السبت 6 يوليو 2024

الإرهاب إلى زوال

25-5-2017 | 11:08

بقلم: لواء: أسعد حمدى

 

يظن الكثيرون أن الإرهاب عمل عشوائى يمارسه بعض الإجراميين فى إطار صراعهم مع الحكومات وانعكاساً لبعض الخلافات العقائدية أو المذهبية.

إن الإرهاب الذى نواجهه الآن كيان له رأس يديره ويخطط له ويحركه ويوفر له الإمكانات المادية واللوجستية والفنية المختلفة، وله أيضاً جسد ينفذ ويمارس وينفذ العمليات الإرهابية الخسيسة التى رسمت ودبرت له.

 

 

ومع تعدد أهداف الإرهاب المختلفة فقد أصبح تعريف الإرهاب محدداً بأن العمل الضار الذى تقوم به جماعة أو قوى أو دولة سواء بالقول أو الفعل باستخدام التهديد أو القتل للأفراد أو التجمعات فى المجتمعات المختلفة لاستهداف ترويع الإنسانية والانصياع لتنفيذ سياسات واتخاذ مواقف مطلوب الخضوع لها.

وبالتالى فإن الإرهاب له رعاة لهم أهدافهم يسعون للوصول إليها لتحقيق أهدافهم السياسية أو العقائدية وبأى ثمن دون مراعاة لأدنى حدود المبادئ الإنسانية وقيمها العليا. وبالتالى فإن الإرهاب الذى استهدف وطننا الغالى مصر خلال سنوات مضت وعقود سابقة وما زال يسعى فى خسة إلى الاستسلام والخضوع لجماعة أهلت نفسها ومنذ إنشائها للسيطرة السياسية على حكم ليس مصر فقط وإنما على المنطقة العربية بالكامل فى حلم طامع وطامح بعنصرية بالغة الفهم نحو السلطة وبرغبة فى إقصاء كل قوى الوطنية والانفراد بهذه السلطة.

وقد كادت تلك الجماعة الضالة والجماعة الأم لكل التنظيمات الوليدة منها أن تحقق أهدافها واستطاعت أن تغتصب الحكم فى مصر لمدة عام كامل وسعت لتفكيك مساند الأمة وركائزها وتغلغلت داخل العمل المصرى وسطت على أحلام المجتمع وآماله، ولقد كان هذا العام الذى حكمت فيه جماعة الإخوان المسلمين التى أقصدها عاراً على تاريخ مصر.

ولقد كانت جماعة الإخوان المسلمين تدرك منذ البداية ومن فترات سابقة أنها لن تستطيع أن تسيطر على مقدرات الأمة دون أن يكون لها امتدادات فى المنطقة العربية بالكامل، فكانت الولايات الإخوانية فى مختلف الدول العربية فى الأردن عام ١٩٤٨ وسوريا فى عام ١٩٤٩ والخليج فى الخمسينيات والستينيات والمغرب العربى فى السبعينيات حتى تم إنشاء التنظيم الدولى للإخوان المسلمين وأعلن بشكل رسمى فى عام ١٩٧٤ على يد المرشد الأسبق عمر التلمسانى، وكان هذا هو رأس الإرهاب الذى سعى وما زال للسيطرة على كافة التنظيمات الإرهابية المختلفة والعديدة لإدارة الجسد الإرهابى فى كافة الأفكار العربية وعلى رأسها مصر.

لما حدث فى العامين الماضيين فى سيناء أدركنا أنها كانت صراعاً عسكرياً مسلحاً بكافة عناصر الحرب ضد الإرهاب، سواء فى عدد العمليات الإرهابية التى ارتكبت وكميات الأسلحة والذخيرة والمتفجرات التى استخدمت وعدد شهدائنا وقتلاهم.

إن إحصاء تلك العناصر التى يمكن أن ترد فى أى بيانات تثبت بالمقارنة بأى مواجهات عسكرية أنها كانت حرباً بكل مقاييس الصراعات المسلحة، ولكننا نستطيع أن نؤكد أن بعد السيطرة العامة لقواتنا المسلحة على جبل الحلال وغلق معظم الأنفاق وتأمين الحدود الشرقية، وفى التقدير أيضاً الجهود السياسية والتى يجب أن ننظر إليها بحذر والتى أدت إلى إعلان حماس انفصالها عن توجهات التنظيم الدولى للإخوان وبعض التغييرات السياسية فى قيادة حماس وتولى إسماعيل هنية مقاليد الأمور، فإن البوابة الشرقية لمصر أصبحت فى مأمن وسوف تشهد المرحلة القادمة بإذن الله القضاء على فلول الإرهاب فى سيناء بالكامل.

وإننا فى إطار الرأس والجسد وقناعاتنا بإدارة الإرهاب فى مصر من الخارج فإن التوجه إلى فتح جبهات جديدة لابد أن تتجه إلى البوابة الغربية ولاسيما أن الأمور فى ليبيا تشير إلى ما يلي:

١- أن وقف إطلاق النار فى ليبيا جزئياً قد يسمح بتوسع نشاط تنظيم الدولة «داعش»

-٢ أن نشاط الجماعة الليبية الإسلامية المسلحة بقيادة سامى السعدى الملقب «بأبو منذر السعدي» ما زال يتواصل مع قيادات الإخوان فى الخارج.

٣ - أن الحدود المصرية الليبية والتى تمتد لأكثر من ألف ومائتى كيلومتر تشجع رأس الإرهاب لكى تكون البوابة الغربية بديلاً لسيناء كممر لعبور الإرهاب بعتاده ومعداته وعناصره، وخاصة أن هناك دروباً متعددة لتسهيل هذا العبور ودخول الحدود المصرية.

ولكننا على يقين من أن مؤسساتنا العسكرية الباسلة تدرك تماماً أبعاد هذا المخطط وقادرة على غلق هذه البوابة نهائياً وفى التقدير ما يلي:

١ - أن توجيه ضربات أمنية خلال الفترة السابقة لعديد من محاولات التسلل من خلال الحدود المصرية الليبية وبنجاح باهر قد حققت نجاحاً فى هذا المجال.

٢- أن المناورات العسكرية التى أجرتها قواتنا المسلحة على الحدود الغربية والتى أعلنت إعلامياً قد أكدت تماماً السيطرة على تلك الحدود.

٣ - أن ولاء القبائل البدوية المصرية والذى وضح من خلال تصريحات زعماء تلك القبائل وحضورهم لهذه المناورات سوف يكون داعماً بلا شك لتأمين تلك الحدود.

ودون أن نكون مبالغين فى تقدير مؤسساتنا العسكرية والمخابراتية والأمنية فإننا قادرون على دحر الإرهاب كما حدث من قبل وسيحدث فى المستقبل القريب.

إنها ليست أمنيات ولكنها تقديرات للكفاءات وإيمان الشعب قبل المؤسسات، إنها روح مصر الجديدة ومصر ستنتصر بإذن الله.