الأحد 9 يونيو 2024

مبادرة الرئيس السيسى لتقديم شقق للإيجار للمقبلين على الزواج.. أزهريون: خطوة إيجابية للتيسير على الشباب

الرئيس السيسي

تحقيقات6-9-2021 | 18:20

أماني محمد

مبادرة جديدة أعلن عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس لتقديم شقق جاهزة للشباب المقبلين على الزواج للإيجار تيسيرا عليهم تجنبا للخلافات التي تنشأ بسبب المهر وتجهيزات الزواج، وهي خطوة وصفها علماء بالأزهر بأنها تمثل مبادرة ناجحة ورائعة تيسيرا على الشباب ولتخفيف معاناتهم بسبب شراء وتجهيز الشقة، مؤكدين أن تجنب المغالاة في المهر مما دعا إليه الشرع الحنيف.

وفي تصريحات له أمس، قال الرئيس عبدالفتاح السيسي إنهم يدرسون إنشاء وحدات سكنية بالإيجار جاهزة بالأثاث وتقديمها للشباب المقبلين على الزواج، حتى لا تتناقش الأسر على المهر والعفش، حيث ستكون الشقق كاملة الفرش وبالإيجار، داعيا أن يكون هناك أكثر من نموذج للأثاث لاختلاف الأذواق مخاطبا رئيس جمعية الأورمان، "عايزين نعمل 100 ألف شقة كده".

تيسير الزواج

وعن هذه المبادرة، قال الدكتور أحمد شبل، أستاذ مساعد بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، إن إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي عن تقديم شقق مفروشة للشباب المقبلين على الزواج للإيجار بدون مقدم، يعد خطوة إيجابية ورائعة للتيسير في الزواج وتنم عن إحساسه بالشباب ومعاناتهم وخاصة أنهم في مقتبل حياتهم، لأنه غالبا ما يكون الاختلاف بين الأسر على الشقة.

 

 

 

وأكد شبل، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الشقة تثير عدة مشكلات إذا كانت تمليك أو إيجار وكذلك تكاليف تجهيز الشقة والتي تكون مرهقة على الشاب، وإذا توافر المسكن الملائم بالسعر المناسب لظروفه وحياته فهذا باب كبير وواسع للتيسير ولغلق باب من أشد الأبواب صعوبة في الزواج، فمبادرة الرئيس ناجحة بكل المقاييس.

 

 

 

وأوضح أن المهر فرضه الله سبحانه وتعالى في كتابه وهو أمر لا بد منه لحفظ حقوق الزوجة، وهو يجب بالدخول، مضيفا أن الإسلام يرغب في عدم المغالاة في المهور تيسيرا للزواج لأن هذا من سماحة ويسر الإسلام، ولأنه دائما ما يراعي أحوال العباد، حيث رغّب في الزواج وأن يبادر الشباب إليه.

 

 

 

وأشار إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث شريف له يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج"، فهو بذلك أمر بالتيسير على الشباب فقال صلى الله عليه وسلم "أقلهن مهورا أيسرهن بركة"، مستشهدا أيضا بقول النبي في حديث آخر "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير".

 

 

 

وشدد على أن الإسلام يحث أتباعه على التخفيف من مؤنة الزواج وعدم التعقيد والمغالاة وأن يكون في الزواج يسر وسهولة وسلاسة كي لا يصطدم الشباب والفتيات بهذه الإجراءات المعقدة والمبالغ الضخمة في بداية حياتهم، فيعزفوا عن الزواج وبالتالي يفتح الباب على مصراعيه للوقوع فيما حرم الله سبحانه وتعالى.

 

التيسير على الشباب

ومن جانبه، قال الدكتور محمد سالم أبو عاصي، عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر سابقا، إن إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي عن طرحه مبادرة لتيسير الزواج من خلال تقديم شقق مفروشة وجاهزة للمقبلين على الزواج للإيجار بدون مقدم، خطوة مهمة للتيسير على الشباب، مضيفا أن الرئيس يحمل هم المواطنين ليل نهار.

 

 

 

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن إيجاد المسكن من أكبر عوائق الزواج، فهناك آلاف من الشباب الراغبين في الزواج والاستقرار والعقبة أمامهم هي إيجاد شقة أو مسكن للزوجية، مضيفا أن تيسير الرئيس لهذا الأمر، هو ثواب عند الله سبحانه وتعالى وخطوة أولى في سبيل القضاء على العنوسة وتأخر الزواج لأسباب اقتصادية ومادية لأن الشباب معطل عن هذه الخطوة بسبب عدم قدرتهم المالية على شراء شقة.

 

وأكد "أبو عاصي" أن مهر المرأة يخضع إلى 3 معايير، الأولى أنه لا بد في عقد الزواج من المهر، وثانيا أنه من السنة عدم المغالاة في المهور حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أقلهن مهرا أكثرهن بركة"، مضيفا أن المعيار الثالث هو مراعاة العرف في المهر فكل بلد أو قرية أو عائلة لها عرف معين في المهر.

 

وأشار أبو عاصي إلى أن العرف في الشريعة الإسلامية أمر معتبر، فلا ينبغي عند الزواج من فتاة من عائلة كبيرة أن يكون مهرها ألف جنيها، مضيفا أنه لا بد من مهر المرأة وفقا للشريعة الإسلامية وعند المذهب الحنفي يجب أن يكون المهر مالا، مع ضرورة عدم المغالاة وعدم الوصول إلى مرحلة الخلاف بين الأسر بسبب المهر عند الزواج.

 

وشدد على أن يجب مراعاة الدين، فإذا كان الخاطب رجل ذو علم ودين وخلق لكن ظروفه المالية لا تسمح لدفع المهر الكبير فيجب عدم التعنت معه، مستشهدا بقول نبي الله في حديث شريف "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"، لذلك يجب تسهيل هذا الأمر حتى لا يتعثر أمر الزواج.

 

ولفت عميد كلية الدراسات العليا الأسبق إلى أن الزواج مقصد من مقاصد الخلق ووجود الذرية واستمرار التكاثر والحياة وهو أمر يتوقف على الزواج.