الإثنين 1 يوليو 2024

الجارديان: إعطاء جرعات معززة من لقاح كورونا فى بريطانيا لن يبقى المملكة المتحدة بمنأى عن الإصابات

بريطانيا

عرب وعالم7-9-2021 | 17:28

دار الهلال

تناولت صحيفة الجارديان البريطانية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء قضية ما إذا كان يتعين على بريطانيا الموافقة على منح جرعات معززة لشرائح واسعة من السكان، إذ رأت أن تقديم هذه الجرعات في بريطانيا قبل تلقيح بقية دول العالم لن يبقي المملكة المتحدة بمنأى عن الإصابات.

وقالت الصحيفة -في مقال أوردته عبر موقعها الاليكتروني اليوم الثلاثاء، أن اللجنة المشتركة للتلقيح والتحصين ستتخذ قرارها بهذا الشأن خلال الأسبوع الحالي، وقد نصحت بالفعل بتقديم جرعة ثالثة لمن تزيد أعمارهم على 11 عاما ممن عانوا من نقص المناعة الشديد خلال وقت الحقن الأول أو الثاني بما في ذلك الأشخاص الذين يعانون من حالات مثل اللوكيميا.

وأضافت أن الموافقة على برنامج التعزيز الشامل سيجعل بريطانيا تتماشى مع دول مثل الولايات المتحدة وإسرائيل التي تقدم بالفعل جرعات ثالثة لسكانها الذين تم تلقيحهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الخطط تستند إلى مخاوف من أن الحماية التي توفرها اللقاحات قد تتضاءل بمرور الوقت. ففي الواقع، أظهرت بيانات من دراسة تم الاستشاد بها على نطاق واسع أن الفعالية ضد المرض الشديد للقاح فايزر انخفضت من 91% لدى الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 60 عاما أو أكثر والذين تم تحصينهم قبل أربعة أشهر من الدراسة، إلى 86% بين أولئك الذين تم تطعيمهم لمدة ستة أشهر قبل الدراسة. وبالنسبة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و59 عاما، فقد انخفضت نسبة الحماية من الأمراض الشديدة من 98% إلى 94%.

ولكن بينما تشير هذه النتائج إلى انخفاض فعالية اللقاح بمرور الوقت، إلا أنها تظهر أيضا أن اللقاحات تظل فعالة للغاية ضد المرض الشديد بعد ستة أشهر من جرعتين. وفي دراسة شملت أكثر من 7 ملايين شخص في المملكة المتحدة، انخفضت مستويات الأجسام المضادة في دم الأشخاص الذين يعانون من التثبيط المناعي تدريجيا بعد تلقي لقاح كوفيد-19.

وعلى الرغم من ذلك، ظلت اللقاحات فعالة في الوقاية من الأمراض السريرية -مما يشير إلى أن مستويات الأجسام المضادة قد لا تكشف القصة الكاملة لكيفية استجابة أجهزتنا المناعية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في المقام الأول، لا يمكننا التأكد حتى الآن من أفضل طريقة لقياس الحماية التي توفرها لقاحات كوفيد-19.

وقد تختلف علامات الحماية من الإصابة بالفيروس المسبب لكوفيد أو الإصابة به أو الإصابة بمرض شديد (مما يؤدي إلى دخول المستشفى أو الوفاة).

وعلى الرغم من أن مستويات الأجسام المضادة في الدم تزودنا بمؤشر حول كيفية استجابة الجهاز المناعي لهذا الشخص للقاح، إلا أنها لا تخبرنا بالضرورة عن كيفية التي يستجيب بها الجهاز المناعي للفرد عند مواجهة الفيروس.

ومع وضع حالة عدم اليقين هذه في الاعتبار، دعت منظمة الصحة العالمية إلى وقف استخدام الجرعات المعززة لـ كوفيد-19.

وأشارت إلى أنه لا يوجد ما يكفي من العلم القاطع الذي يدعو للموافقة على التعزيزات حتى الآن. في حين شبه مايك رايان، مدير برنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية، خطط إدارة الجرعات المعززة بتوزيع "سترات نجاة إضافية للأشخاص الذين لديهم سترات نجاة بالفعل ، بينما.. يترك الآخرون ليغرقوا بدون سترة نجاة واحدة".

وبحلول نهاية أغسطس 2021 ، تلقى 57٪ من البالغين في البلدان ذات الدخل المرتفع جرعة واحدة على الأقل من لقاح كوفيد.

وفي المملكة المتحدة، يتجاوز هذا الرقم 88٪، ومع ذلك في البلدان منخفضة الدخل ، تلقى 2٪ فقط من البالغين جرعة واحدة أو أكثر.

ورأت الصحيفة أن إمدادات اللقاحات ليست بلا حدود حاليا، وكما أن ضمان وجود البنية التحتية لتوصيلها في جميع أنحاء العالم يتطلب تخطيطا دقيقا.

وتحتاج البلدان إلى معرفة موعد وصول الإمدادات مسبقا حتى تتمكن من التخطيط لمكان وكيفية توصيل تلك الجرعات.

كما أنه ليس من المفيد للبلدان ذات الدخل المرتفع أن تتبرع بإمدادات اللقاح في غضون التي تنتهي صلاحيتها في مهلة قصيرة والتي لا يمكنها استخدامها بسبب تواريخ انتهاء الصلاحية القصيرة، أي يتعين أن يكون هناك تعاون وتنسيق عالمي مناسب لضمان عدم إهدار الجرعات.

ومضت الصحيفة تقول إن كون الكثير من الناس لا يزالون يفتقرون إلى إمكانية الوصول إلى اللقاحات بسبب المكان الذي يعيشون فيه هو فشل للقيادة الدولية. وهذا الوضع غير المتكافئ ليس في مصلحة أحد: فالمستويات العالية لانتقال العدوى تزيد من احتمال ظهور متغيرات جديدة بمقدورها أن تتجنب الحماية التي نوفرها اللقاحات الحالية. ولضمان سلامة الجميع -بما في ذلك الأشخاص في البلدان ذات الدخل المرتفع- يعد تطعيم أكبر عدد ممكن من الأشخاص في أسرع وقت ممكن استراتيجية أفضل بكثير من تطعيم مجموعة صغيرة من الأشخاص بشكل متكرر.

واخختمت الصحيفة البريطانية مقالها قائلة إن عدم القيام بكل ما هو ممكن لضمان توافر العلاجات واللقاحات والاختبارات والأكسجين لكل من يحتاجها هو مسألة اختيار.

وستختار بريطانيا تجاهل احتياجات أولئك الموجودين في البلدان الفقيرة إذا بدأت في إعطاء جرعات معززة عبر قطاعات واسعة من السكان، وعواقب هذا الاختيار سنشعر بها جميعا، أينما نعيش. وأكدت في هذا السياق أنه يجب ألا يكون هناك مجال للقومية خلال أزمة الصحة العامة العالمية.