الأحد 16 يونيو 2024

بعد رصد حالات إصابة بـ«جنون البقر».. هل يؤثر على مصر؟ خبراء يجيبون

جنون البقر

تحقيقات6-9-2021 | 15:23

أماني محمد

عاود مرض جنون البقر الظهور وتصدر بؤرة الاهتمام بعد إعلان البرازيل رصدها حالتين إصابة به، حيث أعلنت تعليق صادراتها من لحوم الأبقار إلى الصين، وهو أمر أثار مخاوف من طبيعة هذا المرض وخطورته، وكيفية منع انتقاله إلى مصر، وخاصة أن مصر من الدول التي تستورد اللحوم والبرازيل هي واحدة من الدول التي تتعامل معها مصر.

وكشف مسئولون بالخدمات البيطرية طبيعة استيراد اللحوم من البرازيل ومدى تأثر ذلك بإعلان وجود إصابات بمرض جنون البقر، حيث أن مصر تستورد نحو 40% من احتياجاتها من اللحوم من الخارج، فيما أكد رئيس هيئة الخدمات البيطرية أن مصر منذ 6 أشهر تقريبا وهي لا تستورد أية لحوم حية أو مذبوحة من البرازيل بسبب ارتفاع الأسعار.

 

أسباب «جنون البقر»

وعن هذا المرض، قالت الدكتورة شيرين زكي، رئيس لجنة سلامة الغذاء بنقابة الأطباء البيطريين، إن مرض جنون البقر يصيب الحيوانات نتيجة تغيير طبيعة الأعلاف الخاصة بالحيوانات العشبية، وتغيير علائقها بأخرى تتكون من الدم أو العظام المسحوقة أو الخاصة بالبروتين الحيواني المعالج، حيث يعد ذلك هو أحد الأسباب لظهور هذا المرض وانتقاله إلى البشر.

 

وأوضحت في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أنه في المنطقة العربية لا يوجد الاهتمام الكافي بهذا المرض على عكس الاتحاد الأوروبي الذي يولي اهتماما كبيرا بمواجهة هذا الأمر، مضيفة أن هذا المرض عندما يصيب الإنسان وينتقل على مراكز التأثير العصبية للشخص، مما يصيبه بأعراض الجنون ويؤدي به في النهاية إلى الانتحار والوفاة.

 

وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي هو الأكثر اهتماما بهذا المرض عن بقية أنحاء العالم لأن الأمر بالنسبة لهم له أهمية صحية واقتصادية وإنسانية كبرى، مضيفة أنها شاركت في تدريب عام 2017 نظمه الاتحاد الأوروبي بشأن هذا الأمر، وخلال التدريب تفقدوا مجازر الاتحاد وكيفية استخراج قطع معينة من الذبيحة وتجنيبها لأنها قد تحمل هذا الخلل الذي يصيب الحيوانات وقد تنتقل إلى البشر عن طريق تناولها.

 

وأضافت أن هذه الأجزاء التي قد تنقل جنون البقر للإنسان عن تناولها هي المخ والنخاع الشوكي وبعض الأجزاء الأخرى، موضحة أن جنون البقر ليس فيروسا أو ميكروبا يصيب الحيوان ولكنه عبارة عن خلل يحدث له والاهتمام به في غاية الأهمية والخطورة، لأنه قد تحدث حالات إصابة به في أي منطقة دون أن تشخص بأن السبب فيها تناول منتجات حيوانية مصابة بهذا المرض.

 

وشددت على أنه يجب زيادة الاهتمام بهذا المرض وتكثيف البرامج التدريبية الخاصة بجنون البقر والتوعية به، معلنة عن مد يد العون بين النقابة العامة للأطباء البيطريين ممثلة في لجنة سلامة الغذاء وباقي الجهات البحثية في هذا الأمر لتناول هذا الملف بشكل أكبر وأعمق وعمل تدريبات في النقابة لإفادة الأطباء بكافة البرامج التدريبية بشأن ما يخص هذا المرض.

 

وعن خطورة جنون البقر، أكدت أن بعض حالات الإصابة به بين البشر قد تؤدي إلى حالات الانتحار بسبب تضرر وفقدان العقل بشكل تام ومعاناة الشخص جراء هذا المرض والوفاة، مشددة على أن حالات الإصابة المسجلة ليست كبيرة لكنه يؤدي إلى حالة من الانهيار التام للمصاب بهذا المرض.

 

ولفتت إلى أن هناك بعض الأجزاء المعينة في الذبيحة قد تشكل خطورة عند تناولها وهي المخ والنخاع الشوكي وأجزاء أخرى قد تتسبب في نقل هذا الخلل المسبب لجنون البقر إلى الإنسان.

