الأربعاء 22 مايو 2024

«تحرم قذف المحصنات وتلزم الأشخاص بغض البصر».. تعرف على أحكام وآداب سورة النور

فضل قراءة سورة النور

دين ودنيا8-9-2021 | 18:10

دنيا ممدوح

أنزل الله القرآن الكريم على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وحفظه من التحريف من قبل الكفار والمشركين، فقال -الله تعالى-«إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون»، ولكل سورة في القرآن سبب لنزولها، ويحتوى القرآن على العديد من الآداب والحكم التي نتعظ منها، وسورة النور من السور القرآنية العظيمة، فهذه السورة تحتوي على العديد من الآداب العامة والأخلاقية، التي يجب أن نلتزم بها، وحرم الله بها العديد من الأمور، كما أنها توضح أحكام أشياء وأمور كثيرة.

آداب سورة النور

-   هذه السورة تحدد العديد من الأمور للمسلمين وتفرضهم للقيام بها، حيث قال -الله تعالى-« سورة أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ»

-   حرمت هذه السورة الزنا حرمانية شديدة، وبينت أن هذا الفعل هو فعل فاحش وحرام، ووضعت عذاب لمن يفعل ذلك في الدنيا، أما في الآخرة فعذابه نار جهنم، وأن الشخص الزاني لا يتزوج أو لا تتزوج إلا من زانية مثله أو مشركة، وهذا يدل على أن الزنا شيء قبيح فقال الله- عز وجل-« الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ»

-    هذه السورة تحرم قذف المحنصات، وحرمانية الإفتراء على الأشخاص بالفسق، وقو أشياء عليهم لا تمس لأي شيء من الصحة، ولعن الذين يفعلون ذلك، وأن من يفعل ذلك سوف يلعنه الله في الدنيا والآخرة، وهذا الذي حدث مع السيدة عائشة- رضي الله عنها- حين قال عنها إحدى المشركين، أقواء كاذبة وإفتراءات عليها، ونزل الله آية برأها بها « وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ»

-   تلزم هذه السورة الأشخاص  بأن يغضوا من أبصارهم، سواء أكان رجل أم إمرأة، وهذه السورة أقوى دليل على أن غض البصر ليس على الرجال فقط، بل أيضًا على النساء، فينبغي على كل مسلم ومسلمة أن يغضوا من أبصارهم تجاه الطرف الأخر، «قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا»

-   فرضت هذه السورة الحجاب وتغطية الرأس والعورة للمسلمات، ووضحت آداب الحجاب، ووضحت أيضًا أمام من تخلعه، وأمام من ترتديه، « وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ»

-   وأيضًا من الأداب العامة التي أوضحتها هذه السورة هى الاستئذان قبل دخول بيوت الآخرين، وأن البيوت لها أشخاص ملاكها، فيجب الاستئذان منهم أولًا قبل الدخول، وعدم الدخول قبل أن يأذنوا لنا بذلك، « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ»

-    وبينت أيضًا أهمية التقرب لله- عز وجل- وأن التقرب لله وذكره دائمًا وشكره وحمده في السراء والضراء، من أهم الأمور التي يجب على الإنسان أن يقوم بها، وأن الأشخاص يجب ألا تلهيها أي شيء عن ذكر الله « رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَار».