسم لمترجمها. تضم النسخة الحديثة مقدمة للوشون كتبها في عشرينات القرن الماضي.
ويعتبر لوشون متربعا على عرش الأدب الصيني والأب الشرعي للقصة الصينية الحديثة، وهو عميد الأدب الصيني بلا منازع، وكانت قصة "يوميات مجنون" باكورة أعمال الكاتب الصيني المبدع والتي فتحت له الطريق أمام التألق والإبداع الأدبي بعد أن نشرت لأول مرة في مجلة "الشباب الجديد"، والتي ساهم في تحريرها، وكان من بين إسهاماته التحريرية المقالات التوعوية والفكرية مساهمة منه في التنوير المجتمعي، كما كان له دورًا بارزًا في الهيئات والمنظمات اليسارية، وعلى رأسها "رابطة الكّتاب" الجناح اليساري، ورابطة الدفاع عن الحقوق المدنية.
وكان له دورًا بارزًا ومواقف مشهودة في حركة الرابع من أيار، التي تبنت مواقف مناهضة للإمبريالية والهيمنة لكل من "بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، الولايات المتحدة" على بلده الصين، التي ازدهرت لعقد من الزمن كحراك اجتماعي حداثي ناقد، ثم أصبحت رمزًا للحرية الفكرية والفنية.
التف النقاد حول قصة يوميات مجنون باعتبارها أول قصة صينية بأسلوب غربي من وجهة نظرهم، حيث يدين فيها المجنون تراث الكونفوشية الذي حول المجتمع إلى وحش يفترس أفراده، حيث الكتابة المحكمة بأسلوب بسيط يصل إلى المتلقي في إطار شيق من خلال راو واحد على عكس المتعارف عليه في الأدب الصيني حينها والذي يضم عدة رواة، وهو ما أسهم في نشر قصنة كنوع أدبي جديد وفريد على بيئته.