إجراءات ضرورية عند استيراد اللحوم

ومن جانبه، قال الدكتور محمد المسلمي، أستاذ الرقابة الصحية على اللحوم بكلية الطب البيطري بجامعة القاهرة، إن هناك عدة إجراءات متعبة عند استيراد اللحوم سواء اللحوم الحية أو المذبوحة من البرازيل أو غيرها من الدول، حيث يتم فحص الحيوان الحي سواء من اللجان البيطرية أو من المركز الإسلامي هناك، حيث يتم فحص الحيوان قبل الاستلام، مضيفا أن اللجنة أو المركز دورهم فحص الحيوانات ما قبل الذبح والتأكد من طريقة الذبح وأنها تتفق مع الشريعة الإسلامية.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هناك بعض الأمراض العصبية التي تظهر على الحيوان الحي ويجب تكثيف الكشف عليها وتاريخ الإصابات، وغيرها من التفاصيل، مضيفة أن هذه الإجراءات يجب اتباعها وتشديدها عند الاستيراد من البرازيل لمنع انتقال مرض جنون البقر بعد رصد إصابات به.

وشدد على أنه عند استيراد اللحوم يتم رصد الموقف الوبائي في الهيئة العامة للخدمات البيطرية بناءا على معلومات المنظمة العالمية للصحة الحيوانية، التي تقدم معلومات تفصيلية عن تاريخ الإصابات والمناطق الموبوءة بأي مرض معين ومنها جنوب الأبقار، مضيفا أنه وفقا لهذه المعلومات يتم البعد عنها تماما حتى يثبت خلوها من هذا المرض.

وأشار إلى أنه بموجب هذا الموقف الوبائي يتم التصريح باستيراد اللحوم من أي من الأماكن، وإذا كان هذا الموقف جيدا يتم فحص الحيوانات الحية وطريقة ذبحها حتى يتم ذبحها وتقطيعها وتجميدها لتجنب أية مشاكل قد تحدث فيما بعد، موضحا أن خطورة مرض جنون البقر تكمن في عدم تحديد هويته سواء كان هذا المرض فيروسيا أو بكتيريا أو غير ذلك.

وأضاف أن هذا المرض ينتقل بين الحيوانات نتيجة التغيير في طبيعة العلائق والتعليف إلى الأعلاف ذات الطبيعة الحيوانية والبروتين الحيواني مما يؤثر على المراكز العصبية للحيوانات.

استيراد اللحوم من البرازيل

ومن جانبه، قال الدكتور عبد الحكيم محمود، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، إن مصر لا تستورد لحوم من البرازيل منذ أكثر من 6 أشهر، وذلك بسبب ارتفاع أسعار العجول واللحوم أو أي من منتجات اللحوم، وخاصة أن الصين أصبحت الآن شبه مستحوذة على إنتاج اللحوم، مضيفا أن مصر قبل إعلان رصد حالات جنون البقر لا تستورد لحوما أو العجول من البرازيل.

 

وأكد في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أنه بعد إعلان رصد حالتين من جنون البقر في البرازيل أمس تابعت الهيئة مواقع المنظمة العالمية للصحة الحيوانية وتبين أنه لم يتم إعلان أي شيء في هذا الصدد عبر هذه المنظمة، مضيفا أن الهيئة تحركت في أولى خطواتها بعد هذا الإعلان من خلال التواصل مع الجهات المعنية في البرازيل.

 

وأشار إلى أن الهيئة بعثت بخطابات للاستفسار والإفادة من البرازيل بشأن رصد حالتين من جنون البقر لديها وتفاصيل هذه الأنباء ومدى صحتها، مضيفا أن هناك نوعين من هذا المرض وهما نوع "تيبيكال" ونوع "أتيبيكال"، والتعامل مع أي منهما عن الآخر، فالنوع "تيبيكال" ينتقل للإنسان ويصيبه ويؤدي لمشاكل أخرى.

 

وأوضح أن هذا النوع أيضا ينتقل من حيوان لآخر، بعكس النوع "أتيبيكال"، لذلك خاطبت الهيئة الجهات المعنية في البرازيل ليفيدونا عن هذه الحالات وأعمارها وأنواع الحيوانات وكذلك الأعراض التي ظهرت عليها ونوع الإصابة، مضيفا أن الهيئة في انتظار رد الجهات المعنية في البرازيل على هذه المخاطبات لتوضيح كل التفاصيل.

 

وشدد على أن التجار نظرا لارتفاع الأسعار أصبحوا لا يعتمدون على البرازيل كمورد للحوم أو الحيوانات، ويمكن القول أنه لا يوجد أي لحوم برازيلية في السوق وإن تواجدت فستكون قديمة وليست جديدة، لأن الأسعار في البرازيل ارتفعت للغاية خلال الآونة الأخيرة لذلك لم يعد التجار يستوردون منها.