بقلم : فاطمة البودى
كان هو السؤال الذي وجهته إلى صديقتي زميلة الجامعة حينما كنا في لقاء الأسبوع الماضي بالإسكندرية لنحتفل بقدوم زميلة أخرى لنا تعيش في أمريكا منذ ما يقرب 30 عاما أجابتني صديقتي وهي بالمناسبة أستاذة في معهد علوم البحار ولها العديد من الأبحاث العلمية المنشورة في أهم الدوريات الأجنبية فاجأها سؤالي وأجابتني "أنا ماعنديش وقت أقرأ"..
لماذا؟! سألتها باندهاش.. قالت لي: ارتفاع أسعار الكتب من أهم الأسباب التي تواجهني الآن,بدورها من الوقت شرحت في دعوة وصلت إلى منذ عشرة أيام لمناقشة إحدى الروايات الصادرة مؤخرا وهذه الدعوة ليست من دار النشر ولا من مكتبة ولكن هذه الدعوة أتتني من نادي قراءة أو ما يسمى بـ"Book Club", والعديد من نوادي القراءة هذه انتشر مؤخرا بين الأوساط الاجتماعية الراقية (المجتمعات الراقية), تتم قراءة رواية معينة من أعضاء هذا النادي مسبقا ثم يقومون بدعوة الكاتب ليناقشونه فيما كتب, هذه النوادي تسهم بشكل كبير للتحفيز على القراءة للأعمار السنية الكبيرة, وتخلق شريحة جديدة من القراء, وهذه محاولات محمودة من هؤلاء السيدات, حيث كنت في زيارة في معرض أبو ظبي هذا العام كان أحد هؤلاء النوادي القرائية المسمى بالملتقى يحتفل بعامه العاشر ويحتل مكانا مميزا بقلب المعرض ليس مكانا جغرافيا مميزا فقط ولكن التميز كان من محتوى ما يقدمه الملتقى طيلة ستة أيام وهي وقت معرض أبو ظبي,وما يقدمه من لقاءات ثقافية مهمة من كتاب وكاتبات, وما يقدمه من مناقشة روايات القائمة القصيرة للبوكر, وما يقدمه من فنون موسيقية ومعرفة ثقافية كاملة, ومتعة حضور هذا الملتقى تضاهي أى نشاط ثقافي تنظمه وزارة الثقافة, وهذا الجهد تقوم عليه السيدة أسماء صديق المطوع التي خصصت من وقتها وأموالها الكثير لدرجة أن هذا الملتقى معترف به من اليونسكو كنشاط ثقافي أهلى مميز, كل هذه الأفكار عبرت في ذهني أثناء جلستي مع زميلات الدراسة الجامعية,وأفقت على استدراج صديقتي التي وجهت إليها السؤال الأول بإجابة فاجأتنيوهي أنها تقرأ الكتب من الإنترنت "PDF",وقالت لي: احنا في عصر التكنولوجيا وعملي في البحث العلمي عودني على استعمال الإنترنت, ووجدت في الإنترنت كتبا لا حصر لها وفي كل المجالات, فصرخت فيها قائلة: "حرام عليك" هذه سرقة لجهد الناشر والمؤلف, فأجابتني "أنا ايش عرفني", وانتبهت إلى أني سآخذ جلستنا (جلسة الذكريات ولم الشمل) وزميلات الدراسة إلى منطقة شديدة التخصص ألا وهي قرصنة الكتب الإلكترونية وتزوير الكتاب ورقيا, وهذا موضوع دقيق للغاية ومهم سأحدثكم عنه عنه بالتفصيل فى مقال لاحق.