"الـ 100 مليار لسه ما جوش لغاية دلوقتي".. بهذه الكلمات طلب الرئيس عبد الفتاح السيسي ضرورة البحث عن موارد أخرى لزيادة مدخرات صندوق تحيا مصر، الذي يستهدف توفير الدعم المادي والمعنوي لأكثر المحتاجين، حيث أعطى الصندوق الأولوية للحفاظ على بنية الأسرة والقضاء على الظواهر الاجتماعية التي أزعجت المجتمع لسنوات طويلة.
ويعمل صندوق "تحيا مصر" على 7 برامج وهي: الدعم الاجتماعي، الرعاية الصحية، التنمية العمرانية، التنمية العمرانية، الكوارث والأزمات، التعليم، والتمكين الاقتصادي، حيث أكّد الرئيس السيسي أنه هو المشرف عليه، ليعطي رسالة طمأنة للشعب أن الصندوق في أيد أمينة.
إطلاق مبادرة رد جميل
فمن جانبه قال الدكتور رشاد عبده، رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية، إن صندوق تحيا مصر كان له دورًا مجتمعيًا كبيرًا خاصة في أزمة انتشار فيروس كورونا، والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة آنذاك، حيث ساهم في دعم قطاع البورصة والسياحة وغيرها من القطاعات، لذا لابد من توجيه كافة التبرعات لهذا الصندوق لما لها دور في المجتمع كما أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يشرف عليه بنفسه، مما يعطي الثقة في وصول كافة التبرعات إلى مصادرها الصحيحة.
وأضاف رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية، في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن مطلب الرئيس السيسي بزيادة مقدرات هذا الصندوق، يمكن أن تتم عن طريق خطوتين، الأول أن يتم إطلاق مبادرة "رد الجميل" تستهدف رجال الأعمال والفنانين ولاعبي كرة القدم، أما الخطوة الثانية هو أن يتم عمل اجتماع يكون مشكل من خبراء الاقتصاد برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، لبحث سبل تزويد مصادر هذا الصندوق، على أن يرفع تقرير مفصل إلى الرئيس السيسي.
وأشار إلى أن صندوق تحيا مصر قائم على التبرعات وليس على الرسوم، لذا من الصعب أن يتم فرض رسوم على المواطن، فهذه الفكرة مستبعدة، ولكن يمكن أن تقوم كافة المؤسسات التي تحصل على تبرعات من المواطنين مثل "الأزهر" باستخراج نسبة من هذه التبرعات إلى الصندوق.
وأوضح أن رجال الأعمال لهم دور كبير في زيادة مقدرات هذا الصندوق، فالشعب هو السبب في وصول بعض رجال الأعمال لآن يكونوا من أغنياء الدولة، واليوم جاء الدور في رد هذا الجميل، مشيرا إلى أن هناك المسئولية المجتمعية يجب على كل رجل أعمال تبنيها.
استثمار رأس مال الصندوق
قال الخبير الاقتصادي، محمد أنيس، إن فكرة زيادة مدخرات صندوق تحيا مصر تحتاج إلى العديد من الأفكار التي تعمل على زيادة موارده، خاصة وأنه قائم على التبرعات، فمن ضمن هذه الأفكار هو أن يكون هناك جزء من رأس مال الصندوق يتم استثماره بحيث يكون لها عائد يحقق زيادة في مقدرات الصندوق.
وأضاف في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أنه يمكن زيادة هذه مدخرات الصندوق أيضا عن طريق، عمل مشروعات تنموية تحقق دخل يكون العائد منها للصندوق تحيا مصر، بجانب أن يكون هناك حلقة وصل ما بين الجمعيات والمؤسسات الاجتماعية التي تتلقى التبرعات وبين صندوق تحيا مصر، بحيث يتم التبرع بالفائض من تبرعات هذه المؤسسات في الصندوق.
وتابع" أنه يجب أيضا عمل ابلكيشن يستطيع من خلاله الفرد التبرع أموال الصدقة والزكاة لحساب "صندوق تحيا مصر"، ومن ثم سترتفع قيمة مدخرات الصندوق، كما يمكن للمؤسسات الكبرى أن تخصص جزء من تبرعاتهم لصالح صندوق تحيا مصر.
الترويج لحملة التبرعات طوال العام
قال أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، مستشار التخطيط والتنمية الاقتصادية للاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية، أن صندوق " تحيا مصر " منذ تأسيسه عام 2014 وعلى مدى 7 سنوات ساهم في تحقيق إنجازات عديدة في مجالات الحماية الاجتماعية والرعاية الصحية ومواجهة الكوارث والأزمات والتنمية العمرانية والاقتصادية ودعم التعليم، مشيرًا إلى دوره الأكبر أثناء انتشار جائحة كورونا ويحتاج تضافر كافة الجهود لزيادة موارد الصندوق.
وأكّد غراب، في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أنه لزيادة موارد الصندوق فهذا يحتاج لعدد من الجهود أولها التوسع في جمع التبرعات خاصة من رجال الأعمال المقتدرين وأن تتم حملة الترويج عن طريق استغلال وسائل الإعلام بكافة أنواعها ليس بعرض إعلانات التبرعات فقط ولكن أيضا بطرح فوائد وأهمية وإنجازات صندوق تحيا مصر في برامج التوك شو وتصوير إنجازاته على أرض الواقع وعرضها ليعلم المواطن نجاحاته ويسرع بالتبرّع.
وتابع: "يتم الترويج لحملة التبرعات طوال العام بوسائل الإعلام والنقابات العامة، وتستهدف بشكل عام المشاهير من الفنانين ولاعبي كرة القدم والأغنياء والطبقة فوق المتوسطة وغيرهم، إضافة الى التوسع بحملة التبرعات على أرض الواقع ويمكن الاستعانة برجال الدين الرسميين الثقة لدى المواطنين في جمع التبرعات من المقتدرين، إضافة إلى إشراك كافة مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية في جمع التبرعات".
وأوضح غراب، أن حملة الترويج لإنجازات الصندوق يجب أن تصل للجاليات المصرية العاملين بالخارج لمعرفة حجم الأعمال الخيرية التي قام بها الصندوق وذلك بمساهمة وزارة الهجرة، إضافة إلى بحث الخبراء بكافة أنواعهم مع الجهات الحكومية كيفية زيادة موارد الصندوق دون فرض رسوم على المواطن حتى لا تزيد الأعباء .
وأشار إلى أن الاحصائيات الرسمية الصادرة تؤكد أن الصندوق قد وفر العلاج لـ 363 ألف مريض فيروس سي مجانا، والكشف المجاني على مليون و200 ألف مواطن، أنشأ مركز مصر لعلاج أمراض الكبد بالمجان بالأقصر، سلاسل قوافل طبية شاملة، المساهمة في توفير علاج لمرضى ضمور العضلات للأطفال، 120 ألف مستفيد من خدمات الأسر الأولى بالرعاية، سدد ديون 6400 غارم وغارمة بقيمة 42 مليون جنيه، وغيرها من آلاف الخدمات.