الأحد 19 مايو 2024

في ذكرى رحيل المنفلوطي : العقاد يوزع بصل على الطلاب (لغير صالح )

24-5-2017 | 17:19



في مقال نشر بمجلة المجلة  بتاريخ 1 نوفمبر 1962 للكاتب الكبير عباس محمود العقاد بعنوان " مصطفى لطفي المنفلوطي كما عرفته " يستهله العقاد قائلا " في فترة من تاريخ ثقافتنا ، وفي أيام لا تتجاوز أيام الحرب العالمية الأولى ، كان السائل يسأل من أكتب الكتاب في لغتنا العربية ؟ فيسمع الجواب من الكثرة الغالبة : إنهما اثنان : الشيخ علي يوسف والشيخ مصطفى لطفي المنفلوطي ".

ويتعرض العقاد في مقاله لأسلوب المنفلوطي الذي تميز بحساسيته المفرطة وكتابته التي اتسمت بالبكاء والنحيب طيلة الوقت ، والتي أصبحت سمة سائدة في كتابات تلك الفترة تأثرا بكتابات المنفلوطي .
حتى أن العقاد يقول في مقالته " كانت الوصية الأولى لطالب " الإنشاء " عند أساتذة اللغة العربية بإجماع الآراء : اقرأ كتب المنفلوطي واكتب على منواله .

وأثناء ذلك يحكي العقاد بينما كان مدرسا في المدرسة الإعدادية وعند أول موضوع " انشاء "يفاجأ بكراسات الطلبة وقد جمعت من مقولات المنفلوطي وأسلوبه ما وعت فيقول العقاد " ويتصور القارئ " معلم الانشاء " يعالج في طياته كل هذا النفور الثائر على اعراض الاستكانة والخور ثم يرى أمامه -عند جمعه لأول محصول من محاصيل الكراسات الإنشائية - تلا من تلك الكراسات لا تخلو إحداها من ميزاب دمع او مأتم شجو وانين ؟

قابل العقاد هذا المظاهرة من الضعف بمظاهرة ساخرة ، فلم يكن أمامه إلا أن اتجه إلى مطبخ المدرسة وكانت مدرسة نصف داخلية إي إنها تقدم طعام الغداء للطلاب ولمن يشاء من المدرسين .
واستدعى الطباخ إلى الغرفة وسأله إن كان هناك بصل صعيدي حار ؟
وأجابه الطباخ بأن البصل الموجود كله صعيدي ومن الصنف الجيد .
فقال العقاد حسنا وأوصاه إن جاءه أحد من التلاميذ يطلب الغداء فأعطه من البصل ما يذيقه الكفاية منه ليسيل الدموع مقدار منديل أو منديلين ، وقدم الحساب بإسمي _العقاد_إلى ضابط المدرسة .
واتفقا على أن البصل لازم للمعمل في حصل "الانشاء" .
وجاءت حصلت "الانشاء" ليلتفت العقاد إلى الطلبة قائلا : من كان منكم يخزن في عينيه فائضا من الدمع فالبصل أولى بمهمة تصريفه من كراسة الانشاء .

وأشار العقاد في مقاله الى إن سرعان ما وصلت قصة الدموع والبصل إلى المنفلوطي وقد أشار إليها المنفلوطي في أول لقاء جمعه بالعقاد .