الجمعة 31 مايو 2024

بسبب الانشغال عنهم.. خبراء يكشفون أسباب ظهور عمليات خطف الأطفال فى مصر

خطف الأطفال

تحقيقات7-9-2021 | 23:31

محمود بطيخ

بدأت في الآونة الأخيرة تكثر عمليات خطف الأطفال، في عدد كبير من محافظات، فلم يعد الخاطفون يميزون بين غني وفقير، ورغم سرعة تحديد الشرطة للعناصر الإجرامية، ودقة القبض عليهم، إلا أن المشكلة الحقيقية تبقى على الأسر التي تترك للخاطف فرصة استدراج الأطفال، وخطفهم، من خلال عدم الرقابة الكافية، كما أوضح عدد من الخبراء.

وفي هذا الإطار قال نائب مدير مباحث أمن الدولة الأسبق، أن الجريمة في مصر بشكل عام زادت بعض الشيء وذلك لأن الظروف التي نعيشها باتت مختلفة، فيما أشارت أستاذة علم الاجتماع بجامعة بنها، إلى أن وجود رقابة بالقدر الكافي لدى الأسرة، مهم جدًا لحماية الأطفال

الأسرة باتت منشغلة عنهم

قال اللواء فؤاد علام، الخبير الأمني، نائب مدير مباحث أمن الدولة الأسبق، إن خطف الأطفال لا يعد ظاهرة، حتى وإن كانت الأعداد زادت في الآونة الأخير، مشيرًا إلى أن كلمة ظاهرة تطلق حينما يتخطى عدد المخطوفين الآلاف في اليوم.

وتابع في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أن الجريمة في مصر بشكل عام زادت بعض الشيء وذلك لأن الظروف التي نعيشها باتت مختلفة، موضحًا أن الرعاية في الأسر، لم يعد كسابقة، حيث أن الرقابة لم تعد بصفة مستمرة.

وأضاف أن الأب منشغل في وظيفة أو أكثر، وكذا الأم منشغلة، مما يجعل الرقابة الأسرية لا ترتقي للشكل الذي يجب أن تكون عليه، وكذا التفكك الأسري الذي نعاني منه منذ سنوات، إحدى ضرائبه ترك الأطفال في الشوارع، مما يسهل عملية تعرضهم لمثل تلك الجرائم البشعة.

وأفاد أن أصحاب المستوى الاقتصادي المحدود ليس لديهم رقابية مستمرة على الأطفال، فتجل أطفالهم موجودة في الشارع دون رقيب، حيث أن الخطف لا يفرق بين طفل من أسرة مستواها الاقتصادي محدود، أو أسرة غنية، إلا أن الأسرة لو كانت غنية تكون هدف اكبر.

وأوضح أن هناك حالات التي دون المستوى الاجتماعي أو الاقتصادي، وفي تلك الحالة تكون هناك فائدة للخاطف، وناشد اللواء فؤاد الإعلام لتوعية الناس بخطورة تلك المسألة، حيث يجب أن تكون الرقابة مستمرة دائمًا على الأطفال ولا يتركوا وحدهم تحت أي ظرف، سواء في الشوارع أو النوادي، أو أي أماكن أخرى.

وأكد أن تدبير الأسرة للمتطلبات الاقتصادية لا يجب أبدًا أن يكون على حساب الأطفال، وتابع أن النوادي بها خطر محدق، وهو أن الأسرة تذهب إلى النادي، ويتركون أبنائهم دون متابعة، ويستغل الخاطفون ذلك الجانب، ويتدرجون الأطفال إلى أن يخرجوا من النادي.

الأسباب الحقيقية لانتشار جرائم خطف الأطفال

قالت الدكتورة هالة منصور، أستاذة علم الاجتماع بجامعة بنها، إن ظاهرة خطف الأطفال، رغم أنها قلة إلا أنها موجودة في مصر بدرجة كبيرة، موضحة أنها لعدة أسباب الأول أن الشأن العاطفي لدى المصريين أكثر من اللازم، مما يجعل لديهم الشعور بالأمان زيادة الأمر الذي يسهل عملية سرقة أو خطف الأطفال.

وأوضح في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أن وجود رقابة بالقدر الكافي لدى الأسرة، مهم جدًا لحماية الأطفال، حيث إنه في المجتمعات المتقدمة من الصعب وجود طفل في المجتمع وحدة، دون أبيه أو أمه، أو أحد من إخوته الكبار.

وأشارت إلى أن الجانب الثاني، إلى أن عمليات خطف الأطفال التي تكون بغرض تجارة الأعضاء، يرجع سبب وجودها في مصر إلى مهارة الطبيب المصري، حيث أنه قادر على عمل مثل تلك العمليات في أجواء غير ملائمة، كاستئصال عضو من الطفل في أي مكان حتى وإن كان «تحت بير السل»، وعدم احتياجه إلى غرفة عمليات مجهزة.

وأما في حالات الخطف العادية التي تكون بغرض طلب فدية من أهل الطفل، مرتبطة بالتسول بشكل أكبر، وكذا بعدم تأمين الأطفال بالقدر الكافي مما يجعلهم فريسة لعصابات خطف الأطفال.

وأكّدت أن الوعي والقانون، هما القادران على إيقاف عمليات الخطف، وجعل الأطفال في مأمن من أيدي مثل تلك العصابات سواء العصابات الخاصة بسرقة الأعضاء، أو العادية التي تكون بغرض الفدية.